أرشيف - غير مصنف

البعض يحذر من سقوط أبرياء … المخابرات الأمريكية تستغل “فيس بوك” في محاربة القاعدة

تستغل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت مثل “فيس بوك” في جمع المعلومات ذات الصلة بإرهابيين معروفين في تنظيم القاعدة، أو حتى أبرياء تصادف وجودهم في المكان الخطأ والزمان الخطأ، وذلك لبناء ما يعرف بـ”بنك معلومات الشبكات الاجتماعية”، تغذى بهذه المعلومات برامج خاصة تقوم بتحليلها وتحديد الشخصيات الرئيسة والتنبؤ بالهجمات الإرهابية قبل وقوعها. وتلقى هذه التقنية معارضة شديدة لأنها تنتهك حقوق الإنسان وتعرض الأبرياء للخطر.
 
وقالت صحيفة “الإنديبندنت” البريطانية اليوم: إن هذه التقنية تم استخدامها بشكل مكثف ونشط في العراق وأفغانستان، حيث قبض على الآلاف الذين تم استجوابهم على خلفية معلومات وتحليلات قامت بها هذه التقنية.
 
ويرى العلماء أن فكرة البرنامج تتركز في تجميع كميات ضخمة من المعلومات، حتى لو بدت غامضة أو لا علاقة لها بالإرهاب، ليقوموا من خلالها بتغذية حاسبات مجهزة ببرامج تحلل المعلومات وتكتشف الروابط والصلات التي قد يغفل عنها العنصر البشري.
 
ويضاف إلى هذه المعلومات ما يتم الحصول عليه من المقابلات مع من يتم القبض عليهم، كما تقوم أجهزة الاستخبارات بتخزين كميات أخرى من معلومات الاتصالات التليفونية والبريد الإلكتروني، التي تعمل بنفس تقنية المراقبة، ففي الولايات المتحدة وحدها ينفق مئات الآلاف من الدولارات على تطوير تقنيات تخزين المعلومات.
 
تقول كاثلين كيرلي الأستاذة بجامعة كارنيجي ميلون في بتسبرج بولاية بنسلفانيا ”إن فيس بوك وقوقل ينشئان تقنية الشبكات الاجتماعية، وهي تقنية تساعد الأفراد على العثور على أشخاص يتحدثون إليهم، أو أصدقاء يعرفون معلومات عن شخص آخر، وتقوم برامج الحاسبات بتحليل حسابي تكتشف من خلاله تلك الشخصيات المركزية الهامة”. وتأمل ميلون في الاستفادة من الدعم العسكري الذي يتم إنفاقه، وهذا الكم الضخم من المعلومات في أبحاث تتعلق بشبكات العلاقات الاجتماعية. 
 
ويرى لورنس ولكرسون العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي “إن الأمر كله يعتمد على نظرية (الموزايك أو الفسيفساء)، فالقطعة الواحدة أو المعلومة قد لا تعني شيئاً لكن وضع القطع أو المعلومات بجوار بعضها البعض ينتج شكلاًً كاملاًً أو يكشف عن شبكة”.
 
ويقول دكتور إيان ماكلو الضابط بالجيش الأمريكي والمدرس بأكاديمية وست بوينت العسكرية في نيويورك “قبيل حدوث عمليات إرهابية، يحدث عادة تغير في شبكة العلاقات الاجتماعية بسبب وضع الخطة والإعداد وتوفير مصادر الدعم، وهذا التغيير يلاحظه من يراقب هذه الشبكات لفترات طويلة”.
 
من ناحية أخرى تلقى هذه التقنية انتقاداًً شديداًً، فالبعض يعتبرها مستهلكة للوقت ومضيعة لا تجدي، وقد تأتى بنتائج عكسية، كما يقول منتقدوها إنها تشكل انتهاكاًً شديداًً لحقوق الإنسان وإنها قد تؤدي للقبض على مئات وربما الآلاف الأبرياء بلا سبب إلا لأنهم أعضاء في هذه الشبكات الاجتماعية. 

زر الذهاب إلى الأعلى