أرشيف - غير مصنف
ديلي تلجراف: عائلة كرزاي تبني إمبراطورية للفساد في أفغانستان
كشفت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية عن تجذر حالة من الفساد في عائلة الرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي, مؤكدة أن شقيقيه محمود وأحمد والي قد جمعا ثروات كبيرة منذ استلام شقيقهما الحكم. وتسرد الصحيفة عددًا مما يتردد من المعلومات حيال الأخوين كرزاي؛ فبينما يتهم أحمد والي كرزاي بالضلوع في تجارة الأفيون، يتهم محمود كرزاي باستعمال نفوذ أخيه الرئيس من أجل بناء إمبراطورية تجارية جعلت منه أحد أغنى رجال أفغانستان.
ولكن الصحيفة تضيف أنه على الرغم من كل ذلك يبقى حامد كرزاي المرشح الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الرئاسية، وبخاصة بعد أن حصن موقعه بعد أن عرض على أحد المرشحين وظيفة حكومية.
أما عبد الله عبد الله وزير الخارجية الأفغاني السابق الذي ينافس كرزاي فيقول إن لديه ما يكفي من الحظوظ للانتقال إلى الدورة الثانية من الانتخابات لمواجهة الرئيس الحالي.
كرزاي يحيط نفسه بشرذمة من قطاع الطرق وأمراء الحرب:
وكان قد أكد مسئولون دوليون أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يحيط نفسه بمجموعة من قطاع الطرق وأمراء الحرب السابقين, مبدين تخوفهم الشديد من أن تؤول قيادة البلاد يومًا ما إلى أيدي هؤلاء الأشخاص.
وأبدى المسئولون استياءهم بعد رد كرزاي الاعتبار لأحد القادة ممن اشتهروا بوحشيتهم وسوء سمعتهم, في صفقة انتخابية “مشبوهة”.
وكشفت ديلي تلغراف البريطانية في يونيو الماضي أن هذا القائد هو الزعيم الأوزبكي الجنرال عبد الرشيد دوستم, الذي جُرّد مؤقتًا العام الماضي من منصب رئاسة هيئة أركان الجيش بعد حادث اختطاف وتعذيب تعرّض له أحد الخصوم السياسيين.
ومنذ ذلك الحين ظل دوستم يقيم في منفاه غير الرسمي في تركيا بموجب صفقة سعت الأطراف الدولية الداعمة لكرزاي من ورائها إلى إبعاده عن شؤون السياسة الأفغانية.
لكن بعد أيام من إعلان حزب الجنرال دوستم تعهده بدعم كرزاي في الانتخابات المقبلة, أصدر القصر الرئاسي بيانًا أكد فيه على تمتع دوستم بكامل حقوقه وأنه حرٌّ في العودة إلى البلاد متى ما رغب في ذلك.
وكانت القوات الأمريكية تعتمد في بادئ أمرها على الجنرال الشيوعي دوستم في حربها ضد طالبان، الذي التحق بالجيش الأفغاني عام 1978م، وقد حصل على أوسمة كثيرة في قتاله ضد المجاهدين، وكان يقود المليشيات الشعبية المعروفة باسم المليشيات الجوزجانية أو مليشيات “جلم جم”، والتي كانت مثالاً لقساوة القلب والفساد الأخلاقي.
وباستقطاب الجنرال دوستم – الذي يتزعم فصيلاً من قومية الأوزبك في شمال أفغانستان – إلى جانبه, يكون كرزاي قد استكمل تشكيل تحالف مثير للجدل يضم قيادات القوميات العرقية وأمراء الحرب السابقين قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى هذا الصيف.
وكان الرئيس كرزاي قد تحدى الدبلوماسيين الدوليين عندما اختار محمد قاسم فهيم – وهو زعيم مليشيات سابق آخر – ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس.
ويعرف فهيم في أفغانستان باسم “البلدوزر”, ويعد رجل روسيا المفضل في أفغانستان وأحد أشد حلفاء إيران, في الوقت الذي تتواتر فيه أنباء عن كونه متورطًا في جرائم حرب وتجارة مخدرات.
وتنسب ديلي تلغراف إلى أحد المسؤولين الدوليين في كابل القول: إن على المرء أن يرتاب في كون أولئك الأشخاص هم الأنسب لقيادة البلاد نحو الأمام.
وأضاف المسؤول الذي لم تحدد الصحيفة هويته, قائلاً: “إنهم قطاع طرق وأمراء حرب.. وإجادة أحدهم استعمال بندقية الكلاشينكوف ليس كافيًا لأن يجعله صالحًا لمستقبل البلاد”.
وقد تذمّر الدبلوماسيون الغربيون من استمرار هيمنة رجال كانوا ضالعين في الحرب الأهلية الوحشية على زمام الأمور في أفغانستان واعتبروه عائقًا خطيرًا لجهود إعادة البناء.
فقدان ثقة الشعب الأفغاني في الحكومة:
من جانبه قال نادر نادري – الذي يرأس مركز الانتخابات الحرة النزيهة في أفغانستان-: إن المساومات السياسية الفاضحة تصرف هي الأخرى الناخبين, مشيرًا إلى أنه بسبب مثل تلك الصفقات فقد الكثيرون ثقتهم في ديمقراطية حقيقية قائمة على المشاركة.
ولا يشذ هارون مير –مدير مركز البحوث والدراسات السياسية الأفغاني- عن إجماع الرأي في هذا الموضوع.
ويقول مير: إن الانتخابات في أفغانستان لا تستند إلى برنامج عمل أو موقف سياسي, وإن الناخبين يبنون قراراتهم اعتمادًا على شخصية الفرد وجاذبيته.
وأضاف: “يعتقد كرزاي أنه باستقطاب هذه الوجوه الكبيرة إلى جانبه سيكسب أصوات الناخبين”.