العراق اليوم .. هشيم يبحث عن عود ثقاب ؟؟؟

خالد القره غولي
كاتب وصحافي عراقي
من منا لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق اليوم من ممارسات لا تصل الي الإنسانية بشيء تقوم بها قوات   الاقليمية لعدد من دول المجاورة للعراق تجاه هذا الشعب وأي فعل تقوم به قوات الاحتلال يومياً في قصف التجمعات المدنية والمؤسسات الحكومية والدور والعمارات التي تضم الاطفال والنساء والشيوخ سواء اكانت تلك التجمعات لحضور حفلة عرس أم تجمع أناس في سوق شعبية او المساجد والجوامع . والأدهي من ذلك هو اصرار هذه القوات علي قصف البيوت التي يرتاب بوجو د ناس عزل فيها..
وشملت ذلك آلاف البيوت الآمنة، وشملت تلك التجاوزات قصف البساتين وتجريف الأراضي الزراعية والمحال التجارية واستهداف البني التحتية وتشريد العوائل من مساكنهم لذات السبب أعلاه ولم يرعوا الامريكان لتلك الجرائم التي فاقت التصور البشري.. وبما قاموا به من انتهاك لحرمة المساجد والبيوت والسجون والمعتقلات تجاه مواطنين ومواطنات اعتقلوا لأسباب غير معروفة بلغت تلك الاعداد بالآلاف منذ دخول القوات الامريكية الي العراق تلك الوسائل التدميرية طالت الجنوب والوسط والشمال ولم تقتصر تلك الاعتداءات علي حقوق الانسان العراقي بل تعدت ذلك الي قصف بيوت الله وآخر ما يحدث وباستمرار من قصف عشوائي علي جميع مدن العراق واستهداف المدنيين مجرد الشك علي عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه القوات هذه الاعمال بعد الاربعاء الدامي على عاصمة الصمود بغداد العروبة.. وان ديننا الاسلامي يدعو إلي الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر. وقتل النفس، حيث قال سبحانه وتعالي (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) انه امرنا بالوحدة. لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة. فما احلي التصافي والتصادق بين افراد الشعب. لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة. قلنا اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا. وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتي أصبحنا علي هذا الوضع السييء الذي لا يسر عدوا ولا صديقا. فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً. فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب، تحت رحمة الباري عز وجل والايمان بالتوحيد، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة واسلام واحد، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير علي الصغير ولا الغني علي الفقير ولا الابيض علي الاسود ولا طائفة علي اخري ولا مذهب ولا عرقية علي حساب الاخري (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فيجب ان نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم. ونحب بعضنا الاخر. وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة. ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم. ويجب علي من بأيديهم امور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا. بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية الي وحدة الشعب. وفي هذه الايام المباركة شهر رمضان المبارك ندعو افراد الشعب العراقي الي التمسك بالايمان والتوبه     لكي يعودا الي رشدهم الصحيح لان الاعمال الوحشية التي قامت بها قوات الجيش الامريكي والقوات الغازية التي دمرت كل البني التحتية والانسانية في ارض العباد بلاد الرافدين …
فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة الي الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسيء الي ديننا الحنيف . والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الابقاء علي وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات. وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الي تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد. فاننا حتماً سننتصر باذن الله مادمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة لكن القضية الاساسية التي يجب التركيز إليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الاطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ علي أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتي أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار.. وبعد الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم. فمن انعدام الامن الي غول البطالة المخيف الي الاعتقالات ودهم المنازل وقتل الاهل والولد الي تدمير البني التحتية للمدن العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الاسعار وتفشي الامراض. وان عراقنا اليوم هشيم يبحث عن عود ثقاب ….
 
Exit mobile version