سعدون شيحان
– كاتب سياسي عراقي
عادت من جديد بؤر الرعب تضرب انحاء العراق وعادت معه مشاهد الدماء تتصدر شاشة الفضائيات …واطلقت الايادي الخفية لتزهق ارواح الابرياء حيث عشرات من الضحايا مشهد مألوف يرعب كل المتابعين ..
في وقت حمل المالكي حقائبة واجندته وتوجه نحو سوريا البلد المجاور للعراق والذي استقرء على انه طي لصفحة الاتهامات الموجهة لسوريا بتجنيد المسلحين وامرارهم نحو العراق واشارة نحو حقبة جديده تكون افاق التواصل السياسي جوهرها واعادة احياء العلاقات الخارجية الاقليمية التي زعزعت نتيجة الاوضاع المتدهورة سابقا في العراق ولكن زيارة رئيس الوزراء التي ارادها تكليلا لنجاحه السياسي واستلامه الملف الامني بعيدا عن اسناد القوات المحتله انتهت بانباء غير ساره عندما صدم الجميع بحجم الخرق الامني عندما ضربت ستة انفجارات بغداد الحبيبة ووقع فيها ما يقرب من 400 ضحية من ابناء العراق الابرياء واعاد معه اسواء مشاهد التدهور الامني سيما وان التفجيرات حدثت لمباني حكومية حساسة ..
المالكي بعد توجهاته الاخيره التي دفعت به بعيدا عن المجلس الاعلى سياسيا وتحركه صوب اقامة تحالفات بعيدة عن حلفاء الامس كسب بعض النقاط الايجابية في الشارع العراقي اضافة لموقفة الايجابي من حادثة سرقة مصرف الكرادة عندما اشار بوضوح الى تورط رموز سياسيين وقفوا خلف هذة الحادثة الاجرامية وهدد بكشف تورطهم بعمليات تصفية سياسيه وفساد اداري ومالي ..
حلفاء المالكي اصبحوا يترقبون المشهد السياسي مع الحراك الحالي نحو استقطابات مسبقة للانتخابات البرلمانية …ووجدوا انهم بعيدين جدا عن المكاسب السابقه ..
لقد افلت المالكي ايضا وحاول التهرب من الطرح الامريكي الذي نقله جو بادين والمتضمن فتح صفحة حوار مع رموز المقاومة العراقية واصرار اوباما خلال زيارة المالكي لواشنطن على تفعيل المصالحة الوطنية ..
كل تلك الضغوط السياسية كان لها رد فعل طبيعي تمثل بوخزة امنيه ورسالة أليمة ولئيمه ابرزت بشاعة الوجوه السياسية وحقد المحتل وتهاونهم بمصير حياة المواطن العراقي …
المالكي اعلن قبل بضعت ايام استعداده الكشف عن المتورطين في قضايا اساءت للشعب العراقي وهم قادة احزاب واعظاء متنفذين في الحكومة ما رشح منهم عادل عبد المهدي واخرين بنفس القياس ..تصدى للاعلان تلك الرموز من خلال العمل تحت ستار الظلام وبصمت مرعب وتفوح معه رائحة الدماء البريئة في صباح الاربعاء الاسود..المفارقة في الموضوع ان الرئيس جلال الطالباني كأنه لا يسمع ولا يرى ما يدور والمخجل انه يستمر كالببغاء بترديد كلمة (الصدامين وفلول النظام السابق) كلما سمع اخبار تفجيرات …
رئيس الوزراء الان في محك خطير وهو بين خيارين لا ثالث لهم اما ان يستمر بكشف الفضائح والاوراق الخفية او التراجع وعندها عليه ان يحتمل صرخات الشارع العراقي مع ان الاستمرار بكشف الاوراق يتطلب منه مراجعة شامله لقيادات الاجهزة الامنية وحتى الستراتيجيه الامنيه ..
الساحة السياسية العراقية الان عبارة عن حلبة لصراع الثيران لا نستغرب ان نجد الدماء تسيل من الثور والمصارع فكل منهم يبحث عن نصر والبقاء على قيد الحياة ..
اننا مع رفضنا للاجندة التي انطلق منها دولة رئيس الوزراء والخاصة بالفكر الطائفي الا اننا للتاريخ نجده قد حاول الاصلاح السياسي ولكنه اتى متاخرا والسبب هو عدم وجود قرار شخصي لديه بالتخلي عن كل التركات الثقيلة ونزع قيود المجلس الاعلى للثورة الاسلاميه ..
القادم من الايام ينبىء برحيل الحصان الرابح الذي طالما راهن عليه بعض الكتل لاحداث تغيير في الشأن الداخلي والخارجي ولكن قرار الحسم الان بين خيارين اما رصاصة الرحمه للحصان المريض من فوهة جو بايدن او انسحاب الحصان من الحلبه السياسيه لانها اصبحت متعرجه وكثرة معها الحواجز التي لن تعينه لاستكلن تمنحهحواجز أن الداخلي والخارجينها اصبحت متعرجه ه المحتل ولكن قرار الحسم بين خيارين اما رصاصة الرحمه للحصان المريض من بنامال السباق للنهاية .