حسرة كلكاوية

منذ زمن ويستهويني أسلوب الكاتب جهاد نصره، وخاصةً “غربلته وكلكاوياته” (للاطلاع jehadnasra.blogspot.com)، حتى أنّه تنازل لي كلكاوياً تحت قرع الكؤوس عن كل مناصبه القيادية في الحزب محتفظاً بالمناصب الفخرية والأوسمة وجيران الحزب.
ولأنّ المزاج عكر والواقع لا يبشر بأي أمل، فقد تركنا الحبل على الغارب في الأحلام، وقلنا لا شفاء في زمن الحماقات غير اللجوء إلى الحزب وخمارة الجد وخصوصاً أنّ موسم التخفيضات على العرق البلدي قد بدأ استقبالاً لشهر صوم الأحزاب اللاكلكاوية.
وحتى لا تذهب بكم الظنون فسبب الكرب اليوم هو الحسرة لما قاله ذاك القادم من إحدى دول الكفر الأوربية والذي عاد إليها مجدداً نادباً حظ أولئك الكفرة الملاعين من أنّ جنات عدن لن تشملهم بسكنها المدخر عليه حصرياً لصالح المسلمين، ولا مكان لهم في أحضان الحوريات وبين أفخاذهن، ولن ينالهم شيء من نعومة الولدان المخلدين، وسيحرم أولئك النجسة من الألبان والعسل وهم الذين تعودا عليه في حياتهم، والمصيبة أنّهم يعرفون وينكرون، يخافون التصريح أو يخجلون أو أن الغشاوة مابرحت أعينهم وقلوبهم، فالقادم الميمون يصرّح بأنّ الأوربيين لا يشكّون أبداً في صدق وأمانة وإخلاص المسلمين ويشيدون بأخلاقهم الرفيعة، وبعدهم عن الممنوعات والجرائم والدعارة، وبراءتهم من التطرف والعدوان، ويذهلون من محاسنهم إلى آخر القائمة الطويلة من الأوصاف التي لم تصدر إلاّ في جرائد “بني عبس” وفضائيات “بني مرة” وإن كذبتها إذاعات “بني قريظة”.
وبعد تلك المحاضرة الميمونة وقبل أن تشتعل أركيلة التطنيش بعد “كرع” ما تيسر من العرق ورغم تدخين كل ما تيسّر من التبغ البلدي، وبعد رفض زائنا الكريم الاقتراح بأن يعود هو وأمثاله المنزعجون من فسق الكفرة ويعيشوا في بلدان الإيمان والأخلاق، وحينها سنسعى للحلول مكانهم بين أولئك الكفرة، كان لا بدّ من التوجه إلى مفتي الحزب وسؤاله عن حكم أولئك الذين يصدّرون لنا فسقهم وكفرهم من كهرباء واتصالات وانترنيت وصناعات مخلّة بقيم بداوتنا، ويعرضون لنا ما يكشف العورات ويبيح المحظورات، وينفثون لنا من سمومهم في أنماط الألبسة التي نافست الدشداشات والشراويل والبراقع، إلى الأفكار التي لوثت عقولنا من الحرية إلى الديمقراطية إلى التعليم والاختلاط، فما كان من مفتينا إلاّ أن تحوّل إلى عرق التين وطلب تحضير لائحة اتهام طويلة عريضة ترسل على الفور لحضرة المهدي لتعجلّ في قدومه بعد أن مهدت العلامات لظهوره الميمون قرب “بيدر القرباط” المجاور لخمارة الحزب.
م. محمد أحمد
17/8/2009
Stevano682002@yahoo.com

 

Exit mobile version