– ماذا تريد؟
سألته جزعة وكانت تعتقد بأنّها تعرف كافّة الأجوبة التي يتقنها الرجال.
– أريد كلّ شيء. بقي نظره مثبّتاً في عينيها وقناة التقاء نهديهاً.
– ليلي أم نهاري؟
أدركت بأنّها غير قادرة على صدّه في تلك اللحظة العارمة. كان يتحرّق شوقاً لها.
– يومك وغدك وسأترك لك جزءاً من ذكريات الماضي قبل أن أصبح ماضيك.
– وهل أنت قادرٌ على ملء كلّ هذا الفراغ في حياة امرأة؟ هذه مسؤولية كبيرة يا فتى!
– أنا فتى؟! .. أنا الذي تمكن من الجنس اللطيف ولي معهنّ صولات وجولات لا تنتهي تناديني بالفتى؟
نظرت إليه متفحّصة وبدت معتدّة بنفسها أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
– إذن تجاربك كثيرة وتعرف أدقّ تفاصيل جسد المرأة وأقرب الطرق لروحها.
عندها غضّ الطرف وشعر بشيءٍ من الخجل، لكنّها استمرّت قائلة:
– أتعتقد بأنّ الرجل إذ أحبّ امرأة يلجأ للمفاخرة بأنّه تمكّن من إغواء الكثير غيرها؟ وهي الفتاة الدمية لا تملك أن ترفض عرضه السخيّ؟ ماذا إذا انقلبت على ظهرك بعد دقيقة من بدء لعبة الحبّ هذه يا شرقيّ! آه .. هل أخبرك عن شهرزاد وحكاياها المملّة مقارنة بقصصي ومغامراتي. لا تغضب يا عزيزي .. أرجوك! كلّ ما هناك أنّني أبذل قصارى جهدي لفهمك ومعرفة ما تريده بالضبط. قلت بأنّك تريد نهاري وغدي وجزءاً من ماضيّ .. أليس كذلك؟
– نعم. غمغم وبالكاد خرج صوته من جوفه ولاذ بالصمت مجدّداً.
– حسناً .. دعني أسألكَ: متى ينفجر جسد المرأة؟
أوه يا له من سؤال! كان في تلك اللحظة يرغب بطمر رأسه في التراب. هل ينفجر جسد المرأة؟ سأل نفسه متسائلاً: في أيّ عالمٍ أعيش يا تُرى؟ لم تعد لديه رغبة بالنظر إلى عينيها وهو الذي كان يأكل جسدها قبل قليل.
– هدنة! أرجوك يا نجوى؟
– لماذا الهدنة؟ هل نحن في ساحة معركة يا فتى؟
– لي اسم وأنت تعرفينه جيّداً!
– بل ما تزال مراهقاً بالرغم من سنيك الخمسة والعشرين!
– لقد هزمتِني .. أعترف بذلك.
– كنت أودّ أن أكون شريكتك ولم أكن أتوقّع بأنّ هذه العلاقة تراوح العراك والنزال. الحبّ لا يعرف فوزاً أو هزيمة. تعلّم معنى الحبّ أولاً قبل أن تطرق قلوب النساء.