برغم (غنيمتهم) التي طالت 11 بئراً عراقية جعلتها الأمم المتحدة، عبر تخطيط الحدود سنة 1994، ضمن أراضيهم، يصرّ الكويتيون على إبقاء عقوبات الفصل السابع لعشرين سنة مقبلة مفروضة على العراق. ولهذا تعبّر الكويت مجدداً عن (قلقها) من فشل العراقيين في دفع التعويضات. ويستشهد مراسل الأسوشييتد برس بموظف كويتي يقول إنهم لا يأتمنون العراقيين، لأنهم مازالوا يفكرون بأن الكويت جزء من العراق!.
أكد مراسل للأسوشييتد برس أن جهود العراق لتجنّب دفع التعويضات التي تبلغ نحو 25 مليار دولار، المترتبة بـ(ذمة العراقيين) نتيجة لغزو صدام حسين الكويت سنة 1990، قد أقلقت الكويتيين، و(أجهدت) العلاقات العراقية-الكويتية التي تحسّنت ببطء بعد الغزو الأميركي.
والكثيرون من الكويتيين –كما ترى الأسوشييتد برس- يشكون في أن العراق سوف يلتزم بـ (تعهداته) من دون ما أسماه (ضغط خارجي)، وكانت الكويت قد بعثت وفوداً الى الأمم المتحدة وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة لإبقاء هذا الضغط مستمراً.
ونقلت الوكالة عن (فايز العنزي) عضو فريق للبحث عن مئات الكويتيين المفقودين خلال (الاحتلال العراقي) للكويت، قوله: ((إن العراق لن يتعاون، إذا ما تركت الأشياء إلى العلاقات الثنائية)).
لكن رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) كان قد شن ما أسمته الوكالة بالهجوم الذي دعا فيه أعضاء الأمم المتحدة –خلال زيارته الى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي- إلى إسقاط كل القرارات الملزمة ضد العراق والتي نجمت عن احتلال قوات صدام للكويت.
من جانب آخر أبدى الرئيس (باراك أوباما) رغبته بدعم رفع العقوبات عن العراق، بضمن ذلك متطلبات دفع العراق 5 بالمائة من موارد نفطه للكويت كجزء من التعويضات. وقال إن موقف الأمم من العراق يجب أن يتغير بعد أن يحل العراق مشاكله مع جيرانه، وما تطالب به الكويت قد يستمر لعقدين، الأمر الذي يعني إعاقة أي تطور في العراق خلال 20 سنة مقبلة.
ويشار الى أن الأمم المتحدة كانت قد صادقت على نحو 52.4 مليار دولار كتعويضات للأفراد والشركات والمنظمات، تدفع معظمها إلى الكويت التي تسلمت حتى الآن 27 مليار دولار، فيما تطالب بالمتبقي من التعويضات الذي يبلغ نحو 25.4 مليار دولار.
وتزعم الأسوشييتد برس أن المال ليس وحده المهدد بالضياع، فالأمم المتحدة أصدرت عدداً من التعهدات على العراق تترواح بين المساعدة في البحث عن المفقودين الكويتيين وإعادة الممتلكات المسروقة. لكن الكويتيين يشكون من أن العراق يبدي (تعاوناً ضئيلاً) في هذا المجال.
وزعم (العنزي) إن عملية البحث عن المفقودين تتم ببطء شديد، وأن هناك 369 كويتياً مفقودين، وأن فريقه عثر حتى الآن على 236 في مقابر جماعية في العراق.
ونسبت الوكالة إلى (طلال العتيبي) أحد موظفي الحكومة في الكويت أنه قال بينما كان يرتشف قهوته : ((نحن لن نأتمن العراقيين)). وأضاف: ((العراق سوف لا يتركنا لحالنا…العراقيون مازالوا يعتقدون أن الكويت جزء من العراق)).
وتقول الأسوشييتد برس إن للعراق (ادعاءات إقليمية) منذ أن أعلنت الكويت استقلالها عن بريطانيا سنة 1961. وصادقت بغداد بتذمر على تخطيط الحدود المشتركة سنة 1994، والتي وضعت 11 بئراً نفطية ضمن الأراضي الصحراوية، لحساب الكويت. ومازالت الحكومتان العراقية والكويتية تتفاوضان بشأن حفر حقول النفط المشتركة.