أرشيف - غير مصنف
قناة المصالحة
قناة المصالحة
لايمكن أن يتحقق مشروع المصالحة ولا التغييرالمنشود، إلاّ إذا كانت هناك قوة إعلامية مستقلة عن كل التأثيرات والتجاذبات، متمثلة في قناة فضائية وبعض الصحف معها على الخط ،وقوة شعبية منظمة لها إستراتيجية واضحة المعالم ،تؤطرها نخبة من الحكماء ويشارك في تجسيدها الشجعان والمخلصون من أصحاب الإرادات والعزائم ،للقضية ،بهما نستطيع أن نُحدث التغيير . فمن خلال البرامج والعمل الميداني الدؤوب والطرح الراقي ،الذي تُشارك فيه كل الكفاءات العلمية الخيّرة، التي ما من شأنها أن تُساهم في نهضة فكرية، وعلمية ،وصناعية ،يكون الشباب هو عمودها ، فلا بد إذن ،أن نجمع كلّ الأفكار والتصورات من الآن، وأن نستفيد من كلّ القدرات والتجارب والخبرات، وأن نفتح الآفاق، وأن نعيد الأمل إلى الشباب الذين دخلوا خطّ اليأس ،بسبب البطالة والتهميش ،والظلم الإجتماعي ،أو السياسي، أو الثقافي ونشرك كل الأدمغة والعقول التي هاجرت إختيارا أو قصراً
.
إنّ الكتاب الجزائريين وكلّ الإعلاميين النزهاء ،هم اليوم مدعوّون أن يشاركوا في هذا المشروع ، بل على أرباب المال الذين يريدون الإستثمار الحقيقي ،لاالسراب . وكلّ المحسنين من النّاس، والدّعاة الربّانيين أن يساهموافي بناء هذا الصرح الإعلامي لتضميد الجراح، وتجفيف برك الدماء ، ومسح دموع اليتامى ،وإعادة البسمة إلى الأطفال ،وإشعال الشموع بدل لعن الظلام ،والمساهمة في إعادة البناء والطمأنينة والأمن للبلاد ، وسيبقى التاريخ يذكركلّ من ساهم من قريب أو بعيد ،في بناء هذه القناة
.
نافذة هي إذن، لدفع المشروع إلى التجسيد الميداني ،فعلى كل الخيرين أن لايترددوا في تغيير واجهة الجزائر التي كساها الظلام ردحا من الزمن،وتعرضت إلى زلازل وهزّات بسبب الجهل المركّب الذي أساسه النظرة القاصرة للأمور ،وبسبب الجمود والتشخيص الخاطئ ،والنوايا السيئة ،أو الغرور الذي يكون هلاك صاحبه من خلال عقدة العظمة .ألم يحن الوقت لأن نأخذ المبادرة يا أيها الشباب الصّاحي ،مثلما أخدها أسلافنا من المجاهدين ،الذين فجّروا الثورة وحرّروا الشعب من ربقة الإستعمار؟ هل هذا هو العهد الذي قطعتموه أيها الشرفاء في كل المواقع على أنفسكم ،لحفظ دماء الشهداء؟ هل هذا هو تجسيد بيان الدولة التي مات لأجل بنائها الأطهار، وضحىّ لها الرّجال والنساء بل شارك فيها حتى الحيوان والجماد ؟
هل هذه هي الصيْحات التي كنّا نسمعها من حين لآخرفي كل الخطابات ،من أن الشعب أبي ولايركع ؟ هل هذه هي الأمانة التي كُلفتم بحملها، يامن مازالت عروقكم تنبض؟
هل هذه هي الصيْحات التي كنّا نسمعها من حين لآخرفي كل الخطابات ،من أن الشعب أبي ولايركع ؟ هل هذه هي الأمانة التي كُلفتم بحملها، يامن مازالت عروقكم تنبض؟
هل هذه هي الأمانة التي حُمّلتموها يامن إخترتم المنفى طواعية أوقصراً.
هذه القناة ،يجب أن تكون مستقلة ،لاتخضع إلى تأثير أي طرف من أطراف الأزمة ،حتى تؤدي مُهمتها على أحسن وجه ، فعن طريقها تُنظّم ندوات وحوارات مع الذين تسببوا في الأزمة أو الذين استفادوا منها أو الذين كانوا ضحاياها ،وتُطرَق جميع الطابوهات التي كانت ولاتزال محلّ خلاف ،وتُكسر الحواجز النفسية حتى يكون الحوار هو المخرج ،بدل التحاور في الجبال أو الوديان بلغة الرصاص
.
هذه القناة يجب أن تلعب دور المنقذ ،من خلال توجيهها الصحيح للرأي العام ،والإهتمام بشأن المواطن ،وأن تكون لسان حال للغلابى في معايشة أوضاعهم ومحاولة الخروج بهم إلى شاطئ الأمان، فهي مفتوحة إلى كل الطاقات القديمة المتجددة أو الجديدة من السياسيين ، والدعاة ،والأدباء ،والمثقفين، والإجتماعيين ،والقانونيين ،ورجال حقوق الإنسان ، والفنانين، والرياضيين ،والمهنين، والمنظمات والأحزاب والحركات الجمعوية فهي لسان حال الشعب باختصار.