من جديد فجّرت شهادات خطية ضد شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأمريكية سيئة السمعة التي تعمل لحساب الاحتلال بالعراق وأفغانستان مزيدًا من الفضائح التي تورطت فيها من قطع رؤوس المدنيين في عمليات قتل متعمدة وحلقات جنسية وتبادل زوجات واستخدام أطفال في أعمال فاحشة في العراق.
وفي الشهادات التي أودعت ملف القضية المنظورة الآن أمام المحكمة الفيدرالية بولاية فرجينيا أقرّ شاهدان طلبا إخفاء اسميهما لتعرضهما للتهديد بالتصفية من قبل “بلاك ووتر” التي غيرت اسمها إلى XE، بتفاصيل جرائم ترقى إلى مستوى جرائم حرب.
كما أقرا بأن صاحب الشركة ورئيسها إيريك برنس كان يرعى هذه الجرائم ويشارك فيها أحيانًا، بما في ذلك عمليات تهريب السلاح إلى العراق وتهريب الأموال وتعيين أشخاص ذوي ماضٍ مخز في كوسوفو، والسماح باستخدام ذخائر تنفجر في الجسم البشري بعد اختراقه مسببة الموت الفوري والتشويه الأكيد، بالإضافة إلى توظيف أشخاص مهووسين بقتل المسلمين والعرب، وتعمدهم حمل ألقاب لأسماء “فرسان مالطة” رأس الحربة في الحروب الصليبية.
ومن واقع شهادة الشاهد الثاني ـ وفقًا لما نشرته صحيفة “الخليج” الإماراتية اليوم الأحد ـ وهي الشهادة رقم 8 في القضية رقم 615CV- 09/100 إلى تسلسل 15/17/18 حتى 45 وفي شأن “برنس” وشركاته ومن خلال عمله لمدة أربع سنوات معهم، أعلن أنه يقيم الدعوى عليهم مع طلب إخفاء شخصيته، لتلقيه تهديدات من إدارة شركات برنس بالقتل والتصفية.
إخفاء الجرائم بمهنية:
وفي تلك الشهادة التي وقّع عليها الشاهد بعد إقراره بأنه لا يقول سوى الحقيقة ويعلم عقوبات الكذب، ذكر أن إيريك برنس يمتلك عدة شركات تدار كشركة واحدة وكلها تعمل بإمرته وبإدارة جاري جاكسون، وأن برنس أنشأ عدة شركات ليخفي خلالها جرائمه ومخالفاته وعمليات غش وأعمالاً غير قانونية، منها نقل أموال شركة “بلاك ووتر” المتعاملة كشركة حراسة مرتزقة مع وزارة الخارجية الأمريكية وجهات فيدرالية (حكومية أخرى) في العراق وحول العالم، إضافة لأعمال غير قانونية من دون مراعاة المحاسبة، مع إعطاء بيانات وأرقام مزيفة في حين أن برنس يتصرف في أموال الشركات كأنها أمواله الخاصة.
هيئة صليبية مهمتها إبادة الإسلام والمسلمين:
ووفقًا للشهادة فقد تمت كل هذه الأفعال لسببين:
الأول: أن برنس ينظر إلى نفسه كمقاتل صليبي مسيحي موكلة إليه “مهمة إبادة المسلمين ومحو العقيدة الإسلامية من على وجه الأرض”، ولذا تعمد إرسال رجال إلى العراق يشاركونه هذه الرؤية ويؤمنون بالتفوق المسيحي.
كما أن برنس كان يعلم هذا وتعمّد أن ينتهز هؤلاء الرجال كل الفرص الممكنة لقتل العراقيين، والعديد منهم كانوا يستخدمون أسماءً وألقابًا متخذة من أسماء فرسان مالطة الصليبيين.
وكانت شركات برنس تشجع وتكافئ قاتلي العراقيين، بل كان العاملون في الشركة يتفاخرون بشكل علني بالأمر. وعلى سبيل المثال كان عاديًا تحدثهم عن نيتهم النزول إلى شوارع العراق لقتل “شوية عراقيين”. كما كانوا يستخدمون أوصافاً عنصرية مثل “حاجي” و”أصحاب الخرقة على الرؤوس”.
السبب الآخر هو جشع برنس والتماسه أية فرصة لإرسال المزيد من هؤلاء الرجال ليحصل على المزيد من الأموال من الحكومة الأمريكية. وأن برنس ورجله جاري جاكسون كانا يعلمان بالنوعية غير الصالحة التي ترسل للعراق، وكانا يطردان أي طبيب يجيء تقريره مؤيداً لعدم صلاحية إرسال هؤلاء إلى العراق. بل وتجاهل برنس كل الاحتجاجات والتقارير التي كانت تؤكد أن هؤلاء المرتزقة كانوا يريدون العمل معه والذهاب للعراق لقتل “المزيد من العراقيين” وممارسة القتل واستخدامهم المنشطات والبعض الذي كان يعاد إلى الولايات المتحدة كان برنس يعمل على إعادته مرة أخرى إلى العراق.
أسلحة محظورة:
ووفقًا للشهادة كذلك، فقد تعمدت “بلاك ووتر” الحصول على ذخائر محظور استخدامها قانونًا، وكان يحصل عليها من شركة “لاماس” التي كانت تبيع له ذخيرة مصممة على أن تنفجر بعد دخولها إلى جسم الإنسان، وذلك لضمان قتل أكبر عدد من العراقيين.
كما أعطى موظفي بلاك ووتر أسلحة غير مسموح بها مثل السلاح الذي يطلق عليه “المنشار” وهو رشاش، وأيضًا قنابل يدوية وقاذفات قنابل كلها استخدمت في حصد العراقيين.
تجارة الجنس:
وحسب شهادة شاهد فإن برنس وبعلمه شخصيًا كان ضالعًا في قضية تجارة الجنس وكوّن عصابة من أشخاص لهم ماضيهم وسجلهم الإجرامي في كوسوفو “داخل منطقة الصرب” وعينهم مديرين في شركته وكان برنس يذهب إلى العراق كثيرًا وخصص لنفسه خط طيران وأسطول طائرات كان يطلق عليه اسم “الخط الرئاسي” وكانت الأسلحة المحظورة تهرب على هذه الطائرات، كما أنه لم يقدم على فعل شيء، مع علمه بالأمر، لوقف استخدام الدعارة بما فيها دعارة الأطفال في شركته بالعراق، وأيضًا في مقارّه في كارولينا الشمالية، حيث كانت تتم حلقات الجنس وتبادل الزوجات.
ومن ضمن الاتهامات إلى برنس إعطاؤه أوامر بتدبير رسائل إلكترونية وأشرطة فيديو لعمليات قتل متعمد غير مبرر للعراقيين في أنحاء البلد المحتل.
فتح النار على المدنيين دون سبب:
وحفلت شهادة الشاهد الأول وهو ضابط مارينز سابق بوقائع قتل عراقيين شهدها بنفسه أثناء مواكب سيارات “بلاك ووتر” في بعقوبة وفتح النار على المدنيين دون سبب ومن بينهم عراقيون كانوا يرفعون أيديهم أو يحاولون الاحتماء.
وشرح كيف كانت “بلاك ووتر” تكذب على وزارة الخارجية الأمريكية حول هذه العمليات التي كانت تدار بتعمد وبواسطة مهووسين يديرهم برنس وشركته.
وأشار الشاهد إلى أن وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق جورج بوش كانت تكتفي بمزاعم برنس حول هذه الحوادث وبأنها كانت مبررة، ولم تجتهد الوزارة حتى في سماع رأي الشاهد أو التحقيق واستدعائه للتأكد من الأمر.
وجاء في الشهادة ذكر لأسماء أشخاص ارتكبوا جرائم القتل المتعمد هذه ضد العراقيين ومن ضمنهم لوك دوج الذي تفاخر بقتل أول عراقي وبعدها توالت عمليات القتل.
تسلي الجنود بقتل المدنيين:
وشملت الحوادث المسجلة في سجلات المحكمة حادثة بعقوبة في شارع “آر.بي.جي” حسبما يسميه مرتزقة برنس، حيث وقفت إحدى سياراتهم لتغيير إطارها بينما “تسلى” أحد المرتزقة واسمه براد المر بقتل عراقيين في سيارة عادية لم تفعل شيئًا سوى أنها كانت تسير بالشارع، ثم تركوا الجثث في الشارع. هذه الحادثة كان الشاهد فيها “شاهد عيان” سرد عددًا آخر من الوقائع التي شهد فيها عمليات قتل العراقيين من دون سبب وباستخدام المنشار “M-249” أي الرشاش القاتل.