بدأ العام الدراسي الجديد الأحد في قطاع غزة قبل أسبوع من بدئه في الضفة الغربية وسط جدل حول إجراءات مديرية التعليم في الحكومة المقالة لفرض ارتداء الجلباب الذي وصفته بأنه (الزي الإسلامي الشرعي) على طالبات الثانوية وتأنيث المدارس.
ودعا مدير التربية والتعليم لغرب غزة في الحكومة المقالة محمود ابو حصيرة الطالبات لارتداء الزي الشرعي. وقال إننا نطالب جميع الطالبات بالتزام الزي الفضفاض، موضحا ان هناك قرارا من مديرية التعليم في غزة بتأنيث المدارس أي منع الرجال من مدرسين أو إداريين بالتواجد في مدارس البنات في جميع المراحل.
وأضاف أبو حصيرة: مجتمعنا مسلم والإسلام يفرض علينا التفريق بين الأخ وأخته بعد سن السابعة فما بالك في المدرسة نحن عملنا على هذا الأساس وتوفير بديل للمعلمين بمعلمات.
وعبرت الطالبة نور علوان (15 عاما) التي لا تضع غطاء على رأسها عن غضبها وقد اعتلت وجهها علامات الحزن، قائلة يمكن ان نتقبل كل شيء إلا الجلباب فهو يمحو آثار الطفولة ويظهرنا بأننا كبيرات في السن.
ورغم انها محجبة وترتدي ملابس طويلة واسعة، اعتبرت الطالبة سعاد ابو راضي (16 عاما) وهي في الصف الحادي عشر في القسم الأدبي، ان هذا القرار ليس لمصلحتنا فهو يعتبر تعديا على حريتنا الشخصية وسيؤثر على نفسيتنا. فلا يجوز تطبيقه، ملمحة إلى انها قد تفكر بترك المدرسة.
لكن الطالبة سمر (17 عاما) في الصف الثاني عشر وهي مسيحية فتبدو منصاعة للقرار قائلة انها لا تمانع في لبس الجلباب ووضع غطاء الرأس لان ذلك ضمن قرارات الدولة وعلينا احترامها ما دمنا نسكن داخل حدودها.
لكنها تعتبر قرار تأنيث المدارس ظالما لكل الطالبات ولم يأت لمصلحتنا فلا يوجد نص ديني يمنع تواجد المدرسين الذكور في مدارس البنات.
وكان طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة اعلن في بيان صحفي في وقت سابق ان حكومته قررت إعفاء الطلاب والطالبات من التقيد بالزي المدرسي وذلك تخفيفا على أولياء الأمور في ظل الحصار والظروف الاقتصادية الخانقة التي يمر بها شعبنا.
ووضع الأسبوع الماضي على مدخل المدارس الثانوية الخاصة بالإناث في غرب غزة ملصق موقع من إدارة المدرسة يفيد إعلان هام للطالبات بخصوص الزي المدرسي للعام الجديد 2009-2010 شروط الزي المدرسي جلباب كحلي فقط، الايشارب أبيض أو شيلة بيضاء وحذاء اسود او ابيض”. نرجو من جميع الطالبات الالتزام بالشروط المعلنة.
وتم إبلاغ الطالبات في مدرسة احمد شوقي صباح الأحد من قبل إدارة المدرسة ان من لم تلتزم بارتداء الزي الشرعي اعتبارا من الاثنين ستفصل من المدرسة حسب ما قالت الطالبة رمين العدرة (16 عاما).
ويرى مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة ان بدء العام الدراسي في غزة قبل الضفة الغربية باسبوع هو بدء للانقسام السياسي ينعكس على موضوع التعليم في الضفة وغزة.
وأكد ابو سعدة ان فرض هذه الأمور بالقوة على المواطنين سيكون له رد فعل سلبي اتجاه حماس واتجاه نظام الحكم في قطاع غزة.
ووصفت موجهة تعمل في التربية والتعليم في غزة رفضت ذكر اسمها فرض الزي الشرعي بانه قرار خاطئ. وأضافت انه اغتصاب للحريات الشخصية. فرض الجلباب هو تعد على الحقوق الإنسانية والحريات الشخصية.
وتابعت بتهكم نحن متخوفون من ان يفرضوا الجلباب على الطلاب (الذكور).
وقال وائل البلبيسي وهو نقيب المعلمين في قطاع غزة ان فرض الزي الشرعي إذا لم يكن نابعا من الداخل فهو غير مقبول لان الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، وإذا فرض فرضا فسيعمل ذلك دون قناعات.
وأضاف البلبيسي أنا ضد تعميم قرار تأنيث المدارس إذا كانت هناك مشكلة مع بعض المدرسين فليتم نقل الذين عليهم شبهات مع إبقاء باقي المدرسين واعتقد ان هناك صعوبة في إيجاد بديل للمدرسين الذين تم نقلهم وخصوصا في البداية.
ويبدأ العام الدراسي الجديد في الضفة الغربية في مطلع ايلول/ سبتمبر.