الإرهاب الديني يلاحق سيد القمني
الإرهاب الديني يلاحق سيد القمني
رشيد شاهين
وجه الكاتب والمفكر المصري سيد القمني نداء استغاثة أهاب فيه بالضمير الإنساني الحر في العالم كله أن يهب لمساعدته وعائلته ضد الإرهاب والفكر المتطرف، نداء الاستغاثة هذا جاء بعد أن تعرض القمني لهجوم جديد من إرهابيين يمثلون القوى الظلامية وأصحاب الفكر التكفيري الذين لا يحتملون سماع رأي مخالف ولا يترددون في إرهاب وتكفير وتهديد حياة كل من يختلف مع ما يطرحونه من أفكار يعتقدون بأنها غير خاضعة للنقاش أو التفكير والمحاورة وأنها لا تختلف عما هو تنزيل مقدس برغم ما قد يكون بها من مغالطات وتحريف لا يمكن السكوت عليه.
هذا التهديد الذي تلقاه سيد القمني لم يكن الأول حيث كان قد تلقى تهديدات عدة من مجموعات إسلامية متظرفة سواء من داخل مصر – تنظيم الجهاد في مصر- أو من خارجها، إلا أن التهديدات التي تلقاها من تنظيم القاعدة وإهدار دمه من قبل هذا التنظيم في العام 2005 ربما تكون الأبرز في هذا الإطار وهذا ما دفع بالقمني في حينه إلى إعلان اعتزاله ليس فقط الكتابة لا بل والفكر أيضا محافظة على حياته وحياة عائلته كما قال.
من الواضح ان الجماعات التكفيرية تعتقد بأنها إنما نجحت في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة في تحقيق مبتغياتها عندما قامت بممارسة الضغوط والتهديدات والإرهاب، لا بل والقتل في بعض الأحيان ضد من اعتبرت انهم تجرؤا على نقاش – المحرمات – في العلن وبصوت عال دون تردد أو وجل، علما بان هذا النقاش لهذه المسائل – التي يعتبرون انها خطوط حمراء أو محرمات لا يجوز الاقتراب منها- هو ما يمكن ان يرتقي بالفكر الديني الإسلامي ويسهم في تطويره وملامسته للتطورات التي حدثت ما بعد مبعث النبي محمد بن عبد الله وعدم إبقائه مغلقا ومغفلا لا يجوز المساس به أو التطرق إليه.
لم يكن سيد القمني هو الأول في قائمة من تعرضوا للتهديد والإرهاب والملاحقة، فهناك العديد ممن تعرضوا إلى التهديد والإرهاب والتكفير بسبب آرائهم، وقد لوحظ ان هذه الظاهرة تكررت في مصر بشكل اكبر بكثير مما هو عليه الحال في غيرها من البلدان، ولا بد هنا من التذكير بمقتل فرج فودة عام 1992 على أيدي الجماعات الإرهابية الإسلامية بحجة انه مرتد ويجب قتله، كما اننا لا نعتقد بان قضايا الدكتور نصر أبو حامد وحيدر حيدر واحمد صبحي منصور وطه حسين وغيرهم يمكن ان يغلفها النسيان. ويمكن القول بان هناك من استمرأ الموضوع من الجماعات الإرهابية التي تدعي الإسلام خاصة بعد ان نجحت هذه الجماعات في ان تفرض على بعض من تم تهديدهم بالهروب إلى بعض الدول الغربية.
كل ما قام به سيد القمني وغيره من المفكرين هو محاولات تسليط الضوء على بعض القضايا التي يلفها الغموض أو الضبابية التي انزوت في أركان معتمة منع الحديث أو التمحيص والتدقيق بها خلال القرون الماضية والتي يمنع أصحاب العقول المتكلسة الخوض بها اعتقادا منهم بان ذلك هو جوهر الإيمان برغم ما للاجتهاد في الإسلام من مكانة نعلمها كما يعلمونها.
الذين يصدرون الفتاوى بالقتل والتكفير والردة ضد المفكرين والمبدعين إنما يقومون بذلك لأنهم يخشون انكشاف أمرهم واستغلالهم للدين في تحقيق مصالحهم الخاصة وخداعهم للبسطاء من العامة من الناس الذين يخشون الله فلا يتجرءون على مجرد التفكير في الخلق أو الخالق أو الكون وما به من ظواهر وكيف يمكن تفسير ما يجري من حولهم في هذا العالم. ويتلقون ما يلقى إليهم أو عليهم بدون أدنى تردد أو نقاش ويمنع عليهم استخدام خيالهم أو فكرهم من اجل تقليب هذا الملقى إليهم ولا يعتقدون بان لديهم الحق في ان يقلبوه ذات اليمين وذات الشمال لان في ذلك كما يعتقدون خروج على منطق الأشياء أو ربما مساس بالإيمان أو الدين.
فتاوى القتل والتكفير إنما تصدر عمن ينادون بعدم استعمال العقل والمنطق وركون إلى ما اجتهده السلف الصالح لأنهم أوقفوا أي عملية اجتهاد مستنيرة، وتعسف في تفسير القرآن والسنة حتى لا نقول تأويل أو تفصيل على مقاساتهم وما يشتهون.
ممارسات الجماعات المتطرفة من تهديد وقمع ومغادرة أوطان وحتى قتل واغتيال المفكرين والمبدعين تحت شعارات واهية يجب إلا تمر هكذا بدون مواجهة من كل أصحاب الأفكار والإبداعات المتنورة والتي تنادي بإعمال العقل في كل ما هو موجود في هذا الكون سواء كانت أفكار، أديان، ظواهر طبيعية أو سواها. ان السكوت عن مثل هذا القمع الذي تمارسه هذه الجماعات الضالة سوف يشجعها على ممارسة المزيد من الضغوط على كل فكرة نيرة أو مبدعة وسوف تزيد من القمع الذي تمت ممارسته على مدار القرون الماضية بحيث أضحت الأمة في قاع العالم وصارت مطية للأمم المتقدمة ومحط أطماعها واستغلالها.
استغاثة أو نداء القمني إنما هي صرخة يمكن من خلالها ان نفهم المدى من الإرهاب والتخويف الذي وصل إليه تهديد الجماعات الظلامية التي كانت عمليا تترعرع في بيوت أصحاب السلطات الحاكمة في معظم الدول العربية إلى ان وصلت إلى هذا المستوى من الإرهاب والقوة والنفوذ، استغاثة القمني يجب ان تكون الدافع لكل المتنورين والمؤمنين بحرية الفكر والدين والرأي لكي يقفوا وقفة رجل واحد في الدفاع عن حقهم في التعبير وحقهم في التفكير والاعتقاد والإبداع الذي يراد له ان يتوقف من خلال هذه الهجمة السوداء من قبل قوى الظلام والإرهاب خاصة وان التهديد والهجوم الذي يتعرض له الرجل لم يتوقف عند المتشددين لا بل امتد إلى من كان يتم تصنيفهم بالمعتدلين.
الإرهاب الديني يلاحق سيد القمني
رشيد شاهين
وجه الكاتب والمفكر المصري سيد القمني نداء استغاثة أهاب فيه بالضمير الإنساني الحر في العالم كله أن يهب لمساعدته وعائلته ضد الإرهاب والفكر المتطرف، نداء الاستغاثة هذا جاء بعد أن تعرض القمني لهجوم جديد من إرهابيين يمثلون القوى الظلامية وأصحاب الفكر التكفيري الذين لا يحتملون سماع رأي مخالف ولا يترددون في إرهاب وتكفير وتهديد حياة كل من يختلف مع ما يطرحونه من أفكار يعتقدون بأنها غير خاضعة للنقاش أو التفكير والمحاورة وأنها لا تختلف عما هو تنزيل مقدس برغم ما قد يكون بها من مغالطات وتحريف لا يمكن السكوت عليه.
هذا التهديد الذي تلقاه سيد القمني لم يكن الأول حيث كان قد تلقى تهديدات عدة من مجموعات إسلامية متظرفة سواء من داخل مصر – تنظيم الجهاد في مصر- أو من خارجها، إلا أن التهديدات التي تلقاها من تنظيم القاعدة وإهدار دمه من قبل هذا التنظيم في العام 2005 ربما تكون الأبرز في هذا الإطار وهذا ما دفع بالقمني في حينه إلى إعلان اعتزاله ليس فقط الكتابة لا بل والفكر أيضا محافظة على حياته وحياة عائلته كما قال.
من الواضح ان الجماعات التكفيرية تعتقد بأنها إنما نجحت في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة في تحقيق مبتغياتها عندما قامت بممارسة الضغوط والتهديدات والإرهاب، لا بل والقتل في بعض الأحيان ضد من اعتبرت انهم تجرؤا على نقاش – المحرمات – في العلن وبصوت عال دون تردد أو وجل، علما بان هذا النقاش لهذه المسائل – التي يعتبرون انها خطوط حمراء أو محرمات لا يجوز الاقتراب منها- هو ما يمكن ان يرتقي بالفكر الديني الإسلامي ويسهم في تطويره وملامسته للتطورات التي حدثت ما بعد مبعث النبي محمد بن عبد الله وعدم إبقائه مغلقا ومغفلا لا يجوز المساس به أو التطرق إليه.
لم يكن سيد القمني هو الأول في قائمة من تعرضوا للتهديد والإرهاب والملاحقة، فهناك العديد ممن تعرضوا إلى التهديد والإرهاب والتكفير بسبب آرائهم، وقد لوحظ ان هذه الظاهرة تكررت في مصر بشكل اكبر بكثير مما هو عليه الحال في غيرها من البلدان، ولا بد هنا من التذكير بمقتل فرج فودة عام 1992 على أيدي الجماعات الإرهابية الإسلامية بحجة انه مرتد ويجب قتله، كما اننا لا نعتقد بان قضايا الدكتور نصر أبو حامد وحيدر حيدر واحمد صبحي منصور وطه حسين وغيرهم يمكن ان يغلفها النسيان. ويمكن القول بان هناك من استمرأ الموضوع من الجماعات الإرهابية التي تدعي الإسلام خاصة بعد ان نجحت هذه الجماعات في ان تفرض على بعض من تم تهديدهم بالهروب إلى بعض الدول الغربية.
كل ما قام به سيد القمني وغيره من المفكرين هو محاولات تسليط الضوء على بعض القضايا التي يلفها الغموض أو الضبابية التي انزوت في أركان معتمة منع الحديث أو التمحيص والتدقيق بها خلال القرون الماضية والتي يمنع أصحاب العقول المتكلسة الخوض بها اعتقادا منهم بان ذلك هو جوهر الإيمان برغم ما للاجتهاد في الإسلام من مكانة نعلمها كما يعلمونها.
الذين يصدرون الفتاوى بالقتل والتكفير والردة ضد المفكرين والمبدعين إنما يقومون بذلك لأنهم يخشون انكشاف أمرهم واستغلالهم للدين في تحقيق مصالحهم الخاصة وخداعهم للبسطاء من العامة من الناس الذين يخشون الله فلا يتجرءون على مجرد التفكير في الخلق أو الخالق أو الكون وما به من ظواهر وكيف يمكن تفسير ما يجري من حولهم في هذا العالم. ويتلقون ما يلقى إليهم أو عليهم بدون أدنى تردد أو نقاش ويمنع عليهم استخدام خيالهم أو فكرهم من اجل تقليب هذا الملقى إليهم ولا يعتقدون بان لديهم الحق في ان يقلبوه ذات اليمين وذات الشمال لان في ذلك كما يعتقدون خروج على منطق الأشياء أو ربما مساس بالإيمان أو الدين.
فتاوى القتل والتكفير إنما تصدر عمن ينادون بعدم استعمال العقل والمنطق وركون إلى ما اجتهده السلف الصالح لأنهم أوقفوا أي عملية اجتهاد مستنيرة، وتعسف في تفسير القرآن والسنة حتى لا نقول تأويل أو تفصيل على مقاساتهم وما يشتهون.
ممارسات الجماعات المتطرفة من تهديد وقمع ومغادرة أوطان وحتى قتل واغتيال المفكرين والمبدعين تحت شعارات واهية يجب إلا تمر هكذا بدون مواجهة من كل أصحاب الأفكار والإبداعات المتنورة والتي تنادي بإعمال العقل في كل ما هو موجود في هذا الكون سواء كانت أفكار، أديان، ظواهر طبيعية أو سواها. ان السكوت عن مثل هذا القمع الذي تمارسه هذه الجماعات الضالة سوف يشجعها على ممارسة المزيد من الضغوط على كل فكرة نيرة أو مبدعة وسوف تزيد من القمع الذي تمت ممارسته على مدار القرون الماضية بحيث أضحت الأمة في قاع العالم وصارت مطية للأمم المتقدمة ومحط أطماعها واستغلالها.
استغاثة أو نداء القمني إنما هي صرخة يمكن من خلالها ان نفهم المدى من الإرهاب والتخويف الذي وصل إليه تهديد الجماعات الظلامية التي كانت عمليا تترعرع في بيوت أصحاب السلطات الحاكمة في معظم الدول العربية إلى ان وصلت إلى هذا المستوى من الإرهاب والقوة والنفوذ، استغاثة القمني يجب ان تكون الدافع لكل المتنورين والمؤمنين بحرية الفكر والدين والرأي لكي يقفوا وقفة رجل واحد في الدفاع عن حقهم في التعبير وحقهم في التفكير والاعتقاد والإبداع الذي يراد له ان يتوقف من خلال هذه الهجمة السوداء من قبل قوى الظلام والإرهاب خاصة وان التهديد والهجوم الذي يتعرض له الرجل لم يتوقف عند المتشددين لا بل امتد إلى من كان يتم تصنيفهم بالمعتدلين.