في الذكرى الأربعين لإحراق الأقصى
لم يعد الصراع العربي الإسرائلي يخفى على أحد،فحتى الصبيان صاروا يعلمون وقائعه ودقائق مجرياته، ولم يعد أحد يجهل طبيعة النواة المحورية للطغمة العسكرية الصهيونية الحاكمة في تل ابيب.ولا أحد ينسى صورة اندفاع قوات الاحتلال الإسرائيلي صوب الشطر الشرقي من مدينة القدس في السابع من يونيو1967م،وهي تضع المسجد الأقصى المبارك في مقدمة اهدافها،ليقوم الجنود الإسرائيليون بتدنيس ساحاته في أولى لحظات احتلاله،ومنذ ذلك اليوم والمسجد الأقصى يواجه الانتهاكات الإسرائيليةالصارخة أمام مرى العالم بمنظماته وجمعياته ،انتهاكات ازدادت حدتها بإحراقه يوم 21 أغسطس 1969م وأتت النيران على أجزاء كبيرة من المسجد المبارك، في مقدكنها منبر: “صلاح الدين الأيوبي.“
اليوم ورغم مرور أربعة عقودعلى الواقعة فإن النزيف لا يزال مستمراحريق الأقصى مشتعلا،وقد شهدت السنون الأخيرة تصاعداخطيرا للانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والمساس بالمقدسات والسعي لتد ميرللحضارة العربية الاسلامية ،ومانجا أثناء الحرب على غزة ، ليس مستبعدا ضربه في ظل حكومة إسرائيلية أشد تطرفا من سابقاتها، ووسط تنامي الأطماع جماعات يهودية دينية متطرفة بحراسة قوات الاحتلال لبناء هيكل أسطوري – يسميه هؤلاء المتطرفون الصهاينة “الهيكل الثالث” – فالتطورات الأخيرة وتكثفت أعمال الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه القريب منه. لدليل قاطع على النوايا القذرة للصهاينة ،وهو ما يوحي أيضا بخطة لهمجية اسرائيل قريبة التنفيذ .
إن الصراع العربي الاسرائيلي منذ دخول الإسلام الى الفترة العثمانية ، فلانتداب البريطاني، متبوعا بوعد بلفور، ونكبة 1948م
مرورا بالعدوان الثلاثي على مصرثم نكسة 1967م، الى إجتياح لبنان 1982م وحصار بيروت، إلى غزو العراق واحتلاله ، والحرب على غزة ،هو صراع يسيره الصليبيون في واشطن ومكتبهم النشيط في تل ابيب،والهدف واحد في اعلى مستوياته،- محاربة الاسلام بضرب اهم نقاط قوته ،لاحظ وجه الشبه بين همجية الحرب على غزة وما وفع لعاصمة الرشيد، ثم قارن ما يجري في القدس من تهديدات وانتهاكات حرمة المسجد الأقصى ،وما يتعرض له مسقط رأس أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ،مدينة أور التي تغطيها رمال الصحراء جنوب العراق هذه الأيام من تهديد جراء الأنشطة الحالية لقوات الجيش الأمريكي هناك، إقامة سواتر، وحفر خنادق ،وجرف الأرض وإدخال آليات عسكرية ثقيلة و تواجد غير مشروع لقوات عسكرية في مواقع أثرية ، لقد أصيبت عالمة الآثار الألمانية – مارجريته -التي كانت تجري أبحاثا في منطقة المدينة الأثرية قبيل الغزو الأمريكي للعراق بتكليف من معهد الآثار الألماني بالذهول عندما شاهدت الصور المأخوذة بالأقمار الصناعية لمدينة أوروك القريبة من أور، ولا حظت الخراب الحاصل هناك، قائلة: “لقد أزالت الحفارات حيا بأكمله من الجزء الجنوبي الشرقي للمدينة”،
وعلى المستوى السياسي وللاجتماعي ،فإن الساحة الساحة العربية أزمات كبرى في كافة الأبعاد،وإ أعتبرناسقوط الاحتلال الأمريكي ، سيكولوجياً ، في ضوء التكتيكات الإستراتيجية للمقاومة العراقية ،وأنهزام المقاتل الاسرائيلي سيكولوجياً أما بسالة المقاومة في جنوب لبنان،وأصبح الجتدي الامريكي في العراق والاسرائيلي في فلسطين صورة مثيرة للسخرية،واعتبرناالمعادلة العسكرية محسومة لصالح المقاومة بفضل الصبر والإرادة و سلامة الحس الوطني ، فمن الواجب التنبه الى ان هذه الجوانب هي مسائل جزئية متفرعة عن الجوهر، ولا تخيف التلاحم الامريكو صهيوني،لأنها تبقى معزولة في ركن من الوطن العربي، ولن تجد دعما مادامت السياسات مختلفة ،إنما يخيفهم خروج الصراع من من منطقة الوطن العربي لتتوسع دائرة رقعته الى الساحة الإسلامية،
وخوفهم هذا هو الذي جعلهم يخلقون الارهاب ويحاربون الإسلام في ظ مكافحته وهو الذي دفعهم الى رفض التعامل مع حماس رغم فوزهاديمقراطياومحاربتهارغم جنوحها للسلم ،وهو الذي جعلهم يتحصنونخلفه ويوفرون أجواء نفسية لاستمرارفي التحرك والسرقة والنهب والسلب في العراق وينتظرون ما تنبت الأرض العربية من بقل وثماروقيامهم بتأجيج الصراعات السياسية الداخلية وبث الفتنة، وهكذا تواليك في مسلسل لاينتهي، وهم يسعون الى تحقيق الصورة المنشودة للخريطة الأمريكية المعدة لتقزيم الوطن العربي والعالم الإسلامي ووضعها في شكل دويلات وفيدراليات ،تحت عنوان شرق أوسط جديد
ومع الأسف الشديد فإن القادة العرب تعلموا ذلك الاسلوب،لا لمواجهة العدو ولكن لاحكام السيطرة على شعوبهم،فبدلا مناعداد العدة والتركيو على خدمة الأمة وتجنيد الوسائل في مصلحتها نجد الجهود تنصب على تقسير التنظيمات وتقسيم قوى المجتمع الى شرائح مجهرية يسهل محقها من الحاكم وقت ما شاء وكيفما اراد ،ولا يدري أن غرق السفيفة لايليق بقائدها.