أرشيف - غير مصنف

مؤتمر فتح يظلم غزة مرتين

مؤتمر فتح يظلم غزة مرتين

بقلم: زياد ابوشاويش

رغم كل الملاحظات والأخطاء التي لازمت الاعداد للمؤتمر والتي أدت لتمرير مهرجان ديمقراطي انتخابي ربما يكون مفتقداً للأهلية القانونية بسبب من مخالفته للنظام الأساسي لحركة فتح ولقرارات المجلس الثوري فيما يخص حضور أبناء غزة من المندوبين كشرط لانعقاده، قلنا برغم كل هذا يمكن القول أن حركة فتح تجاوزت مع انتهاء أعمال مؤتمرها السادس قطوعاً خطيراً نتمنى أن تنتقل بعده لإعادة ترميم البيت الفتحاوي باتجاه لملمة الصفوف وتعزيز دور وهيبة الحركة بين جماهير الشعب الفلسطيني والبحث عن وسائل جدية وغير لفظية للمواجهة مع العدو إن فشلت المفاوضات الماراثونية الدائرة مع إسرائيل منذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم.

وفي السياق ورغم حساسية الموضوع نجد لزاماً الحديث عن أمور هي كالدمل سوف تنغص فرحة النجاح والوحدة الداخلية إن لم يتم يتم فتحها وتنظيفها بالكامل ودون تردد أو خشية طالما كانت الشفافية والصراحة رائدنا والمقصود هنا النتائج التي أسفر عنها المؤتمر فيما يخص انتخابات الصف القيادي الأول والثاني أي اللجنة المركزية والمجلس الثوري.

وقبل أن نعرض لما نجده من المنغصات لابد أن نشير إلى الخلل الذي ساد في المؤتمر باظهار بعض الملاحظات التي تتناول أداء حركيي غزة ومناضليها أثناء الحرب الأهلية مع حماس قبل عامين وبضعة أشهر حيث الاتهامات بتسليم القطاع وهروب القيادات إلى آخر المعزوفة التي لم تجد صداها فيما يخص المتهم الأول عن سقوط القطاع بيد حماس والذي نجح بجدارة كنجاحه بذات الجدارة في انتخابات التشريعي عن الدوائر وليس كوتة فتح رغم كل الهجوم على شخصه وعلى دوره وهو المتهم بالتنسيق الأمني، إذن ما الذي يدعو البعض للتورط في الحديث عن دور الحركة بقطاع غزة في مواجهة حماس، وفي المقابل وبذات الرؤية الحديث عن تخاذل القيادة وتركها القطاع لقمة سائغة بل وهناك من يقول أن فتح الرسمية المتماهية مع السلطة في رام الله أراحها سقوط غزة بيد حماس وبالتالي تخلصت من عبيء لا تستطيع احتماله في حركتها التفاوضية مع اسرائيل ومع وجود أغلبية لحماس في التشريعي وأغلبية عددية شعبية.

الحقيقة التي لابد أن تقال ببساطة أنه لولا وجود إسرائيل في الضفة وحساسية الأمر للعدو هناك لكان مصير الضفة مشابهاً لغزة ولاستولت حماس على السلطة في الضفة بطريقة أيسر مما وقع في غزة ومن هنا لم يكن مناسباً الحديث عن تسليم وجبن وإهمال لابناء فتح في القطاع بل كان يجب المحاسبة على ذلك للصف الأول القيادي بالدرجة الأولى وكلنا نذكر الشهيد ياسر عرفات الذي كان يخوض معاركه وهو على رأس المقاتلين يشد أزرهم ويقدم لهم المثل في الشجاعة والاقدام، ولم تكن مرونته التي كنا نعترض عليها ونتهمه بسببها بكل الاتهامات تمنعه من أن يكون القائد العسكري في طليعة المصادمين والمقاتلين الأمر الذي يعرفه الجميع عن الراحل عرفات.

المهم أن غزة الفتحاوية ظلمت في هذه وتحمل فتحاويوا غزة أكثر مما يجب على هذا الصعيد وحان الوقت لطي هذا الملف في القاعدة وفتحه في المستويات العليا.

أما الثانية لفتحاويي غزة فقد كانت في حجم تمثيلهم في قيادة الحركة وهم الذين كانوا أغلبية المؤسسين والقادة منذ نشأتها الأولى ولم يكن يضير المؤتمر أن يخصص عدداًُ من مقاعد المركزية والثوري لهم بحكم عدم تمكنهم من الحضور ولظروفهم التي تشبه ظروف الاعتقال في القطاع. الأمر ليس كوته رغم أن كل الانتخابات التي جرت تقع تحت بند أسوأ من الكوتة ومع هذا فإن ذريعة عدم اللجوء للكوتة وأن فتح واحدة هنا وهناك حرم قطاع غزة من وجود مؤثر في القيادة وهي المنطقة الأكثر تأثيراً في مسار الثورة والوحدة الوطنية، ناهيك عن وجود قيادات في غزة نعرفها عن قرب وعايشناها لعشرات السنين تمثل حالة متقدمة عن أكثرية من نجحوا في انتخابات المركزية وفي مقال لاحق سنذكر بعض الأسماء كنماذج، وكما قال البعض وتساءل: هل صمود هؤلاء في القطاع بين أبناء فتح وعدم خروجهم من القطاع رتب عليهم عقاباً من زملاء لهم على ذلك أم ماذا؟ وسؤال آخر هل كان يضير البعض من الطامحين أن يتنازل عن مقعده في المركزية لصالح من هم أحق منه من أبناء قطاع غزة خاصة أن منهم من حمل فتح على أكتافه عمراً وحفظ لها بعض تماسكها أثناء الاعاصير التي اجتاحتها العديد من المرات؟.

اذا احتسبنا النسبة العددية للاقاليم والعضوية فستأخذ غزة ثلث اللجنة المركزية ومثلها في الثوري فلم لم تحصل غزة حتى على عضو واحد الا ان احتسب الاخوة محمد دحلان على غزة والحقيقة ليست كذلك لانه لا يستطيع أن يعود أو يقود هناك اللهم عبر الهاتنف.

ربما يرد البعض من المتعصبين بأن الحركة عصية على هكذا صغائر تتعلق بالمراكز والمواقع وأن هذه الأمور لا تؤثر ويا جبل ما يهزك ريح لكن الحقيقة التي يجب أن يقف أمامها كل صاحب ضمير ويحترم نفسه وحركته ليرد على السؤال القائل ولماذا تسابق الجميع وتناحروا من أجل هذه المراكز إن كانت صغائر وتفاهات؟ إن القيادة مسألة في غاية الأهمية وحين يشعر المناضل بأن حقه لم يحترم على هذا الصعيد خاصة إذا كان هذا الحق بيناً وواضحاً فسوف تهتز قناعاته وانضباطه تجاه قيادته.

المهم الان أن خطأً ما وقع وعلى المعنيين اصلاحه حرصاً على مصالح الشعب الفلسطيني المرتبطة بنجاح حركة فتح وعودتها للصورة الأصلية التي عرفها الناس بها ولابقاء الخيارات مفتوحة أمامها لمواصلة حمل المشروع الوطني.

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى