أرشيف - غير مصنف
أَفْكَارٌ شَيْطَانِيَّـةٌ
للشاعرة عائشة الحطاب – الأردن
نَحْنُ الرَّاكِضُونَ خَلْفَ رَعْشَةٍ تَمْتَلِكُ الْجَسَدَ
يَتَنَاسَلُ الزَّمَنُ فِينَا كَآلَاتٍ كَاتِبَةٍ
نَجْرِي كَالمَاءِ فِي الصَّدْرِ،
وَالمَنَازُلُ خَزَفٌ فِي بِلَادِ الشَّهْوَةِ
نَأْكُلُ حَرَارَةَ الشَّمْسِ
نَحْمِلُ الْقَدَمَ عَلَى الطَّرِيقِ،
وَالطَّرِيقُ جُنُونٌ
آبَارٌ مِنَ الْأُوكْسِجِينِ
تُمَشِّطُ الْأَرْصِفَةَ الْعَارِيَةَ فِي غَيَاهِبِ الْوَبَاءِ.
*
بِكَارَةُ النَّوْمِ سَرِيرٌ ضَالٌّ،
وَالْعُمْرُ كَلَامٌ يَنْضُجُ دَاخَلَ التَّأْوِيلِ
يَا لَصَوْتِكَ..
دُولَابٌ فَوْقَ مَصَاطِبِ الرِّيحِ،
وَالنَّوْمُ يُدَغْدِغُ نَزْوَةَ الْآلِهَةِ
الْحَدِيقَةُ بِكَامِلِ أَنَاقَتَهَا،
وَيَدَانِ مُبْصِرَتَانِ تُتَرْجِمُ قِطَافَ الثَّمَرِ؛
يَدَانِ تَتَرَنَّحَانِ ذَابَ قِطَافُهُمَا،
فَمَتَى تَتَفَتَّحُ الشَّهْوَةُ وَتُثْمِرُ؛
فِي عَيْنِ بَلَحٍ تَتَنَفَّسُ
فِي قَلْبِ كِيَانِ اللَّاوُجُودِ
هذَا الْقُوتُ وَجْهٌ مُتَحَضَّرٌ
هذَا اللَّاجَادُّ يَمْسَحُ طَاوِلَةَ النُّصُوصِ
يَهْرَعُ أَمَامَ الْعَصْفِ،
وَشِفَاهُ الْعَقْلِ تَرْتَجِفُ
مَعْطُوبٌ بِالْجَرِيدَةِ،
وَالمَوْتُ مَعَابِدُ ضَجَرٍ
وَوَجَعُ اخْتِنَاقٍ،
وَمَضَاجِعُ زَرْقَاءُ فِي مِرْآةِ الْأَرْوَاحِ.
*
لَا تَمُتْ فِي المَوْتِ وَأَنْتَ تَحْلُمُ بِـ”الْأَنْدَرِينِ”
مَأْوَاكَ وَالتُّرُوسُ مَجْمُوعَةُ تَنْجِيمٍ
تَهْجَعُ الْعَيْنُ فِي الْعَيْنَ،
وَالْكِيمْيَاءُ بِالْعِشْقِ تُورِقُ لِتَطْرَحَ “الْفِيَاغْرَا”..
يَا عَبْدَ الْحُبِّ:
هذِهِ المَشَانِقُ مِرْآةٌ لِلْوَجْهِ
أَرْجُوكَ لَا تَمُتْ
عَلَى هَامِشِ الْوَقْتِ مَنْقُوعًا بِالتَّبْرِ
هذَا المَأْخُوذُ يَرِثُنِي
يَرِثُ عُصَارَاتِي،
وَيَمْسَحُ مَعْدَنَ الْجَنَّةِ،
وَيَفْتَحُ نَارَ الْقِيَامَةِ كَرَزًا لِلْأَرْوَاحِ
دَعُونَا نُصَلِّي فِي الشِّتَاء دُونَ طَابُورٍ
دَعُونَا جِبَالًا لَا يَعْتَرِيهَا الثَّلْجُ،
وَامْتِدَادًا بَرِّيًّا لَا يَفْقِدُ رُمُوزَهُ.
*
نَسْتَنْطِقُ الْبَهَاءَ.. نَسْتَنْطِقُهُ،
وَهُوَ يَهْرُبُ مِنْ أَدْرَاجِ الْوَحْدَةِ،
فَلَا وَقْتَ لِلتَّرْمِيمِ فِي خَزَائِنِ الْوُجُودِ
لَعَلَّ بَيْضَ الْأَمَانِي يَفْقِسُ؛
فِي سِلَالِ الْأَحْلَامِ
فِي اخْتِمَارِ الْأُفُقِ وَعَوَادِمِ السُّكُونِ
فِي جِهَاز التَّنَفُّسِ
فِي مَوْقِف الْعُبُورِ.