حرب 2006 .. حزب الله ، و أوهام القوّة
الوهم الأول : داخليا … تمّ توضيب ما يسمى ( ثورة الأرز ) التي انشقّ عنها الجنرال عون .. لتصبح فيما بعد عنوانا لتجمّع موالي لمن انشق على التحالف الرباعي في انتخابات 2005 و ليتحوّل إلى 14 آذار تيمنا بيوم التجمّع .. أو 14 شباط تشاؤما باغتيال الحريري ، و فأل سوء على مؤتمريه ..كانت الترتيبات لعملية ” الرصاص المسكوب ” قد انتهت قبل شهور من تاريخ قبام العدوان .. و كان أسر الجنديين ” الجثتين ” كلمة السرّ التي جاءت كما يشتهي ، و يتمنى من تآمر على حزب الله ( النظام المصري ، و السعوديّة ، و الأردن ، و الكيان الصهيوني ) برعاية أمريكية .. و سحب الغطاء داخليا ببيان رئاسة مجلس وزراء لبناني يقوده أحد فحول تيار المستقبل .. و بصوت ” العريضي ” أحد فحول التجمّع الجنبلاطي ، و تمّ قصف كل ما يمتّ لهذا الحزب بشكل جنوني .. حتى مفاجأة ” ساعر ” و كان الرهان على سقوط حزب الله ..يداعب كل الخيالات المريضة للقيادات السياسيّة من تجمّع الـ 14 ، و تحت أوهام ( أمن كيان طائفي .. جنبلاط ) ، أو ( ارتباط بمشاريع الكيان الصهيوني .. القوّات ، و الكتائب ، و القرنة ) ، أو ( ارتباط بمشاريع نظم رسميّة عربيّة ارتبطت بدورها بالمشروع الصليبي الأمريكي .. سعد الحريري ) .. و الكلّ في إطار العامل الأمريكي .. و تحت ضغط هذا العامل أصبح كل من في تجمّع الـ 14 يرى في حزب الله عدوّا وحيدا .. من أقوى صقوره إلى أرقّ شحاريره يضاف إلى ذلك طابور طويل عريض من عملاء تراهم خلف كلّ باب ، و جدار .. من بائع البسطة حتى القيادات السياسيّة ..مع عينة من رجال دين مسلمين مرتبطين بالنظام السعودي ، و رجال دين مسيحيين مرتبطين بنزعتهم الصليبيّة ، و انتمائهم الغربي ( القباني .. صفير ) .. و انسحبت التداعيات لما بعد إيقاف العمليات الحربيّة .. لتمارس هذه الطغمة ابتزاز حزب الله .. و تحت وهم ( أنها ما تزال فاعلة ) بالاعتماد على ميليشيات ( تم تجميعها تحت ستار مكاتب امن ) ، و باستخدام ورقة ( المحكمة الدوليّة ) ، و تحت رعاية مهزلة ( انّك في لبنان ديمقراطي تستطيع أن تفعل ما تريد) .. حتى جاءت أحداث 7 أيّار .. لتعيد القامات إلى أحجامها الطبيعيّة .. فعادت المعادلة : رؤساء ميليشيات ثبتتهم مصطلحات تقتضيها ظروف الطوائف : ( نسيان الماضي ، و عدم نكأ الجراح ) ، و ناهبي مال عام جاءت بهم مشاريع رفيق الحريري ، و مرتزقة تدور في فلكهما لا أكثر ، و لا أقل .. ليسقط الوهم .. و ليعرف الجميع أنّ لا قوّة إلاّ قوّة المقاومة وفي ذكرى انتصار لبنان الثالثة .. و في مساء 14 – 8 – 2009 كان عليك أن تسمع مقدّم الحفل ، و هو يرحب بممثل رئيس الحكومة المكلف ، و ممثل رئيس الحزب الديمقراطي .. مع ظهور مؤشرات غباء ظهرت في غياب ممثلي الشقّين القوّاتي و الكتائبي …
الوهم الثاني : صهيونيّا ..كانت أوهام سطوة قوّة سلاح الجو الصهيوني .. المؤشر الأكبر على غباء التركيبة السياسيّة للكيان الصهيوني . حيث اعتمد ذات ” الدان حالوتس ” على القوّة البريّة في حرب بدا الكيان الصهيوني يدفع اكلافها مع استمرار المقاومة ..يرافقه وهم ( قوّة جيش الدفاع الصهيوني ) الذي كسر ظهر قوات نخبته صمود المقاومين ، و دمّر دباباته ابسط سلاح …و حتّى ظهور مفاجآت حزب الله .. كان الجميع يتحدث عن السلاح .. و التقنيات العسكريّة .. و قوّة الضربات الجويّة .. و تحصين دبابات الميركافا ، و فاعلية صواريخ حزب الله في الوصول إلى الخضيرة ، و العفولة ، و نجاح أبطال المقاومة … و لم يتحدث أحد عن الله تعالى !!! الذي كان في وجدان المقاومين .. و كان الباعث الأوّل لنجاح المفاجآت .. و عن اليقين المتجذّر في نفوس المقاومين أنّ ( إسرائيل اوهن من بيت العنكبوت ) .. و عن الحاضن الحقيقي لهؤلاء المقاومين ..أهلون قدّموا الرخيص ، و النفيس..ثمّ لم يتحدث احد عن النجاح الاستخباراتي الذي حصّن كل ما يمت إلى هذه المقاومة من شمال إلى جنوب لبنان ..و كانت تداعيات تقرير فينوغراد القول الفصل في الردّ على كل أكاذيب من أراد أن يسرق هذا النصر الإلهي من لبنان .. لتظهر معادلة التوازن أي سنتيمتر من لبنان المقاومة مقابل كل ” غوش دان “.. و كانت تصريحات السيد حسن تفعل فعلها في ( العقل الباطن ) لقيادات الكيان .. و هم قد جربوا صدقه من قبل ..، و هم يعرفون انّه عندما يقول أن ترسانة حزب الله قد زادت 3 مرات فإنّه لا يدخل في حرب إعلامية نفسيّة ، و ليتم سحب كل الكلام الكاذب عن ( استباحة لبنان مرّة ثانية ) ، و لنسمع السيد حسن نصر الله في مساء 14 – 8 – 2009 و هو يقول .. ” على إسرائيل ألاّ تفكر ألف مرّة .. بل مليون مرّة قبل الاعتداء على لبنان ” …
الوهم الثالث : أمريكيّا .. كان وهم ” الشرق الأوسط الجديد ” .. قد بدأ يترنّح تحت وطأة ضربات المقاومة العراقيّة الباسلة .. و كانت طالبان تمدّ سطوتها هناك في أفغانستان .. و كانت بقايا الوهم في لبنان حيث ” المقاومة الإسلامية ” ما زالت شوكة في خاصرة الكيان الصهيوني ، و رأس المشروع الأمريكي .. و كانت التركيبة السياسيّة اللبنانيّة المرتبطة بالسفارات تشكل التربة الخصبة لهذا الوهم .. مدعومة بكل قضّ ، و قضيض النظام العربي المعتدل .. و كانت فسحة من عدم فهم حقائق القوّة .. لتعطي أمريكا الأذن للكيان الصهيوني باستباحة لبنان ، و تحت سمع ، و نظر العالم .. و على ارض لبنان هذا .. كان وهم الشرق الوسط الجديد يتهاوى …و كان وجه كونداليزا رايس يتحول من الابتسامة العريضة .. و هي تتحدث عن مخاض الشرق الأوسط الجديد .. الى العبوس ، و هي تقرّع رؤوس عصابات الـ 14في عوكر .. إلى الانكماش كمؤخرة القنفذ .، و الكيان الصهيوني يستجير لإيقاف العمليات الحربيّة .. و كان على كل الغرب أن يتحدث عن اليونيفيل ليظهر ، و كأنّه قوة احتلال جديدة للبنان تحمي شمال فلسطين المحتلّة .. دون أن يعرف احد شيء عن شروط الاشتباك للقوات الدوليّة .. و عن ارتباطها بالتنسيق مع الجيش اللبناني .. الذي أيضا تمّ إيهام الجميع أنّه جاء رغم انف المقاومة الإسلامية إلى جنوبه ، و أرضه .. و دون أن يعرف أحد شيء عن عقيدة هذا الجيش ، و ارتباطه بالمقاومة
الحقيقة كما هي : على مدى 3 سنوات رسخّت المقاومة أقدامها .. و كانت إشارات يطلقها السيد حسن في كلّ مرّة يطلّ بها تطمئن محبي هذه المقاومة .. أنّ أمورها بخير ..و أنّها قد قطعت شوطا إضافيا في ترميم قدرتها الدفاعيّة .. وفي فلسطين كانت حرب غزّة الأخيرة تثبت حقائق القوّة ، رغم كلّ ما استعانت به دولة الكيان من محرمات دوليّة ، و من قبل في العراق حيث كانت المقاومة العربيّة العراقيّة بكل أطيافها تسطّر ملاحم العزّ ، و الصمود ، و رغم أنّ كل التجارب في مقارعة المحتلّ .. تثبت أنّ المقاومة هي الطريق الوحيد للخلاص .. تطلّ الرؤوس من بين ركام العمالة و الخيانة ، و التبعيّة .. لتحارب حقائق المقاومة .. باتهامها هي بالعمالة ، و الارتباط بالمشاريع الخارجيّة .. لتسحب عنها الغطاء إن كان في لبنان ، أو العراق ، أو في فلسطين .
رشيد السيد احمد