دكتور ناجى صادق شراب
العلاقات ألأمريكية العربيةعلاقات طويله وممتده وتعود الى حقب بعيده ، ومرت بمراحل متعدده تراوحت ما بين القبول والرفض والتعاون والصدام ، ولقد كانت صورة الولايات المتحده تاريخيا اكثر قبولا لدى شعوب المنطقة ، وحمل المواطن العربى صورة ايجابية عن الولايات المتحده ،الا أن هذه الصورة انقلبت بشكل كبير لدرجة عدم القبول والكراهية للسياسة ألأمريكية نتيجة ألأخطاء العديده التى ارتكبتها السياسة ألأمريكية وخصوصا فى السنوات الثمان فى عهد حكم ادارة الرئيس بوش وسيطرة المحافظيين الجدد الذين ذهبوا بعيدا بالسياسة ألأمريكية فى المنطقة لدرجة التصادم والجمود فى العلاقات ،فقد ارتكبت الادارة ألأمريكية أخطاءا عديده الوقوف عندها ومعالجتها يعتبر من أهم التحديات التى تواجه ادارةالرئيس أوباما التى تسعى لاعادة الصدقية للسياسة ألأمريكية فى المنطقة والتصدى للملفات الحاسمه للعلاقات التى تحكم الولايات المتحده ودول لمنطقة، والتى يأتى فى سياقها الزيارات التى قام بها الرئيس ألأمريكى نفسه وخصوصا للقاهرة والزيارات العديده التى قام بها قادة دول المنطقة وكان آخرها الزيارة الهامة للرئيس المصرى محمد حسنى مبارك والتى جاءت بعد ست سنوات لتبين كم كانت العلاقات ألأمريكية العربية فى غير مسارها الصحيح . ولعل السؤال الملح هل ادارة الرئيس أوباما قادره على تصحيح ألأخطاء التى وقعت فيها السياسة ألأمريكية ؟ والاجابة تتطلب التعرف على هذه الأخطاء.وأول هذه ألأخطاء عدم الوضوح فى أولويات السياسة ألأمريكية فى المنطقة ، فكما هو ثابت فى السياسة ألأمريكية من ضمان بقاء وأمن اسرائيل وضمان تدفق النفط وبأسعار معقوله ودعم لأنظمة الحكم المعتدله ، وقعت السياسة ألمريكية فى خطأ ترتيب هذه ألأولويات وتداخلها مع أولوية محاربة الارهاب وملف السلام والملف النووى الايرانى والتواجد العسكرى فى العراق . هذا الغموض ادى الى تتضارب وتناقض فى السياسات ألأمريكية فى المنطقة ، وبالتالى عدم عقلانية قراراتها . وثانى هذه ألأخطاء عدم التوازن فى السياسة ألأمريكية ، وتأرجحها وتفاوتها من قضية الى أخرى ، وجاء ذلك على حساب أولوية من أولويات السياسة ألأمريكية ، وأحيانا كثيره على حساب مصالح وسياسات دول المنطقة .وعدم التوازن هذا افقد القرار ألأمريكى التوازن الذى وصل فى أحيان كثيرة الى التصادم مع قرارات دول المنطقة ، وثالث هذه ألأخطاء سؤ فهم مكانة ودور دول المنطقة ، وهذا الخطأ اتضح فى عدم فهم دور مصر الأقليمى مما انعكس فى برودة العلاقات بين الدولتين ، وفى عدم زيارة الرئيس محمد حستى مبارك لمدة ست سنوات ، فالولايات المتحده لم تقدر دور دول المنطقة ، وجنحت نحو التصنيف العام دول خير ودول شر ودول معنا ودول ضدنا ، وهذا سؤ تقدير واضح لدور الدول المؤثره فى المنطقة ، فلقد أثبتت أحداث المنطقة أن اسرائيل لم تستطيع ان تلعب نفس الدور الذى كانت تلعبه فى السابق ، أضف الى ذلك ظهور فواعل جديده فى المنطقة مثل حركة حماس وحزب الله وغيرها من الحركات وكل هذا كان يتطلب سياسة اكثر توازنا واكثر ادراكا لدور ومكانة الدول والتمييز بينها . اما الخطأ الرابع والتقليدى هو هذا الانحياز المطلق لاسرائيل حتى ولوجاء على حساب الضرر فى المصالح ألأمريكية فى المنطقة ، ولذلك كان من المهم التمييز بين الولايات المتحده كدولة كونية لها مصالحها المتميزه ، التى قد لا تأتى متطابقه مع المصالح ألأسرائيلية حتى لوكانت هناك علاقات تحالف بينهما ، ولا شك أن هذا الانحياز قد جاء على حساب ألأولويات ألأخرى فى المنطقة وخصوصا ملف السلام ، وفقدان السياسة ألأمريكية كل مصداقية وشفافية ، مما خلق فجوة من عدم الثقة فى كل سياساتها فى المنطقة وهذا احد العوامل التى تقف وراء الكراهية للسياسة ألأمريكية وخصوصا لدى شعوب المنطقة . وخامس ألأخطاء ولعله أبرزها عدم فهم الاسلام فهما حقيقيا وصحيحا وخصوصا بعد أحداث سبتمبر 2001وبداية محاربة ما يسمى بالارهاب الذى حصرته السياسة ألأمريكية فى كل ما هو مسلم ، ولذلك ربطت خطاءا بين الارهاب والاسلام كدين دون أن تميز بين القيم التى جاء بها الاسلام ن وبين شعوب هذا العالم والحركات المتشددة والتى هى أصلا غير مقبوله لدى شعوب المنطقة ذاتها ، وغير مقبوله من منظور الدين ألاسلامى الذى يقوم على التسامح ونبذ العنف والارهاب وقتل النفس البشرية بغير حق . والخطأ السادس احتكار دور الدولة الراعية الرئيس لعملية السلام دون ان تلتزم بدور الحياد والموضوعية ، وتبنى وجهة نظر اسرائيل والتركيز على ادارة الصراع دون حله ، مما ساهم فى اطالة امد الصراع ، وبروز ظاهرة العنف واتاح الفرصة لظهور الحركات الدينية الرافضه للسلام مع اسرائيل ، لأنه وفر المبرر لذلك ،ففشل السلام الذى تتحمل الولايات المتحده مسؤوليته ساهم واعطى المبرر لانتشار أفكار الرفض والمقاومة المسلحة . اما الخطأ السابع الذى وقعت فيه السياسة ألأمريكية وخصوصا فى سنوات حكم الرئيس بوش انتهاج سياسات الغطرسة والغرور والقوة الصلبة فى التعامل مع دول وشعوب المنطقة . والخطأ الثامن التفرقة بين انظمة الحكم فى المنطقة وشعوبها ، والتدخل فى توجيه سياسات دولها لدرجة اضعف من انظمة الحكم ووصفها بالتبعية ، وألأكثر من ذلك محاولة فرض أنظمةحكم معينه من خلال فرض النموذج ألألمريكى للديموقراطية ، وهذا يفسر لنا تراجع الاتجاهات الليبرالية وضعفها أمام الاتجاهات الدينية وحتى القومية .أما الخطأ التاسع عدم القدرة على فهم ثقافة وتقاليد وحضارة المنطقة هذا على الرغم من تعدد مراكز البحث والجامعات فيها فهذا الفهم جاء فوقى ومن الخارج وليس من الداخل ، فجاء فهما ناقصا مبتورا وغير حقيقى ـ ولذلك اقترن العربى بالتخلف والارهاب والعنف وهى توصيفات غير صحيحيه ، مما باعدت بين التعامل والتفاعل المجتمعى بين الشعب ألأمريكى وبقية شعوب دول المنطقة . وأخير سياسة الاستعلاء وتجاهل مصالح المنطقة ، والاعتماد على سياسة فرض وجهة النظر الواحده دون البحث عن الشراكة الحقيقة ، فظلت تنظر الى ساسة وشعوب المنطقة وكأنهم غير ناضجيين سياسيا ويحتاجون الى وصاية أمريكية .
العلاقات ألأمريكية العربيةعلاقات طويله وممتده وتعود الى حقب بعيده ، ومرت بمراحل متعدده تراوحت ما بين القبول والرفض والتعاون والصدام ، ولقد كانت صورة الولايات المتحده تاريخيا اكثر قبولا لدى شعوب المنطقة ، وحمل المواطن العربى صورة ايجابية عن الولايات المتحده ،الا أن هذه الصورة انقلبت بشكل كبير لدرجة عدم القبول والكراهية للسياسة ألأمريكية نتيجة ألأخطاء العديده التى ارتكبتها السياسة ألأمريكية وخصوصا فى السنوات الثمان فى عهد حكم ادارة الرئيس بوش وسيطرة المحافظيين الجدد الذين ذهبوا بعيدا بالسياسة ألأمريكية فى المنطقة لدرجة التصادم والجمود فى العلاقات ،فقد ارتكبت الادارة ألأمريكية أخطاءا عديده الوقوف عندها ومعالجتها يعتبر من أهم التحديات التى تواجه ادارةالرئيس أوباما التى تسعى لاعادة الصدقية للسياسة ألأمريكية فى المنطقة والتصدى للملفات الحاسمه للعلاقات التى تحكم الولايات المتحده ودول لمنطقة، والتى يأتى فى سياقها الزيارات التى قام بها الرئيس ألأمريكى نفسه وخصوصا للقاهرة والزيارات العديده التى قام بها قادة دول المنطقة وكان آخرها الزيارة الهامة للرئيس المصرى محمد حسنى مبارك والتى جاءت بعد ست سنوات لتبين كم كانت العلاقات ألأمريكية العربية فى غير مسارها الصحيح . ولعل السؤال الملح هل ادارة الرئيس أوباما قادره على تصحيح ألأخطاء التى وقعت فيها السياسة ألأمريكية ؟ والاجابة تتطلب التعرف على هذه الأخطاء.وأول هذه ألأخطاء عدم الوضوح فى أولويات السياسة ألأمريكية فى المنطقة ، فكما هو ثابت فى السياسة ألأمريكية من ضمان بقاء وأمن اسرائيل وضمان تدفق النفط وبأسعار معقوله ودعم لأنظمة الحكم المعتدله ، وقعت السياسة ألمريكية فى خطأ ترتيب هذه ألأولويات وتداخلها مع أولوية محاربة الارهاب وملف السلام والملف النووى الايرانى والتواجد العسكرى فى العراق . هذا الغموض ادى الى تتضارب وتناقض فى السياسات ألأمريكية فى المنطقة ، وبالتالى عدم عقلانية قراراتها . وثانى هذه ألأخطاء عدم التوازن فى السياسة ألأمريكية ، وتأرجحها وتفاوتها من قضية الى أخرى ، وجاء ذلك على حساب أولوية من أولويات السياسة ألأمريكية ، وأحيانا كثيره على حساب مصالح وسياسات دول المنطقة .وعدم التوازن هذا افقد القرار ألأمريكى التوازن الذى وصل فى أحيان كثيرة الى التصادم مع قرارات دول المنطقة ، وثالث هذه ألأخطاء سؤ فهم مكانة ودور دول المنطقة ، وهذا الخطأ اتضح فى عدم فهم دور مصر الأقليمى مما انعكس فى برودة العلاقات بين الدولتين ، وفى عدم زيارة الرئيس محمد حستى مبارك لمدة ست سنوات ، فالولايات المتحده لم تقدر دور دول المنطقة ، وجنحت نحو التصنيف العام دول خير ودول شر ودول معنا ودول ضدنا ، وهذا سؤ تقدير واضح لدور الدول المؤثره فى المنطقة ، فلقد أثبتت أحداث المنطقة أن اسرائيل لم تستطيع ان تلعب نفس الدور الذى كانت تلعبه فى السابق ، أضف الى ذلك ظهور فواعل جديده فى المنطقة مثل حركة حماس وحزب الله وغيرها من الحركات وكل هذا كان يتطلب سياسة اكثر توازنا واكثر ادراكا لدور ومكانة الدول والتمييز بينها . اما الخطأ الرابع والتقليدى هو هذا الانحياز المطلق لاسرائيل حتى ولوجاء على حساب الضرر فى المصالح ألأمريكية فى المنطقة ، ولذلك كان من المهم التمييز بين الولايات المتحده كدولة كونية لها مصالحها المتميزه ، التى قد لا تأتى متطابقه مع المصالح ألأسرائيلية حتى لوكانت هناك علاقات تحالف بينهما ، ولا شك أن هذا الانحياز قد جاء على حساب ألأولويات ألأخرى فى المنطقة وخصوصا ملف السلام ، وفقدان السياسة ألأمريكية كل مصداقية وشفافية ، مما خلق فجوة من عدم الثقة فى كل سياساتها فى المنطقة وهذا احد العوامل التى تقف وراء الكراهية للسياسة ألأمريكية وخصوصا لدى شعوب المنطقة . وخامس ألأخطاء ولعله أبرزها عدم فهم الاسلام فهما حقيقيا وصحيحا وخصوصا بعد أحداث سبتمبر 2001وبداية محاربة ما يسمى بالارهاب الذى حصرته السياسة ألأمريكية فى كل ما هو مسلم ، ولذلك ربطت خطاءا بين الارهاب والاسلام كدين دون أن تميز بين القيم التى جاء بها الاسلام ن وبين شعوب هذا العالم والحركات المتشددة والتى هى أصلا غير مقبوله لدى شعوب المنطقة ذاتها ، وغير مقبوله من منظور الدين ألاسلامى الذى يقوم على التسامح ونبذ العنف والارهاب وقتل النفس البشرية بغير حق . والخطأ السادس احتكار دور الدولة الراعية الرئيس لعملية السلام دون ان تلتزم بدور الحياد والموضوعية ، وتبنى وجهة نظر اسرائيل والتركيز على ادارة الصراع دون حله ، مما ساهم فى اطالة امد الصراع ، وبروز ظاهرة العنف واتاح الفرصة لظهور الحركات الدينية الرافضه للسلام مع اسرائيل ، لأنه وفر المبرر لذلك ،ففشل السلام الذى تتحمل الولايات المتحده مسؤوليته ساهم واعطى المبرر لانتشار أفكار الرفض والمقاومة المسلحة . اما الخطأ السابع الذى وقعت فيه السياسة ألأمريكية وخصوصا فى سنوات حكم الرئيس بوش انتهاج سياسات الغطرسة والغرور والقوة الصلبة فى التعامل مع دول وشعوب المنطقة . والخطأ الثامن التفرقة بين انظمة الحكم فى المنطقة وشعوبها ، والتدخل فى توجيه سياسات دولها لدرجة اضعف من انظمة الحكم ووصفها بالتبعية ، وألأكثر من ذلك محاولة فرض أنظمةحكم معينه من خلال فرض النموذج ألألمريكى للديموقراطية ، وهذا يفسر لنا تراجع الاتجاهات الليبرالية وضعفها أمام الاتجاهات الدينية وحتى القومية .أما الخطأ التاسع عدم القدرة على فهم ثقافة وتقاليد وحضارة المنطقة هذا على الرغم من تعدد مراكز البحث والجامعات فيها فهذا الفهم جاء فوقى ومن الخارج وليس من الداخل ، فجاء فهما ناقصا مبتورا وغير حقيقى ـ ولذلك اقترن العربى بالتخلف والارهاب والعنف وهى توصيفات غير صحيحيه ، مما باعدت بين التعامل والتفاعل المجتمعى بين الشعب ألأمريكى وبقية شعوب دول المنطقة . وأخير سياسة الاستعلاء وتجاهل مصالح المنطقة ، والاعتماد على سياسة فرض وجهة النظر الواحده دون البحث عن الشراكة الحقيقة ، فظلت تنظر الى ساسة وشعوب المنطقة وكأنهم غير ناضجيين سياسيا ويحتاجون الى وصاية أمريكية .
أكتفى بهذه ألأخطاء التى تشكل تحديا كبيرا أمام ادارة الرئيس ألأمريكى الذى بدأ خطوات ايجابية فى تصحيحها ويظهر ذلك فى القبول والترحيب بالرئيس أوباما للمنطقة ، وبقدر التصدى لهذه ألأخطاء بقدر استعادة الولايات المتحده لمصداقيتها وقبولها لدى شعوب المنطقة قبل حكامها .
دكتور ناجى صادق شراب /أستاذ العلوم السياسية /غزه
drnagish@hotmail.com