نصيحة أخيرة لعباس
نصيحة أخيرة لعباس
أن يكون الإنسان عبدا لله فهذا قمة الإخلاص والوفاء للخالق ، وحتمية أن الحياة على الأرض زائلة إلى اليوم العظيم الذي تحاسب فيه الأنفس عما فعلت وأهدرت وكل مسؤول عن رعيته .
لست متطرفا إسلاميا بل إنني مسلم لا أدعو للتطرف ولكن من خلال نصيحتي هذه أردت أن أضع لك المقدمة والأرضية لهذه النصيحة .
أن تكون عبدا لغيرك ولبرامج مفروضة عليك فأمامك أمرين إما إرضاء الخالق والرعية أو إرضاء أهواء الآخرين وبرامجهم التي لم تجد تثمينا وثمنا لها من الخالق ومن الشعب الفلسطيني .
أنت تعلم أيها الرئيس المنتهية ولايتك ورعايتك على الشعب الفلسطيني بما قضيته أنت من مبدأ الديمقراطية الأمريكية المفروضة عليك ، بأن شخص غير مرغوب به لكي تتبوء أي موقع يتحدث باسم الشعب الفلسطيني أو ينوب عنه في القضايا المصيرية وغير المصيرية فإن تحدثت فإنك يجب أن تتحدث كفلسطيني فقط ، أنت تعلم أنك مكروه في أطر حركة فتح ، وتعلم أيضا أن كل من حولك من المصفقين والمهللين هم عبارة عن فقاعات زائلة لا يمكن أن تنفعك لا في الآخرة ولا في الدنيا ، هؤلاء المصفقين لك الذين أتوا لك زاحفين على بطونهم ولرغباتهم لم يصفقوا لمحمود عباس بل أتوا ليصفقوا لخزائن الدولار الممنوحة من الأسياد للعبد محمود عباس الذي يمتلك التصرف في 70 % من الأموال الممنوحة للشعب الفلسطينية ، لقد أردت من مؤتمر بيت لحم أن ينصبوك رئيسا وقائدا عاما ، ولم يبقى إلا أن تنصب مفتي الديار الإسلامية وأنت بعيد عن كل ما يرضي الله ويرضي الشعب ولأنك قبلت أن تزور الإنتخابات لتبقى رئيسا ولتبقى حاشيتك المهللة المصفقة لك عل ضجيجها يغطي على مشاعر الضمير الإنساني لديك التي هي في تناقض مع ممارساتك وتصرفاتك ، فقد خلق الله الضمير في كل إنسان ، ولكن متى يتغلب الضمير على الأهواء الشخصية وخاصة العقد التي أحاطت بها بكل مسامات ممارساتك اللامعقولة .
السيد الرئيس هؤلاء الذين صفقوا لك كما قلت لك هم كزبد البحر أو كالفقاعات فلا يمكن أن يشد بهم حزام أو يوثقوا رباطة جأش نحو الحق ، هم المتفرقون المتنازعون والمتلاقين حول خزينتك الممنوحة من أسيادك إلى عبدهم ، ومن ثم إلى رعيته المزورة المصفقة المنافقة .
نصيحة أخيرة لك وبعد أن بلغ السيل الزبى ، إن الشعب الفلسطيني ليس بغافل عما يتم من ممارسات ، وفوق كل ذي علم عليم .
عليك أن تنهي حياتك التي هي بين يدي الله بعد أن فعلت ما فعلت بحركة شعب وإرادة شعب فخزائنك امتلأت بالأموال وأنت تعلم الذين يختزنون الذهب والفضة ما هو مصيرهم ، فما بالك بخيانة شعب ومطالب شعب وحقوق شعب بينهم الأرامل والأيتام وأصحاب الأملاك المسلوبة ، ها هو حال الشعب الفلسطيني الآن .
أنت تعلم أيها الرئيس أن إنتخابك مزور وتعلم أيها الرئيس أن وجودك غير شرعي في حركة فتح وفي منظمة التحرير ورئاسة ما يسمى السلطة ، وما بني على باطل فهو باطل .
فلا يمكن مهما أوتيت من أدوات التزوير ومهما أوتيت من الدهاء والخدعة التي لا يمتلكها إلا يهود خيبر أن تكون أقوى من صوت الحق وأن تكون أقوى من صوت شهداء فتح وشهداء الثورة الفلسطينية ، ولا يمكن أن تكون أقوى من السواعد المقاتلة التي وضعت أرواحها على كفيها ، لا يمكن لا يمكن لا يمكن …
عليك كنصيحة أخيرة أن تعلن تنحيك عن منصبك في السلطة وعليك أن تؤكد رسالتك المكتوبة بإستقالتك من حركة فتح ، وعليك أن تتبرأ من كل ممارسات العصابات الأمنية المرتبطة مع العدو الصهيوني في سلطة أنت راعيها ، عليك أن ترجع أموال الشعب الفلسطيني إلى الشعب الفلسطيني وعليك أن تأخذ قدوة من خالد ابن الوليد وعمر ابن الخطاب .
عليك أيها الرئيس بما بقي من عمرك أن تستقر في هدوء بدون عذابات الضمير ، ولكن هيهات أن يسكت الضمير كما أراد الخالق للبشرية .
أنت مرهون أمام هذه النصيحة اما أن تستقيل من مناصبك جميها ولتذهب إلى الإمارات أو كندا أو إلى شمال العراق أو أميركا اللاتينية ، فنحن في غنى عنك ، والشعب الفلسطيني وثوار حركة فتح لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسجلوا لك رقما في حياتهم ، فاذهب أينما شئت ، المهم أن تترك هذا الشعب ليقرر مصيره وليواجه حملات التهويد للقدس والسيطرة على معظم أراضي الضفة الغربية ، فكف عن ملاحقة حملة السلاح ولتلجم ولتخرس عصاباتك الأمنية التي لم تكن يوما إلا حامية لإستطلاعيي رجالات الأمن الصهيوني رجالا ونساء ومكافئة لذلك تعلنون وتعلن أجهزتك أن قوات أمنك قد أعادت من أضلوا الطريق من الصهاينة إلى بيوتهم ومراكزهم الأمنية ، نصيحة أخيرة .. نصيحة أخيرة .. نصيحة أخيرة ..
بقلم / سميح خلف