أرشيف - غير مصنف
عسكريون أمريكيون يتفقدون حدود مصر مع غزة
عاد وفد عسكري أمريكي لزيارة الحدود المصرية مع قطاع غزة مجددا مع صباح اليوم الثلاثاء لتفقد سير العمل في منظومة مكافحة ومراقبة عمليات حفر الأنفاق القائم العمل عليها بتعاون مصري أمريكي معلن لمنع حفر الأنفاق وكافة أشكال التهريب إلى القطاع المحاصر. وزيارة الوفد الأمريكي هي الثالثة من نوعها في غضون شهر، وقد تمت تحت حراسة أمنية مشددة عقب وصول الوفد إلى المنطقة الحدودية بطائرة أمريكية عن طريق مطار العريش.
وكشفت مصادر أمنية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات لـ”إسلام أون لاين. نت”، أن الوفد ضم اثنين من الخبراء العسكريين الأمريكيين التابعين لمكتب التعاون الأمريكي، وضابطا عسكريا أمريكيا ثالثا من أصل لبناني يدعى الرائد وليد نصر.
وقال مسئول أمني إن الزيارة “روتينية ولا تمثل أي قلق للجانب المصري, وتأتي في إطار المتابعة العادية للتعاون المصري الأمريكي المشترك لمكافحة ظاهرة انتشار الأنفاق من خلال منظومة تكنولوجية متطورة يمكن من خلالها الكشف عن الأنفاق ومراقبة نشاطها“.
وتفقد الوفد الأمريكي خلال هذه الزيارة مسار الخط الحدودي من ساحل البحر شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا, وعقد بعدها لقاء مغلقا مع مسئولين مصريين استمع خلاله إلى عرض مصري حول ما قامت به أجهزة الأمن من جهود لإحباط عمليات التهريب وهدم الأنفاق، بحسب مصادر مطلعة.
وجاءت زيارة الوفد الأمريكي بعد أيام قليلة من إعلان الشرطة المصرية مصادرتها لبضائع ضبطت في مستودع ضخم قرب الحدود, وكانت في طريقها إلى غزة قدرت قيمتها بما لا يقل عن 7 ملايين جنيه مصري, وهو ما اعتبر أقوى عملية من نوعها لضرب تجارة الأنفاق.
وتكثفت الزيارات الأمريكية للحدود مع غزة، والتي تأخذ طابعا عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا، منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في ديسمبر ويناير الماضيين، وهو ما يراه مراقبون إصرارا من القاهرة على إخلاء ذمتها من الانتقادات الإسرائيلية الموجهة لها بعدم بذل جهود كافية لوقف عمليات التهريب إلى غزة، خاصة السلاح.
وقالت مصادر أمنية مصرية ذات صلة لـ”إسلام أون لاين نت”, إن الأولوية في هذه المتابعات هي لـ”منع وصول السلاح إلى غزة بأي شكل من الأشكال”. وأوضحت هذه المصادر أن السلطات المصرية مهتمة بهذه القضية من خلال المنع الفعلي من ناحية, وإلقاء القبض على كل من يثبت تعامله مع صفقات الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر من مواطنين مصريين يقطنون على الجانب المصري من الحدود.
قصف إسرائيلي
وتزامنت الزيارة مع قصف الطيران الحربي الإسرائيلي للشريط الحدودي مع مصر اليوم، حيث استهدفت طائرات من طراز “إف 16” مناطق للأنفاق بمنطقة حي السلام برفح؛ مما أسفر عن استشهاد 3 أشقاء فلسطينيين وإصابة 9 آخرين بجروح.
وليس الأمريكيون فقط من يقومون بزيارة دورية للحدود مع غزة؛ حيث تقوم وفود أخرى من بعض دول أوروبية، على رأسها ألمانيا وفرنسا، بزيارات مماثلة وإن كانت على فترات متباعدة.
وكان وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أول من قام بزيارة معلنة إلى الحدود 10-1-2009 خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، تفقد خلالها معبر رفح، وعقد لقاء مغلقا مع محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة، ومسئولين أمنيين مصريين.
وأعقبت زيارة شتاينماير زيارات أخرى لسفراء أوروبيين بالقاهرة، منهم سفير فرنسا وإيطاليا والنرويج وهولندا، إضافة إلى ممثلين من بقية السفارات الأوروبية، وذلك بمراقبة من قائد القوات المتعددة الجنسيات في سيناء، باعتبار أن مهمة تلك القوات حفظ السلام على الحدود المصرية مع إسرائيل، بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979.
ووضعت مصر كاميرات مراقبة وأنظمة إنذار على طول 14 كم من الحدود مع غزة بالتعاون مع خبراء أمريكيين وفرنسيين وألمان، وذلك كبديل لمطلب إسرائيلي رفضته القاهرة يقضي بإرسال قوات دولية على الحدود للمشاركة في مراقبتها.
وكانت صحف إسرائيلية وغربية ذكرت في يناير الماضي أن وفدا يضم مهندسين مصريين توجه إلى الحدود الأمريكية- المكسيكية للتدرب على تقنيات الجيش الأمريكي لكشف وتدمير الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب المهاجرين والمخدرات. وجاء ذلك عقب اتفاق وقعته إسرائيل مع واشنطن يوم 16-1-2009 سمي اتفاق “ليفني –رايس”، ويقضي بتنسيق الجهود بين الجانبين لوقف تهريب السلاح إلى غزة.