أرشيف - غير مصنف

من حقي أن أحلم !


 من حقي أن أحلم !
 
استيقظت كعادتي في الصباح الباكر بعد ليلة هادئة فالسكون عندما أويت إلى فراشي كان يخيم على البلدة الهانئة بشكل منقطع النظير حيث أنني أسكن في منطقة أنعم الله عليها بخمس قاعات أفراح وعدة مدارس بأجراسها المتنوعة وطريق غير معبد هذا ناهيك عن غبار وروائح وبعوض وسيارات تجوب شوارع البلدة نهاراً تبيع بطيخاً أو تبحث عن أجهزة كهربائية أو نحاس وألمنيوم خربان للبيع , وفي الليل تحل محلها سيارات تبيع الطرب والعتابا والميجنا !! وتخلف وراءها زوابع وغبار فتحرمني من فتح نافذة في صيف يظهر أنه شديد الحرارة والجفاف , ناهيك عن البائع المتجول الذي يسعى في طلب الرزق والأخذ بالأسباب وهو ينادي “يالله بضايع بضايع”  وأخوة جاءوا يقصدوننا من جمعيات ومؤسسات للصم والبكم والعدل والحق ومساعدة الأيتام والمحتاجين وأبناء قد جابوا القرية يوزعون دعوات أفراح لا تتم إلا بحضورنا .
استيقظت من حلم قطعته عادتي في الاستيقاظ مبكراً وكان ليس مجرد حلم إنه الحلم الذي نحلم به جميعاً وأي حلم !!
في قرية وادعة على تلة في أكناف بيت المقدس رأيتني أنهض من فراشي على سماع زقزقة العصافير وأجلس في حديقة مليئة بالنباتات والزهور وقد انتشرت روائح طيبة ولامست وجهي نسائم عليلة أحسست معها بلذة الحياة وطعم الهناء ومعنى السعادة وقد منحني كل هذا النشاط والعزم لأخترق يومي بإحساس دافئ وطاقة لا تقدر وهمة وتفاؤل لا يمكن وصفها .
كل هذا لأن هذا اليوم كان يوماً مختلفاً فقد عزمنا فيه على اتخاذ قرارات تعيدنا إلى
طيب العيش بكرامة وسعادة وراحة بال تفضي بنا إلى سعادة ما بعدها سعادة !
فاتفقنا بالإجماع على أن نحرص على أن الدين المعاملة !
اتفقنا على السعي لإرجاع الحقوق والأمانات لأصحابها وعلى الصدق والعدل والحق والإخلاص والأمانة .
اتفقنا على التكافل والتراحم والتآخي والمحبة ونبذ الكراهية والضغينة والأحقاد
وعلى استئصال العنف والغدر والمكر والكذب والغش والخيانة والفساد والنميمة والمغيبة والسرقة والقائمة الطويلة …. اتفقنا !
اتفقنا على تحديد النقوط والمهور والمعايدة وفقدة رمضان والتكاليف والمصاريف والأجور وعلى الوليمة والوضيمة وعلى بيوت التهاني والليالي وبيوت الأجر والعزاء ووداع واستقبال الحجاج والمعتمرين !
اتفقنا على دراسة فكرة إقامة أعراس جماعية !
واتفقنا على خفض أصوات مكبرات الصوت في القاعات والاحتفالات وفي البيع والشراء في الشوارع والطرقات !
اتفقنا على عدم الإزعاج بعضنا لبعض ظهيرا وعلى تحديد الساعة القصوى للأفراح والمناسبات !
وعلى قطع الاحتفالات وإسكات مكبرات الصوت ولو كفاصل إعلامي في أوقات الصلاة والآذان !
اتفقنا على عدم استعمال المفرقعات الضوئية والصوتية في أفراحنا وبأثمانها ندعم إخواناً لنا طالتهم مفرقعات محرقة مدمرة قاتلة !
وعلى معسكرات العمل التطوعية لإعادة إعمار بلدتنا التي صارت بشوارعها ومنظوماتها ومؤسساتها خلف نطاق الحضارة والزمن اتفقنا !
اتفقنا على الاعتدال في كل جانب من جوانب حياتنا , في المأكل والمشرب والملبس والبذل والتقدير والتهاني والتبريكات .
واتفقنا على بذل كل ما نستطيع من أجل إعمار الإنسان وإصلاحه فحقاً أغلى ما نملك هو أنفسنا !
باختصار اتفقنا على صحوة , فصحوت من نومي فأدركت أنني ما كنت إلا أحلم فقلت ما حدا دخلوا فيي – من حقي أن أحلم !!
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى