أرشيف - غير مصنف
جامعة الانبار. وازيز الرصاص
خالد القره غولي
كاتب وصحافي عراقي
كاتب وصحافي عراقي
لا ينبغي لمن يعمل في القيادات الإدارية والتربوية العلمية العليا في الجامعات إلا أن يضع نصب عينيه شروط التحقق من النجاح ثم تحقيقه والتأكد من اتقانه لعمل أنيط به ومسؤولية لا تفارق عقله منذ بداية العام الدراسي وحتى نهايته وصولاً الى عطلة نفترش بها معاً ما استطعنا فعلاً من النجاح والتميز والصبر في مسيرة علمية لا تخلو في طبيعة الحال من تضحيات جسام..
هذا العام الدراسي بدأ مثل كل الأعوام أساتذة وعلماء وتدريسيون وموظفون يتجهون مع طلبتهم في كل صباح إكمالاً لإخوة لهم سبق وان مارسوا نفس الفعل الجهادي وتعلموا وتمرسوا وبحثوا وطبقوا بمختلف الميادين والعلوم والآداب حين توزع طلبة جامعة الانبار بين قاعات الدرس ومختبرات التحليل ومراكز البحوث ومكتبات المصادر والمراجع في التربية بمختلف اختصاصاتها وفي الاداب والعلوم والحاسوب والطب وطب الأسنان والزراعة والعلوم الشرعية والقانون والرياضة والفنون والطب البيطري والإعلام واللغات والهندسة والإدارة والاقتصاد بأيام طوال في التبصر وقصارٍ في التفوق والإبداع والنزول الى حيث الناس وحاجتهم.. الى كل نفس طيب وعقل متفهم وقلب شريف، لقد كانت جامعة الانبار ولا زالت منبراً وميداناً للإبداع ومضماراً للتفوق فقد كان عام 2008/2009 عام النشاطات وعام التميز لمنتسبي جامعة الانبار فقد تم بعون من الله إقامة (82) ندوة علمية بمختلف الاختصاصات عقدتها رئاسة جامعة الانبار وكلياتها التسعة عشر وبالتعاون مع دوائر ومؤسسات محافظة الانبار والمواطنين ترسيخاً لمبدأ لطالما كان حلماً يراود الجامعة والجامعيين في تقديم خدمات لأبناء محافظتهم وبلدهم ومن بين عشرات الندوات والدورات العلمية في الإرشاد التربوي والحاسوب والتأهيل ومكافحة التلوث والدفاع المدني ومكافحة المخدرات والتدخين والنفط وفوائد ومضار بعض المواد الكيمياوية ومواضيع أخرى ذات صلة بحياة المواطن اليومية ، كان للمواطن حصته الكبيرة بالاهتمام به وبقوته وبحياته وصولاً الى تحقيق حياة حرة كريمة معاً.. وللمرة الأولى عقدت الجامعة مؤتمرا علميا لبحوث الطلبة المتميزة ، كما تمت مناقشة 18 أطروحة دكتوراه و64 رسالة ماجستير وعشر شهادات دبلوم عالي في اختصاصات الطب وعلوم الحياة واللغة العربية وعلم النفس والجغرافية والكيمياء والتربية والمياه والتاريخ والهندسة والاقتصاد تزامنا مع التوسعات الكبيرة في الدراسات العليا والأقسام العلمية ..
ودعماً وتشجيعاً من وزارة التعليم العالي ممثلة بمعالي السيد الوزير الأستاذ الدكتور عبد ذياب العجيلي وكل مسوؤلي الوزارة والمعنيين في التعليم العالي في الحكومة العراقية ومجلس النواب عقدت الجامعة اتفاقات للتعاون الثنائي بينها وبين عدد من الجامعات الشقيقة كجامعة حلب والقلمون والصديقة كجامعة كارولينا الشمالية وجامعة كاليفورنيا وزيادة عدد طلاب البعثات الدراسية للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه الى جامعات عريقة في مختلف دول العالم فضلا عن اشتراك علماء وأساتذة الجامعة في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات العلمية داخل وخارج العراق تتوجت بحصولهم على المركزين الأول والثاني في مؤتمر البحوث العلمية الجامعية الذي عقد في جامعة دهوك .. وحصول علماء جامعة الانبار على 6 براءات اختراع مصدقة عالميا وترقية 147 تدريسياً الى مرتبة أستاذ وأستاذ مساعد ومدرس أما على الصعد التي لها مساس بحياة الطالب اليومية والنشاطات اللاصفية التي تعزز قدرته النفسية والفكرية لتقديم عطاء علمي متميز فقد اشتركت الجامعة بعدد من البطولات الرياضية أحرزت فيها مراكز متقدمة في بطولات كرة القدم والسلة والطائرة وكرة اليد والساحة والميدان وكرة الطاولة والاشتراك الفعلي والمتميز في نشاطات علمية واجتماعية وصحية وفنية أقامتها دوائر ومؤسسات المحافظة تعزيزا للمنهج العلمي الخدمي الذي رسخته الجامعة ضمن خطتها الإستراتيجية في خدمة الوطن والمواطن ..
وإذ يسدل عامنا الدراسي 2008-2009 ستائر عزه وفخره على جامعتنا الحبيبة أدى أكثر من 13000 ألف طالب وطالبة امتحاناتهم النهائية متوزعين على تسعة عشر كلية تم تأمين وتهيئة المستلزمات الكفيلة بأداء امتحاناتهم على مستوى عال من الانضباط والالتزام والأمن وتوفير السبل التي مكنت طلبتنا من تأديتها بأبهى صورة دون تعكير الأجواء الامتحانية الجامعية بأي شائبة بعد أن وفرت الجامعة أقسام داخلية لطلبتنا وطالباتنا من مختلف محافظات العراق تقدم خدماتها على مدار الساعة وتشكيل فرق إشراف ومتابعة وصيانة في مجمعات الأقسام الداخلية للطلبة والطالبات المتوزعة في ربوع الموقع الجامعي قريباً من كلياتهم وأقسامهم العلمية وقاعاتهم ومختبراتهم ..
وبدأت مراكز وأقسام الجامعة بعقد وإفتتاح عدد من دورات التعليم المستمر للمدارس الثانوية والمعاهد التربوية والتدريسيين ومختلف دوائر الدولة ودورات معترف بها دولياً في علم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات وإفتتاح مركز إمتحان التوفل باللغة الإنكليزية والبدء بتشغيل إنترانيت التواصل لربط الجامعة ببث مباشر بينها وبين الوزارة ودوائرها.. والمشاركة العلمية والاستشارية من المكاتب الاستشارية في الكليات لتقديم ما يسهل سبل إعادة إعمار ما دمرته الحروب والإرهاب وقيام مركز دراسات الصحراء بالمساهمة في الحد من ظاهرة التصحر التي تعاني منها المحافظة وزيادة عدد المساحات المزروعة بطرق زراعية أخرى بالتعاون مع كلية الزراعة ودائرة زراعة الأنبار ومكافحة الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية إثر قيام كلية الطب البيطري بحملات تلقيح مجانية لمراعي وحقول دواجن المحافظة ، فضلاً عن قيام كليتي الطب وطب الأسنان بإفتتاح عيادات طبية ومختبرية مجانية تقدم العلاج والأدوية للمواطنين .. مقدماً شكري وإمتناني الى زملائي في رئاسة جامعة الأنبار وكليات الجامعة وكل الجهود الخيرة .. خدمةً للمسيرة العلمية الجهادية في جامعة الأنبار وفي عراقنا العزيز ..ومن الله العون والسداد بعيدا عن العبث السياسي والطائفي والعشائري وبعيدا كل البعد عن ازيز رصاص الاعداء والله يحفظ العراق والعراقيين ويحفظ الجامعات العراقية والمراكز العلمية من العابثين …