وليد رباح
لا ادري ما الذي يريده المعتوهون في واتا (غير الحضاريه) .. هل يريدون ان يزداد عدد روادهم على الصفحات التي تدفع تكاليفها جهات ظلامية متخلفة .. أم يريدون الزراعة في يقيننا ان بريدهم قد وصل الى الالاف المؤلفة في وقت يعرف كل منا انهم يسطون على البريد من على صفحات الانترنت ويمطرون صاحبه بكم هائل من الكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني .. في وقت نرى ان صاحب تلك الصفحات المدعو ( العظم ) ولا ادري ان كان عظم الرقبة ام عظم الترقوة ام عظم القدم اليسرى ام اليمنى .. يكتب عن نفسه اكثر مما كتب المنفلوطي عن نفسه .. واكثر ما كتب الجاحظ عن البخلاء .. فهو مصاب بجنون العظمة الذي يدفعنا الى التقيؤ عندما نرى اسمه على صفحات بريدنا .. بحيث نمضي ردحا من الوقت نمسح تلك الايميلات التي تمهر وجوهنا النظيفة بالبثور والتي يقال انها تحوي ادبا وشعرا وترجمة ام غير ذلك .. أم يريدون اقناعنا بان كما هائلا من الكتاب قد استمرأ الكتابة على صفحاتهم في وقت يعرف الجميع ان أدوات التسجيل في تلك الصفحات يقوم بها فرد او افراد يزورون الاسماء والبريد الالكتروني لكي يقنعوا من هم على شاكلتهم أنهم وصلوا الى مستوى غوغل وياهو .. أملا في بيع مستقبلي مثلما فعلت مكتوب قبل ايام قليله .. مما يعني نصبا واحتيالا وايهاما ان صفحاتهم الالكترونية اشهر من خمر امرىء القيس ..
كم من مرة كتبنا لهم بان يقوموا بمسح بريدنا الالكتروني من صفحاتهم المزبلة .. ولكنهم يأبون ذلك بل ويتجاهلون الطلب فيزدادون في غيهم ويرسلون الينا ما لا نريده ونلفظه .. وكم من مرة قرأنا عن اناس مثلنا راعهم ان يقوم العظم بارسال ما هب ودب لهم بحيث يلهيهم عما هم فيه من ثقافة وفن وسياسة واخبار وشعر وما الى ذلك .. لكي يجبرهم العظم على قراءة ما لا يريدونه .. مع علمنا ويقيننا ان الكثيرين ممن تصلهم تلك الايميلات لا يفتحونها ولا يقرأون كلمة واحدة منها بل يرسلونها الى مزبلة الانترنت في بريدهم حتى لا يصابوا بالغثيان ..
واكثر ما يغيظ النفس ان ثلة من اولئك المعتوهين يدافعون وينافحون ويتهمون بحجة الوطنية والقومجية والثورجية والتقدمية والاسلاموجية وما الى ذلك مما لفظناه منذ زمان الهزيمة الاولى والثانية والثالثة والرابعة .. فغدت كلماتهم وشعاراتهم وكذبهم ودجلهم مموجا مثل الضراط على البلاط لا يترك في النفس اثرا ..
ورغم بعض الافكار الجادة التي تطرح احيانا في واتا غير الحضارية .. الا أن اولئك الكتاب يرخصون اقلامهم الى الحد الذي يمكن ان يبيعونها مقابل شهرة مزورة بحيث لا تتعدى القراءات الفعلية الحقيقية معشار ما يسعون اليه من انتشار .. ويتقبلون (شهرة ) واتا غير الحضارية على انها حقيقة لا مراء فيها .. وان كافة المواقع على الانترنت تغار من غير الحضارية تلك .. ولذا فان كتابا كثيرين يقعون في المحذور .. وينسى من يعملون في واتا ان الازعاج الذي تسببه لمن سرقت ايميلاتهم واجبارهم على تلقي بريدها .. هو نوع من تشويش الافكار على الكتاب الجادين وابعادهم عن رؤية الحقيقة التي تقول بان التزوير جزء مكمل لمواقع واتا المتعدده ..
ان المواقع الحضارية الحقيقية التي تأتينا عادة من الغرب الذي نصمه بالكافر حينا والمارق احيانا تؤكد عند استلام البريد انك ان اردت ان توقف تدفق البريد اليك فعليك ان تنقر على رابط يمكن ان يزيل بريدك من القائمة التي سرقوها ايضا .. او اشترتها شركة من شركة اخرى او زورتها مثلما تفعل واتا تماما .. اما واتا غير الحضارية .. فاننا لم نجد رابطا واحدا يقول لك ان اردت ان لا تشترك معنا فامسح بريدك الكترونيا دون الرجوع الينا .. وانما (يطنشون ) عن هذا الامر حتى تزداد اعداد الايميلات التي يسرقونها ولا يأبهون لمشاعر القراء والكتاب الذين يكتبون عندهم . والذين يتلقون عادة عشرات الايميلات يوميا لا يرغبون في تلقيها .. ضمن قوائم يجمعون فيها الايميلات ثم بنقرة واحدة يزعجون الالاف من الناس عن مهاجعهم او عن تفكيرهم الجدي .
نحن لسنا ضد واتا سواء كانت حضارية او متخلفة .. ولسنا ضد ان تتلقى الثقافة من الانترنت سواء كانت ثقافة جادة ام ثقافة هزلية .. فكل يقرأ ما يسر له ويرضاه .. ولسنا في مجال الحديث عن هذا الامر الا كوننا نعاني مما يرسلونه الينا .. فمنذ السطور الاولى التي ارسلت الينا قبل سنوات قليله .. لم نقرأ حرفا واحدا مما تكتبه واتا سوى الالم الذي نعانيه نتيجة تدفق البريد المسروق الينا .. ويقينا ان الكثير من امثالنا منزعجون لذلك .. ويكتبون في ذلك .. ويرسلون الرسالة تلو الاخرى لواتا ولكنها لا تأبه لذلك الكم الكبير الذي لا يريد بريدها وتعتبرهم اصفارا على شمال الكلمات .. وليصمنا كل من اراد بالتخلف لاننا لا نقرأ .. فمن الواجب احترام رغبة القارىء .. ولو كان الكاتب من الجهابذة وانتفع بكتابته فان فرض القراءة فرضا يصيبني بالغثيان .. ويدعوني الى عدم احترام الكاتب .. ولذا فاني اوجه الدعوة الى اولئك الكتاب الذين يسهرون الليل ويصلونه بالنهار في سبيل نتاجهم .. ان يتأكدوا ان فرض كتاباتهم من خلال واتا لا تجعلنا نفهم حرفا مما يكتبون حتى وان قرأنا ..
اللصوص في الاصل ينتجون ادبا رفيعا ان كانوا من صعاليك الزمن الذي مضى .. اما صعاليك هذا العصر .. ممن يظنون ان العالم كله يغار منهم لنجاحهم المزور .. يدفعوننا الى التقيؤ في كل مرة يردنا بريدهم الذي يحمل غثا ولا يفيدنا بشىء .. حتى وان افاد الاخرين فثقافة اولئك تتلاقى مع ثقافة النرجسية التي تعتمدها واتا في تلميع وجه العظم الذي اصبح جلدا على عظم نتيجة تصرفاته الرعناء .. وانا الى هذا الموضوع لعائدون .
wrabah@arabvoice.com
walidrabah9@gmail.com
www.arabvoice.com