أرشيف - غير مصنف
إلي بطلع من جورة بوقع في دحديره
بقلم : ربى مهداوي
المنتدى الاعلامي لنصرة قضايا المرأة
لا تستغربوا بهذا العنوان فهو يسلط الضوء على وضع المرأة العربية بشكل عام، فما حدث للصحفية السودانية لبنى أحمد حسين والتي تحاول دولتها اقامة الحد عليها حيث يدّعون بانها خرجت عن قالب العادات والتقاليد بسبب إرتدائها بنطلون. ليشن ضدها حمله قاسية تحت حجة انها تحاول كسر ثقافتهم الدارجه ولا اعلم ما هذه الثقافة التي تسعى الى نفي وجودها وذاتها وتشهير نفسها بانها دولة ديكتاتورية متخلفة لم تصل حتى الى درجة العالم الثالث “قف مكانك سر”.
يتواصل القمع اكثر ولينقلب حال السودان رأساً على عقب لتصرف صحفية تبحث عن حريتها المفقودة. تناضل بحق المراة لتقول اننا نساء قادرات على العطاء ويجب ممارسة ابسط حقوقنا ” الخاصه”، في ظل شعب يتهمها بانها تطرفت عن دينها وكشفت عورتها. وكأن الملابس تحدد مبادىء الشريعة الاسلامية متجاهلين في الوقت ذاته مبدأ الاخلاق والايمان والعمل الصالح، ومع ذلك فان قطعة قماش البنطلون المشهورة تلك والتي اصبحت قضية راي عام السودان -وكانها دولة تفتقد للعديد من المشاكل- اصبحت قصة الموسم لديهم وهذا ما يذكرني بحذاء الطنبوري التالف حيث حاول صاحبه كثيرا التخلص منه من اجل ارتداء حذاء جديد في زمن العباسيين ولكن المحيط من حوله كانوا دائما يسعون لاعادته له وكان الحذاء اصبح جزء اساسي من حياته. وهذا ما نراه لدى الشعب السوداني حيث يحاول تكريس موضة زيهم بدلا من السعي نحو التنمية والتطور وتوسيع ثقافتهم.
نرى ان حال لبنى كحال العديد من النساء في الدول العربية، فالمرأة في غزة اصبح يفرض عليها إرتداء الحجاب من قبل حماس لمحاولة اقناع المجتمع المحلي والاقليمي والاجنبي انه حزب مرجعيته الدين الاسلامي لتصبح المرأة لديهم اداة من اجل تحقيق اجندتهم الخاصة دون الاخذ بعين الاعتبار ان الدين الاسلامي هو دين يسر وليس عسر، كما ان حماس لم تراع حقوق الاديان الاخرى مثل المسيحية لأنها لاتمتلك سوى مرآتها الخاصه بها.
لا ندعو في مناصرة المرأة الخروج عن ديننا الإسلامي لأن الدين في الأساس قد كرم المرأة ووجبّها وقدم الكثير من الحقوق لها ولكن المشكله الفئات التي باتت تحاول ربط الدين بمفاهيم غير صحيحه ضمن عادات تساهم في اضطهاد المرأة، وكأن العالم يستند في حياته على صراع بين المرأة والرجل فقط لا غير.
يحاول المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية والمراكز النسائية والشبكات العربية من كافة الدول العربية من خلال حمله تضامنية ردع القرارات الصارمة بحق الصحفية لبنى حسين لأن الحقوق الخاصه باتت وللأسف جزء من الحقوق العامة في حياتنا اليومية، فالكارثة الحقيقية أننا ورغم محاولاتنا نحو تحقيق التغيير، إلا أننا نعود إلى الوراء ولا نحقق إنجازات في ظل أصبحت فيه المرأة جزءً من صناع القرار وقد تقدمت في كافة مجالات الحياة الا ان الفكرة النمطية الثقافية ما زالت تُظلِم على واقع حرية المرأة.
أيها النساء والرجال “معاً” فأنتم سلاحنا لتحقيق هذا التغيير فالمرأة مكمله ومساوية للرجل، فأنتم على دراية بإستغلال المرأة على كافة الاصعده. لتعلو اصواتنا ولنوقف قرارات الحكومة السودانية بحق لبنى حسين ولنمنع ممارسة الاحزاب الدينية نحو إضطهاد المرأة وكأنها لعبة شطرنج.
لنحارب بقانوننا الدولي للمحافظة على الحقوق الخاصه للفرد، لان الوضع من سيء الى اسوأ حيث بات الفرد يدعو الى حماية حقوقه الخاصة بدلا من المطالبة بحقوقه العامة وهذا دليل على ان المرأة و الرجل باتوا مثل العبيد، فكيف لنا ان نعود الى زمن العبودية والديكتاتورية، وهذا ما تسعى اليه العديد من الفئات من اجل ايقاع شعوبنا في سبات عميق ومنعهم من التطور أو العيش في ظل الحضارة حتى نبقى أتباعاً لهم، فأين أنتم من ذلك؟؟؟.