أرشيف - غير مصنف

إلى أعضاء المؤتمر السادس: فتح وفلسطين تناديكم ، وغزة تستغيث بكم ، والشتات يرقبكم

محمود عبد اللطيف قيسي
أخوتنا الأعزاء الذين وقع عليكم شرف تمثيل جميع الأقاليم والساحات بالمؤتمر العام السادس لكم منا كل التحية والحب والتقدير ، نؤيدكم ونشد على أياديكم ، فقلوب الأمتين العربية والإسلامية وقلوب الشعب الفلسطيني وأحرارشعوب العالم كلها ترقبكم ، ناظرة إليكم باعتباركم تمثلون الأمل الفلسطيني بالتحرير وأمل غزة المختطفة الجريحة بالخلاص ، التي تعيش هذه الأيام في ظلمات ثلاث ، ظلمة الفقر والحصار ، وظلمة الإحتلال الإسرائيلي الذي يحيط بغزة من جميع الجهات منتظرا الفرصة تلو الفرصة للانقضاض عليها وعلى شعبها الأبي الصامد ، وظلمة الإنقلاب الدموي الفاجر الذي استوطن بغزة ورما سرطانيا ، وعمل بها قتلا وتدميرا وأثبتت الأيام أنه لا شفاء منه إلا بالكي والاستئصال .
فالطريق إلى المؤتمر رغم وعورتها وكثرة المطبات الطبيعية أو الصناعية عليها كانت آمنة لا مخاطر فيها ، فطريق الرحلة إليه بالحافلات السياحية لا شك جميلة كونها تمخر أرض الوطن السليب ، لكنها بالتأكيد كانت تدمي القلوب وتدمع العيون كون المستوطنات اليهودية كبرت وازداد عددها حتى أكلت الأرض والأخضر واليابس ، وما زالت تهدد مصير الإنسان الفلسطيني صاحب الأرض والحق والوطن والدولة ، كما أن رحلة في إرث مدينة رسول السلام وحواريها القديمة ومساجدها وكنائسها لا شك ستبعث الفرحة في قلوب حاول تحطيمها الزمن الغابر ، والمستعمر اللئيم الغادر ، واليهودي الصهيوني المستوطن الماكر ، والحماسي المنافق القاتل الفاجر ، إلا أن الفكرة لا شك قادمة وستثبت ذاتها وتبعد غيرها التي ذهبت بعد أول دقيقة من نهار يوم الثلاثاء 4 / 8 / 2009م ، حيث ملايين العيون إما مباشرة أو عبر أجهزة المرئي ستتجه بنظراتها المتعاطفة أو الثاقبة أو الناقدة أوالساخرة لمؤتمركم الأغر فإما أياديه ستصفق لكم وهذا هو المتوقع والمأمول ، وإما أنها وقلوبها الحزينة وألسنتها المؤمنة المهللة ستدعوا عليكم وتلعنكم إن فشلتم بمهاماتكم التي أوكلكم بها الشعب الفلسطيني المؤمن المفوض أمره دائما وأبدا إلى الله ولي المؤمنين الذين أنتم وكما نحسبكم وعهدناكم منه ومنهم .
لسنا وكلاء عليكم فأنتم جميعا نعم العقول الراجحة والقلوب الرزينة والولاء والوطنية الصادقة ، لكننا مثلكم حبا لفتح وعشقا لفلسطين لنا كل الحق بطرح رؤيتنا ونقلها إليكم ، فإن كان القلم لم يسعفنا بكتابة أسماءنا كأعضاء بالمؤتمر ، أو إن كان قانون المحبة الذي هو أول القوانين التعسفية أمامكم لتلغوها ، الذي لم يشفع لكثير ممن اغتالهم قلم لجنة العضوية المعتمد عليه والعارف بالمصالح الشخصية الجاهل بالتنظيم ، الذي ببعض أوقاته وخياراته كان أرعنا أجوفا أعرجا أبكما ، رغم القدرة والمقدرة لمن تجاهلهم أو اغتالهم  نظاما وقانونا لا كقوة البعض ممن حضر بالتزلف منهم وبالتزييف لحقائق الإنتماء والزمن والعطاء .
أخوتنا الأعزاء أن أول الغيث قطرة فرغم الجراح وحرارة الجو كانت لكم قطرات قبل بدأ المؤتمر كلها توحي بأنّ الخير لا شك آت والتحرير لا شك قادم ، أما وقد سبقكم العدو الصهيوني على لسان بيبي النتن يا هو الذي طالب بأن يتم الاعتراف بفلسطين التاريخية دولة يهودية ، وفورا وحتى قبل أن يدنس صفحات التاريخ برغباته وخزعبلاته رد عليه صناديد فتح وقادة ميامين تعودنا منهم دائما النضال والصمود والتحدي بإنّ فلسطين عربية ديمقراطية ولن يتم الإعتراف بدولة الكيان يهودية عنصرية ، فإن المصلحة الوطنية العليا وحاجات ورغبات الشعب الفلسطيني كلها تقتضي منكم التركيز على أنّ من حق الشعب الفلسطيني الحصول على كل ثوابته الوطنية التي من بينها أهمها حق العودة وبكل أشكال المقاومة التي كفلتها له العهود والمواثيق الدولية التي من بينها خيار سلام الشجعان كخيار استراتيجي الذي لا ولن يتم الوصول إليه إلا بتكاتف جميع الدول والقوى المحبة له وأن يكف المخلصين له التعامل مع دولة البطش والعدوان على أنها فوق القانون ، وحتى تكون القوة الإستراتيجية فريدة وذات مصداقية ، والسلام العادل الذي ترضى عنه الأجيال وتشكركم عليه الذي ومنذ مدريد وبعد أوسلو ما زالت دولة إسرائيل الكيان مصرة على تفريغه من مضمونه ، يجب عليكم أيها الأخوة الأعزاء تحديد وقت معلوم لكل عملية السلام ومراحلها ، وأن لا تبقى مدته ومساحتة مفتوحة للمستوطنين الراغبين بأكل الأرض ، وللمقامرين الطامعين بمكاسب يومية أو حياتية ، وللموتورين الهادفين لاندثار فتح ونقل القضية من قضية فلسطين وشعبها إلى قضية صراع رؤوس ومصالح ومناطق نفوذ لا مصلحة للشعب الفلسطيني به ، وذلك بهدف إجبار العالم على التعاطي مع مفرزات المؤتمر السياسية بحذر وتفهم وجدية .
أخوتنا الإعزاء إن فتح لها عليكم حقوقا قبل حقوقكم التي قد تبحثون عنها وقد تحاولون إنجازها قبل انعقاد المؤتمر أو بردهاته أو بعد انقضاء مدته ، ففتح قوية بوحدتكم وبقرارت تنظيمية جديدة متجددة تنقل الحركة من مرحلة الضعف والترهل إلى مرحلة القوة والعنفوان ، حركة لا يبقى المعرّف بها هو القرار ولا يبقى المستعلي بها المرتكز على تاريخ أجداده العاثر هو الحكم ، حركة مؤسساتية ترقى لمستوى الأحزاب الوطنية العملاقة التي تعتمد المؤسسات ومقومات الدولة ، مع أنّ كلمة حزب تثير في نفوس البعض الفلسطيني والكثير الفتحاوي الخوف من المستقبل والامتعاض من مثل هذا الطرح ، ولكم ببعض حركات التحرر العربية أسوة حسنة مثل جبهة التحرير الجزائرية التي قادت النضال والدولة ونقلت الأرض والشعب من تابع للمحتل والاحتلال إلى نبراس للشعوب المطالبة بالحرية ، والحزب الوطني الديمقراطي المصري الذي قاد الثورة والدولة ونجح بنقل مصر من إقليمية إلى قائدة قومية للأمة ، وذلك حتى لا تبقى فتح رهينة للمندسين والمنشقين المهددين دائما بإحداث شروخ في جسم فتح  أولمعاول الهدم فيها الشاتمين الحانقين المرجفين .
 إخوتنا الأعزاء إنّ لمفجري الثورة ورياديي الانطلاقة عليكم وعلى عموم الشعب الفلسطيني حقوقا وبالشكر تترجم ، فالذين شبوا وشابوا في فتح الأمل الفلسطيني وحافظوا على القرار الوطني الفلسطيني مستقلا رغم كل محاولات التهميش والمصادرة والتقزيم ، ورغم كل محاولات القتل والتنكيل والتحطيم ، فكانوا الصادقين مع ثورتهم وأمتهم وشعبهم ، وكانوا المخلصين لفتح بالسراء والضراء ، فمبايعة الأقوياء منهم جسما وفكرا وولاء وانتماء واجب شكر منكم إليهم ، وانتخاب الأقوياء من جيل التابعين الذين أثبتوا أنّ كل عطاءهم لفتح ، وكل ولائهم وإخلاصهم لفلسطين واجب حب منكم لإبداعهم بالقيادة وتفهمهم للتبعية ، لتعود فتح كما كانت الديمومة والأمل والعنفوان والشموخ .
إخوتنا الأعزاء إنّ قطاعنا الصامد يستغيث بكم فلبوا نداءه ، فمن العار أن يبقى اسيرا من قبل فتوة نهضوا من قبور مسيلمة وعبد الله بن سلول وأبي لهب على عضلاتهم وكعوب رشاشاتهم التي فتكت بشعب فلسطين وأبطالها صور الإمام والفقيه لا صور أرض فلسطين ، ولكم برسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث لبى صراخ المسلمة التي تعرض لها اليهودي فحرك جيش محمد لطرد بني قينقاع من المدينة ، كما ولا ننسى المعتصم الذي لبى نداء العربية الهاشمية التي ظلمت وهي في أسر الروم فقام نصرة لها بتحرير عمورية من قبضة الروم الدمويين ، كما لا تنسوا قول الشاعر التونسي الشاب الشابي ( اذا الشعب يوما اراد الحياة….فلا بد ان يستجيب القدر ، ولابد لليل ان ينجلي….ولابد للقيد ان ينكسر ) .
   

زر الذهاب إلى الأعلى