الاستيطان ووهم السلام على طريقة الملوك؟!

بقلم/ د. رفعت سيد أحمد
في الوقت الذي لا يترك ملوك وحكام العرب، وبخاصة حكام مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد أن كتبها له اليهودي الأمريكي: توماس فريدمان، فرصة إلا وتحدثوا عن السلام والتطبيع والعلاقات الطيبة مع إسرائيل ورفع الأعلام الإسرائيلية حتى في مكة المكرمة إذا ما قبلت إسرائيل بإعطائهم الأراضي المحتلة بعد العام 1967، في هذا الوقت لا تترك إسرائيل فرصة للعدوان وإهانة هؤلاء الحكام والملوك إلا وابتهلتها، وتعمدت إذلالهم أمام العالم أجمع وأحدث وسائل إذلال حماة ودعاة ورعاة مبادرة السلام العربية السعودية، هو ما نشر عن التزايد المخيف لسرطان الاستيطان الإسرائيلي والذي يحول عملياً دون تحقيق السلام في أبسط معانيه، وأمامنا الآن أحدث وثيقة فلسطينية عن هذا الاستيطان تهديها لأصحاب مبادرة السلام السعودية ولكل دعاة التطبيع من خونة هذا العصر، والوثيقة صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والذي أصدرها أوائل شهر أغسطس 2009، وجاء فيها أن عدد المستعمرين في الضفة الغربية بلغ في نهاية عام 2008 أكثر من نصف مليون مستعمر.
وأوضح الجهاز في تقريره الإحصائي السنوي أن عدد المواقع الاستعمارية في الضفة الغربية في نهاية عام 2008 بلغ 440 موقعاً، منها 144 مستعمرة، و 96 بؤرة داخل حدود المستعمرات، 109 بؤر خارج حدود المستعمرات، و 43 موقعاً مصنفة على أنها مواقع أخرى، و 48 قاعدة عسكرية.
وأشار إلى أن محافظة القدس تعد أكثر المحافظات الفلسطينية من حيث وجود المستعمرات بها إذ يوجد بها حوالي 36 مستعمرة، ثم محافظتا رام الله والبيرة حيث يوجد فيهما 24 مستعمرة، وكان أقل عدد من المستعمرات في محافظة طولكرم بواقع ثلاث مستعمرات.
ولفت إلى أن نسبة المساحة التي يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها تشكل 38.3% من مجموع مساحة الضفة الغربية، وبين التقرير الإحصائي أن التقديرات تشير إلى أن عدد المستعمرين في الضفة الغربية بلغ في نهاية عام 2008 حوالي 500 ألف و670 مستعمراً مقارنة بـ 483 ألفاً و 453 مستعمراً في نهاية عام 2007 أي بنسبة نمو مقدارها 3.56% كما تشير البيانات إلى أن معظم المستعمرين يتركزون في محافظة القدس حيث بلغت حوالي 52% من مجموع المستعمرين في الضفة الغربية.
وبلغ عدد المستعمرات الحضرية في الضفة الغربية 45 مستعمرة منها 22 مستعمرة في محافظة القدس، ويمثل سكان المستعمرات الحضرية حوالي 88% من المجموع الكلي يتمركزون في محافظات القدس وقلقيلية وبيت لحم ورام الله والبيرة وسلفيت بينما لا توجد مستعمرات حضرية في محافظات جنين وطوباس وطولكرم وأريحا والأغوار، فيما بلغ عدد المستعمرات الريفية في الضفة الغربية 99 مستعمرة، معظمها تصنف مستعمرات جماعية.
هذه الوثيقة والحقائق المذهلة المتضمنة بداخلها تكفي وحدها لدفع رعاة ما يسمى بمبادرة السلام السعودية إلى أن يضعوا مبادرة سلامهم المزعوم في أقرب صفيحة قمامة، وأن يعودوا بشعوبهم إلى الخيار الصحيح والوحيد لإيقاف هذا السرطان الإسرائيلي، ألا وهو خيار المقاومة والجهاد، فهو وحده القادر ليس فحسب على حماية فلسطين بل ومكة والمدينة التي يخطط الصهاينة لتكون امتداداً طبيعياً لهم وفقاً لشعارهم الأثير: (من الفرات إلى النيل … ومن الأرز (لبنان) إلى النخيل (مكة) أرضك يا إسرائيل)! ترى هل يفقه حكام وملوك العرب دلالات هذا الشعار، والمآسي التي يتضمنها، أم أن على القلوب أقفالها!! وفي مقدمتها قفل (مبادرة اليهودي توماس فريدمان المسماة خطأ بمبادرة السلام السعودية!!.
 
E-mail: yafafr@hotmail.com
Exit mobile version