أرشيف - غير مصنف

دعاية «القاعدة» جوفاء بلا أفعال.. وهدفها تحطيم صورة اوباما

تجاوزت دعاية تنظيم القاعدة كل الحدود لمحاولة تبديد سحر الرئيس الامريكي باراك اوباما بين المسلمين لكن بياناتها الغاضبة لن تلقى صدى اذا كانت غير قادرة على تسديد ضربة قوية جديدة في الغرب. فبعد أربع سنوات من اخر تفجير له صلة بتنظيم القاعدة في دولة غربية تنشر الشبكة التي يتزعمها اسامة بن لادن تسجيلات فيديو بشكل متزايد ومصقل لاثارة الكراهية لاوباما والغرب وحليفته اسرائيل.
 
ويميل رجال الدين المتشددون الى التركيز على فكرة معاداة اوباما.
 
وكان رجل الدين السعودي الشيخ عبد العزيز الجليل قد كتب في مايو ايار “فالحذر الحذر من هذا الشيطان الماكر فانه أخطر من الشيطان الاحمق” مشيرا إلى اوباما والرئيس الامريكي السابق جورج بوش.
 
وهناك قراء من مختلف الجنسيات للمادة التي يبث تنظيم القاعدة معظمها عن طريق الانترنت. وهي تشيد بمنفذي التفجيرات الانتحارية وتحث المقاتلين على شن هجمات وتحض المتذبذبين على الانضمام او منح الدعم المادي وتنشر فكرة أن اوباما سيء مثل بوش في كل شيء.
 
لكن خبراء يرصدون بيانات التنظيم يقولون إن عدم تنفيذ هجوم مرتبط بالقاعدة في الغرب يضر بمصداقيتها ويحد من جاذبية الجماعة لدى الملتزمين تجاهها بالفعل.
 
 
آخر هجوم للقاعدة ضرب لندن قبل اربع سنواتوقال ريتشارد باريت رئيس فريق مراقبة القاعدة التابع للامم المتحدة “دعاية الكلمة مهمة للغاية بالنسبة لهم لكنهم يفضلون قدرا أكبر من الدعاية للفعل.”
 
وأضاف إن دعاية تنظيم القاعدة “لم تعد بنفس القوة التي كانت عليها لان جمهورها تقلص ولم تأت بأي جديد. كما لم يستطع (التنظيم) تنفيذ هجمات كبرى.”
 
وكان اخر هجوم مرتبط بالقاعدة في دولة غربية هو تفجيرات لندن عام 2005 التي أسفرت عن مقتل 52. وكانت الاجراءات الامنية الاكثر صرامة التي اتخذت في الغرب وقتل خبراء الصف الثاني بالتنظيم من بين العوامل الرئيسية التي أضعفت التنظيم عسكريا.
 
وقال المعارض السعودي سعد الفقيه ويتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له إنه اذا شن تنظيم القاعدة هجوما جديدا في الغرب فمن الممكن أن يستعيد شعبيته بين المجتمعات المسلمة و” يبهج” أتباعه.
 
وأضاف إنه اذا وقع هجوم مثل هذا وحين يحدث ستعيد وسائل الاعلام الغربية التركيز على القاعدة ولن تنظر إلى بياناتها بعد ذلك على أنها “مجرد كلمات” مثلما تفعل حاليا.
 
وتابع قائلا “التوازن بين القاعدة والولايات المتحدة في قلوب وعقول الجماهير المسلمة غير مرتبط بالبيانات والخطب بقدر ما هو مرتبط بالافعال.”
 
ويقول مصطفى العاني المحلل الذي يتخذ من دبي مقرا له إن هناك ارتباطا عكسيا بين ما يصدر من مواد اعلامية متشددة والهجمات لان التجنيد والتمويل يتأثران دون الالهام الذي توفره التفجيرات الناجحة.
 
وكان عام 2007 الاكثر نشاطا للجهاز الاعلامي لتنظيم القاعدة المعروف باسم (السحاب) فالهزائم التي منيت بها القاعدة في العراق والسعودية أدت الى نشر عدد كبير من البيانات وتسجيلات الفيديو لاقناع المتشددين والاتباع المحتملين بأن التنظيم لا يزال ينفذ أهدافه.
 
وعقب التراجع الذي حدث بعد عام 2007 بدأ معدل النشر الذي يتولاه قادة رئيسيون يرتفع مجددا.
 
 
أسامة بن لادن وأيمن الظواهريوقالت شركة انتل سنتر وهي شركة لمراقبة الارهاب تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها إن من المتوقع أن تفوق معدلات النشر في عام 2009 عامي 2006 و2008 وأن يصبح هذا ثاني اكثر عام نشاطا على الاطلاق.
 
لكن لا يرجع ذلك السيل الدعائي الجارف هذه المرة لمجرد فترة توقف في النشاط العسكري بل يرجع الى أن اوباما الفخور بتراث والده الكيني الاسلامي حل محل بوش وبالتالي سيصعب وضعه في قالب نمطي كشخص يكره المسلمين.
 
وما يزعج القاعدة أن المجتمعات الاسلامية على مستوى العالم استجابت فيما يبدو حتى الان لاوباما كشخص وان كانت لا تزال لا تعجبها سياسة الولايات المتحدة ولا تثق بها.
 
ولا يزال تنظيم القاعدة يحاول التكيف مع رحيل بوش. وفي رسالته التي وجهها عام 2004 بعنوان “رسالة الى الشعب الامريكي” قال ابن لادن إن بوش فعل كل ما هو ممكن لاشعال الحروب واستفزاز المسلمين فبدا وكأن البيت الابيض يلعب لصالح القاعدة.
 
وانتقد ابن لادن والرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري عرض اوباما في الكلمة التي ألقاها في القاهرة في يونيو حزيران “ببداية جديدة” مع المسلمين تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ونددا به وقالا إنه مجرم مخادع.
 
وعمد تنظيم القاعدة الذي يدرك أن معركة الدعاية هي لكسب القابلين للاقناع لا المتلزمين تجاهه بالفعل إلى انتقاد اوباما في الاسابيع التالية لكنه لم يسدد ضربة قوية بعد.
 
ويقول توماس هيجهامر المتخصص في العلوم السياسية بجامعة هارفاد ويدرس عنف الاسلاميين إن تنظيم القاعدة يبذل كل ما في وسعه لتجسيد اوباما على أنه ممثل لنظام يقمع المسلمين بغض النظر عمن يكون الرئيس.
 
لكنه استطرد قائلا إن من الواضح أن الجماعة لا تزال قلقة من تأثير اوباما المحتمل على الرأي العام للمسلمين.
 
ويقول خبراء إن مهمة تنظيم القاعدة معقدة لانه ما زال يحاول التعافي من رد فعل عكسي جاء نتيجة الهجمات الانتحارية التي شنها ضد المدنيين في العراق بين عامي 2004 و2006 والتي نفرت الكثير من المسلمين.
 
وقال جاريت براتشمان المتخصص في استراتيجية ودعاية تنظيم القاعدة إنه في لقاء مطول أجرته معه (السحاب) الذراع الاعلامي للتنظيم ذكر الظواهري اسم اوباما ما لا يقل عن 26 مرة.
 
وأضاف “ما يتحدث عنه بقسوة هو اكثر شيء يهمه.”
 
ومضى يقول “انه محاصر في مأزق. فمن ناحية يجب أن يستمر في الحديث ليحافظ على نجاح الحركة الجهادية لكن كلما تكلم اكثر كلما كشف عن اوراقه خاصة تلك المتعلقة بالاماكن التي يعتقد أن الحركة الجهادية فيها اكثر هشاشة.”
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى