غزال الشيخ شيخ

 

بقلم- عطا مناع

غلب حماري في فهم ما يدور حولي من خطاب وأداء وممارسة لا تحترم الحدود الدنيا من العقل البشري، ممارسات تختفي خلف أصابع يدها تدعي الفضيلة والتوحد مع الذات وربط الليل والنهار في خدمة الرعية من منطلق كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.

- Advertisement -spot_img

الراعي وحاشيته يعيشون في العسل والرعية تعيش على أمل دخول الجنة والتمتع بأنهر اللبن والعسل تعويضا عن الشقاء وقيام الليل وقهر النفس الأمارة بالسوء.

في بلاد الشيوخ والغزلان التي تتقن النبحاح ونهش العباد واستباحة البلاد والعيش على بقايا الموائد والانبطاح لرب النعمة، في هذه البلاد لا مجد في الأعالي ولا سلام على الأرض ولا مسرة في قلوب الناس المتعبة قهرا.

وفي بلاد الغزلان والشيوخ المتخمة التي تتعامل مع الشعب كخيل الحكومة بإشاعة الخراب الممنهج والعبث بمقدرات وثقافة البشر ومستقبلها تقف حائرا أمام هذه الحالة الهلامية التي يعجز أعتى الفلاسفة عن فك طلاسمها وحل معادلتها.

إن الواقع المر يفرض على الكاتب أحيانا الهروب باتجاه التجريد والإيحاء لكثرة ما نفخ في القربة المخزوقة، ولكن الإنسان يتمرد على ذاته وادعاءه الحكمة الكذابة ويتناغم مع النداء الذي في داخلة والذي يامرة بقول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، عفوا عدت إلى التجريد الذي يشكل حالة التفافية على الفكرة.

المأساة الكبرى في بلدنا أن تفرض علينا “لقمة العيش” الانحدار إلى أسفل السافلين، وان نبيع ضمائرنا على أو مفترق، وان يتحول الطالب والمعلم على سبيل المثال لعيون على بعضهما، وان يعتبر الانحراف الجنسي ثقافة، وان يعتبر ألحرامي محترم، والصحفي الذي يعتقد أنة يعرف من أين تؤكل الكتف …..شاطر…..وما أكثر الشطار في بلد يحتاج إلى الشطار.

والشطار في بلد الشطار يمتلكون قدرة فائقة على التغير، يتحول الدكتاتور في رمشه العين لديمقراطي….ويحاول أن يقنعنا بأنه ديمقراطي من المهد إلى اللحد، وما أن يفقد موقعة ينتقل من الموالاة إلى المعارضة………. يا سبحان الله.

هي اصول اللعبة التي تحتاج إلى غزلان وشيوخ، وجدلية الحالة المعقدة أوجدت واقعا اختلطت فيه الشيوخ بالغزلان، فأنت اليوم شيخ وغدا غزال، والشعب يدفع الثمن الأكبر لهذه اللعبة الوسخة التي حولت الابن عدوا لأبية وعينا على أًمة.

يحضرني الشاعر المصري الملتزم أحمد فؤاد نجم وقصيدته ….كلب الست…..التي تحكي قصة حدثت في مصر في الستينيات في الزمالك حيث كان قصر الست، والست هي الفنانة أم كلثوم التي كانت تملك كلب من نوع فوكس الذي عض العم إسماعيل الغلبان حيث سجن العم إسماعيل لمدة أسبوع.

يقول الشاعر احمد فؤاد نجم مخاطبا العم إسماعيل الغلبان…….

آنت فين والكلب فين….أنت قده يا اسماعين

طب دا كلب الست يا ابني….وأنت تطلع مين

يا سيدي يا اسماعين كلنا في الهواء سواء، وخاصة في زمن العض الذي نتعرض له من غزلان او كلاب الست أو البيه أو الشيخ الذي يتحفنا نهارا بخطبة الرنانة وينهش لحمنا ليلا.

 

 

اقرأ أيضاً
- Advertisment -spot_img

أحدث الأخبار

منوعات