أرشيف - غير مصنف

من أجل لبنان ديمقراطي جنبلاطي وسطي …

من أجل لبنان ديمقراطي جنبلاطي وسطي …

نعم هذه هي اللوحة السياسيّة اللبنانيّة .. كل شيء فيها قابل للتحوّل إلى مشهد كوميدي باستثناء ” المقاومة الإسلامية “و من يساندها من عروبيين ، و شرفاء .. و عندما تقول سياسي تقصد كل البهلوانات التي تنتمي لسفارة من السفارات .. أو ميليشيا صهيونيّة من الميليشيات .. أو زاروب من زواريب الانتماء الطائفي … و يكفيك من الكوميديا أن تعرف .. أنّ ملايين الدولارات التي صرفت .. ليكون هناك أكثرية  ( صهيونيّة – أمريكية – سعوديّة ) مرجّحة في مجلس النوّاب .. قد ذهبت إدراج الرياح .. و أنّ عمليات الشحن الطائفي .. و العنتريات المليشياويّة التي رافقت انتخابات هذه الأكثريّة قد ذهبت أيضا أدراج الرياح ….

و كانت أمنيتي أن أرى وجه البطرك الصهيوني  ، و فارس سعيد ، و كلّ طاقم المهرجين من مسيحيي ، و سنيي 14 شباط ، و السيد جنبلاط يتحدث عن ( الجنس المسيحي الماروني العاطل ) قبل الانتخابات… و كانت أمنيتي أن أرى وجه  عبد الحليم خدام ، و طاقم معارضته.. بالإضافة إلى هؤلاء ، و السيد وليد جنبلاط يتحدث عن ” تحالف الضرورة ” ، و عن ضرورة  دور سوريّا للحفاظ على ” روحيّة ” اتفاق الطائف … بعد الانتخابات …

و جنبلاط هو حيثيّة من حيثيات السياسة اللبنانيّة في وجهها ” الاستقلالي ” .. كما هو الحريري ، و شحارير 14 شباط من الوجوه الطارئة ( الجميليّيْن .. و نايلة تويني ، و عقاب صقر ) في الوجه الجديد ” لبنان أولا ” …و الوجهان يحملان من الكوميديا أكثر مما يحملان من السياسة  .. و تستطيع أن تشبه حالة وليد جنبلاط  .. ومن يحاول أن يمسح آثار تداعيات ماينطق به فمه على عصابة الـ 14 من جهابذة هذه العصابة .. بقطعة قطن كان لويس الرابع عشر .. يعطي الشرف لمن يمسح مؤخرته بها . بعد أن يفرغ محتويات أمعائه ..و لا فرق بين “المنفذين” … سوى انّه في زمان ملك فرنسا لم تكن هناك دورات مياه على الطريقة الحاليّة ، و التي يجيد استخدمها هؤلاء المهرجون اللبنانيّون ….

و في لبنان الديمقراطي يصرف الكثير من الورق في تحليل ، و تركيب ، و تقطيع ، و توصيل أي حدث … حتى ، و لو كان على شكل لقاء (  الأستاذ و ئام وهاب ، و البيك  ) و الذي يظهر لك من الكوميديا أكثر مما يظهره لقاء عادل إمام    و الهنيدي .. حيث يستطيع الأستاذ وئام أن ينسيك ، من شدّة الضحك ما قاله في  ” البيك ” من هجاء ..قبل أنْ يفكّ الأخير ” تحالف الضرورة ” ..

و في لبنان الديمقراطي أيضا .. و نتيجة تصريحات جنبلاط  .. يستطيع ” رئيس الوزراء المكلّف ” أن يأخذ إجازة عائليّة .. في مرحلة المشاورات طالما أنّ ليس هناك نص دستوري يحكمه بالوقت ” على ذمّة برّي ” .. و يتفرّد هذا المشهد الكوميدي بأنّ الجميع يحاولون أن يقنعوك بأنّ الأمر مجرد ” إجازة ” ، و ليس ” مشاورات تشكيل خارجيّة ” من اجل لبنان أوّلاً.. فإذا ما أردت أن تدخل إلى مرحلة الفنتازيا الكوميديّة  .. عليك أن تتخيل ” سعد الحريري ” و قد حرد عن المنصب ، و أنّ السنيورة قد أصبح مرشح ” الخارج أوّلاُ ” ، و على رأسهم النظام المصري لمنصب رئيس الحكومة العتيدة …

و في لبنان .. يستطيع إعلامه الديمقراطي .. أن يظهر لك أنّ وليد جنبلاط .. بعد خمس سنوات من ” شتم سوريّا ” ..و استدعاء كل المطرودين ممن يسمى ” معارضة سوريّة في الخارج ” و إيوائهم في ” وكر المختارة “  يمثل أي حيثيّة للنظام السوري .. لينسيك من شدّة الضحك أنّ هذا النظام لا يلعب إقليميا بأوراق محروقة  كـ ” وليد جنبلاط ” . و أنّ من يراهن على المقاومة في سند خاصرته الغربيّة .. لا يراهن على من ينقلب في كلّ يوم 180 ْ .. و يكون ولائه لمن يدفع أكثر …

و في لبنان الذي لا يشبه إلاّ نفسه .. يستطيع إعلامه الذي يشبه ” التبّولة ” أن يظهر لك أي حيثيّة لوليد جنبلاط بعد أحداث 7 أيّار المجيد ..و أنّ الساعات التي جعلته كالفئران هو ، و ميليشياته .. حيث لم تنفعه أمريكا .. أو مصر أو السعوديّة  يمكن أن تبدّل من مفاهيم القوّة ، و الضعف في ذهنه .. و أن تجعله ” في الوسط الديمقراطي اللبناني ” أو في ” أقصى اليمين ” … أو في لبنان اولاً .. أو في لبنان ” حيث الضرورة ” …

و في لبنان الكيان .. حيث هناك رجال من ” صنف الحصّ ، و كرامي ، و عون ، و ثلّة الشرفاء ، و السياسيين ” ممن لم يبدّلوا ، و يتبدلوا ..تستطيع أن تطمئن إلى أنّ لبنان للجميع .. و أن وجود هذا الكيان مرتبط  في حيويته الطائفيّة بعيدا عن التحشيد  و التوتير المذهبي .. و بحسّ شعبه المندفع إلى الحياة .. و أنّ قيمته في مقاومته التي هزمت الاحتلال .. و أنّ جنبلاط ، و حمادة ، و فتفت ، و سعد الحريري ، و أمين الجميل ، و سمير جعجع .. هم الطارئون … و غدا ستكنسهم مكنسة التاريخ … و هو خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني بتحريض النظام السعودي ، أو المصري .. و بعدها لكلّ حادث حديث…

رشيد السيد احمد

زر الذهاب إلى الأعلى