أرشيف - غير مصنف
خطيب مصري: أوباما.. “علامة” المهدي المنتظر!!
في حلقة جديدة من مسلسل “ادعاء ظهور المهدي المنتظر” الذي تحول إلى ظاهرة تتكرر بين الحين والآخر في الدول العربية، ادعى خطيب مصري ظهور المهدي في مصر وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى عزله رسميا من الخطابة والدعوة.
ففي خطبة الجمعة الأخيرة من الشهر الماضي بالمسجد الكبير في قرية عمرو بن العاص بمحافظة الشرقية (شمال شرق البلاد)، قال خطيب يدعى أحمد البحيري: “الصوفية لديها دلائل كثيرة على أن المهدي المنتظر سيظهر قريبا بمصر منها أن يحكم الزنج بلاد الفرنجة، وهو ما تحقق بتولي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة”، معتبرا أن أوباما سيقود الصوفية لإصلاح العالم.
ودعا الخطيب الذي يحمل تصريح ممارسة الدعوة، المصريين إلى اللجوء إلى التصوف والعودة إلى آل البيت “وإلا سيحل الخراب بمصر”.
ومن جانبها، أصدرت وزارة الأوقاف المصرية قرارا بعزل الخطيب، فيما أفادت مصادر داخل الوزارة بأن الخطيب لديه انتماءات صوفية، “وقد اعتلى المنبر في غياب خطيب الأوقاف الأصلي”.
وعلى صعيد متصل، قررت وزارة الأوقاف “منع اعتلاء المنابر لغير الأئمة المعينين من قبل الوزارة، أو إلقاء أي درس إلا لمن صرح لهم بهذا من الدعاة”.
وشددت على أنه سيتم تطبيق عقوبات مشددة على دعاة الأوقاف إذا ما ثبت لأي منهم ترك منبره لأي شخص، “خاصة أنه لوحظ صعود أشخاص لديهم اضطرابات نفسية في الفترة الماضية بسبب تغيب الإمام الأصلي”.
جاء ذلك، بينما طالب عدد من العلماء من بينهم الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، بضرورة إعادة النظر في مسألة إعطاء الأوقاف المصرية تصاريح ممارسة الدعوة بحيث لا يتم منحها إلا لمن يستحقها بالفعل.
وكانت السلطات المصرية، قد ألقت القبض في منتصف يوليو الماضي على شاب -ادعى أنه المهدي المنتظر، وحاول اعتلاء منبر مسجد الحسين- قبل صعود إمام المسجد لإلقاء خطبة الجمعة، بحسب موقع اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري.
وزعم الشاب ويدعى يحيي أحمد محمد وهو عامل حدادة أنه حضر من بلدته بأسيوط لهداية جموع المصلين إلى صحيح الدين، مما أثار غضب المصلين الذين سلموه لأجهزة الأمن، وأظهرت التحقيقات معه أنه مضطرب نفسيا.
ظاهرة متكررة
وبات ظهور “المهدي المنتظر” من الظواهر التي تكررت كثيرًا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد خروج شخصيات عديدة في العالم الإسلامي تدعي أنها “المهدي المنتظر”.
وانتشرت هذه الظاهرة بشكل أوسع في السعودية؛ حيث تجاوزت 10 حالات خلال السنوات القليلة الماضية، وكان آخرها ما زعمه غيني مقيم في مدينة جدة بأنه “المهدي”، وقد حكم عليه الشهر الماضي بالجلد والسجن عاما.
وأبرز تلك الادعاءات كانت في ديسمبر 2007، حيث فاجأ طبيب مصري المصلين في الجامع الكبير شمال الرياض بعد صلاة الجمعة بالوقوف وادعاء أنه المهدي المنتظر، وتم القبض عليه وترحيله بعد أن ثبت أنه مختل عقليا.
وقبل تلك الواقعة بنحو 10 أشهر تم القبض على متسلل بمنفذ الرقعي بحفر الباطن على الحدود السعودية الكويتية ادّعى أنه “المهدي المنتظر”، وتبين بعد التحقيق معه أنه مريض نفسيا، وعادة ما تفسر السلطات تلك الوقائع بأن أصحابها إما مرضى نفسيون أو مختلون عقليا.
مرض نفسي
وفي تصريحات سابقة لـ”إسلام أون لاين.نت”، حذر الدكتور عبد الله الفقيه، المشرف على مركز الفتوى في الشبكة الإسلامية بالدوحة، من التجاوب مع مثل هذه الادعاءات، موضحا أن بعض من يدعي أنه المهدي المنتظر إما يكون مصابا بجنون العظمة –كما يطلق عليه علماء النفس- وإما يكون قد التبس عليه أمره بمراءٍ من الشيطان، والصنف الثاني يكون بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويوضح لهم الأمر حتى لا يفتنوا.
وأوضح الدكتور الفقيه أنه برغم خلاف العلماء حول ظهور المهدي المنتظر فإنه يؤيد الرأي الذي يقول بظهوره، لافتا إلى أن ظهوره لن يكون خافيا على أحد، ولن يحتاج إلى مثل هذه الادعاءات.
يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن ظهور المهدي المنتظر علامة من علامات الساعة، وأنه سيأتي على الناس زمان يحكمهم فيه رجل صالح يملأ الأرض قسطًا وعدلاً، والأصل فيه “ألا يحتال على الناس ليحكم بزعم أنه المهدي”.
وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة، منها الصحيح والضعيف والموضوع، والراجح عند غالبية علماء السنة والجماعة أنه “حقيقة لا تنكر، والخلاف حول ماهية هذا المهدي، وعلى الجملة فالإيمان به واجب، ولكن من أنكره لا يمكن الحكم عليه بالكفر أو الخروج من الملة”.