أرشيف - غير مصنف
امريكا ..دولة تدعي الحضارة …؟؟
خالد القره غولي
كاتب وصحافي
عراقي غالباً مايشعرالمتخاذلون بالنشوة والغرور، لكنهم ينسون أو يتناسون أن لهم خصوماً هُزموا، قُتل بعضهم وشُرد البعض الآخر واعتقل وسجن الكثير منهم، لكنها أيام مايلبث أن يظهر لهم من هؤلاء عدوٌ جديد بل أعداءٌ وأبناء أعداء وأحفاد أعداء .. وقادة الاحتلال اظهروا للعالم بعد عام 2003 أنهم انتصروا أو هكذا يبدو علي ، وقال البعض منهم إن ماتحقق للشعب الامريكي في العراق ماكان ليتحقق لولا التضحيات العظيمة التي قدمها جيش الاحتلال في العراق .. صحيح، ومن هذه التضحيات عدد كبير من العلوج الّذين سقطوا بعد احداث عام 2003وقد طلب الرئيس الامريكي السابق من الحلفاء من العرب والاجانب ومن قادة دول الجوار اسناد جويٍ وبريٍ وبحريٍ وفضائيٍ وماليٍ ونفسيٍ واعلاميٍ أمريكي تام أن تتصدي للعراقيين النجباء !..
اليوم الذي إنتصر فيه القادة المجرمين وأدخلهم في قمة الانتشاء والهوس أنساهم أن أعداءً ينتظرون بفارغ الصبر أياماً أُخر، العراق أرض ٌ حرام بين جميع القوى التي احالت هذا البلد الى هشيم يبحث عن عود ثقاب وكل العراقيين .. والعراق أرضٌ حرام تملؤها الألغام والأسلاك الشائكة 0 ..
أكرر نحن معشر الصحافيون في العراق لاننصح بل نذكر، الأمريكيون سينسحبون مهزومين طبعاً، وطبعاً كي لايبقي لهم أي أثرٍ في العراق من زاخو الي الفاو ومن القائم الي المنذرية، ويطير معهم سقف الحماية الكاذب ..وكيف تتعامل القوي السياسية العراقية الحالية مع الاحداث العراقية واستغلال الفرص. ان فلسفة الثقه واليقين تشكل الاساس الذي ترتكز عليها ثقافات الشعوب وكذلك مابين افرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية وياتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتاسس علي احترام الذات واحترام الاخر والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة. والحديث هنا عن الشعوب والافراد في المجتمعات ذات الثقافات العريقة. بيد ان المجتمع الامريكي وبحكم تشكله المعروف يفتقد الثقة بغيره من الجماعات كما ان الامريكيين قد يشكون في نيات الاخرين الي الدرجة التي قد يفتح بعضهم النار علي الاخرين لمجرد الشك!! وتبرر القوانين الامريكية التي تسمح بحرية تداول وحيازة الاسلحة في المجتمع الامريكي اية جريمة تنجم عن مثل هذه التسهيلات بما يسمي (ثقافات السلاح في امريكا) وتحويلها الي موضع اخر اسمته (اختلافات الثقافات) بين امريكيين ومواطنين من شعوب اخري ويفسر القانون الامريكي قضية اطلاق النار وقتل الاخر بان القتيل ربما يكون جاهل باختلاف الثقافات وان القاتل الامريكي بحكم ثقافته كان (متحضر) مارس حق الدفاع عن النفس بحرية، في هذا الواقع الذي يعيشه المجتمع الامريكي تدعي امريكا بانها دولة القوانين والحريات وتدعوالي عولمة (الحياة) الامريكية علي العالم، في الوقت الذي تسود فيه الجرائم المجتمع الامريكي وان طريقة معالجتها في اطار القوانين الامريكية التي تستمد من منهج التفكير والسلوك السياسي الامريكي الذي يمارس اسلوب ابادة الشعوب عن طريق القتل والتجويع والحصار الشامل حتي الموت تحت شعارات (الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان)!! ومايفصح عنه تاريخ امريكا هوه عدم الثقة والشك بالاخرين الامر الذي يفسر تخلي امريكا عن اصدقائها اذا مادعت الضرورة اوالمصلحة الامريكية الي ذلك، ويمتد تاريخ العنف في الولايات المتحدة الي الفترة التي حلت في القارة الامريكية عناصر مختلفة الاصول والاعراق والثقافات هاجرت من اوروبا بصورة خاصة خروجا عن القانون اوهروبا من ملاحظات قضائية اوخوفا من حروب اهلية عمت بعض مناطق من اوروبا. اوطلبا للرزق والتفتيش عن فرص العمل اوبدافع المغامرة باكتشاف المجهول في تلك القارة البكر الخالية الا من سكانها الاصليين الهنود الحمر، فضلا عن دوافع المؤسسة الصهيونية التي انتقل مركزها من اوروبا الي امريكا حين سيطر الرودتشيلديون علي البنوك الامريكيه وبات يحضرون في الولايات المتحدة لحرب اهلية. اذا لم تلتزم الادارات الامريكية بتوجيهاتهم واوامر مؤسستهم وذلك عن طريق (اثارة العمال علي الرأسماليين والبروتستانت علي الكاثوليك والزنوج علي البيض، بين اصحاب مذهب العصمة وبين دعاة مذهب النشؤء والارتقاء ومن ثم يفرضون بلشفة القضايا لان اليهود لايهمهم مصير البلد الذي يقيمون به ويحتقرون روح القوميات التي يعيشون في ظلها وحين تاتي الفرصه سيعمدون علي ان يقتل المسيحيون وتنهب اموالهم وتحول الكنأس المسيحية الي صالات سينما واندية لليهود) كما يقول اليهودي برنارد لازار ان منطقة وول ستريت كما اعلن جونن هيلان بتاريخ 24 حزيران 1924 هوه مقر المشاريع والمؤامرات السياسية والمالية للسيطرة علي كل شيء ففي هذا الشارع لا يفوتنا اصحاب البنوك الدولية يضاعفون الذهب للقلة ويحركون قادة الاحزاب ويسمون المرشحين ي وظائف الدولة ويستغلون جيش الولايات المتحدة واسطولها لتحقيق اهدافهم ). فبعد ان انجزت المؤسسة الصهيونية مهمتها في اوروبا لاخضاع تلك القارة لنفوذها قامت بنقل اعمالها الي امريكا من اجل مرحلة انتقالية محسوبة بيد ان هذه المرحلة كما تبين مؤشراتها ستكون مرحلة تعريفها وكشف حقائقها وفضح نياتها السيئة حيال شعوب العالم علي ارض الواقع خلافا لمرحلة سابقة كانت تذرف فيها الدموع لان الغرب سيرمون بكيانهم المسخ الي اعماق البحر !! لقد كان هذا الخليط المتنوع والمتناقض العادات والتقاليد والمعتقدات والثقافات التي شكل المجتمع الامريكي كان مغامرا وتصادميا لا يحكمه قانون اوعرف استحوذ علي ثروات القارة الامريكية ونهب ارضها واغتصب مقدسات سكانها الاصليين الهنود الحمر الذين تعرضوا لابشع أبادة عنصرية عرفها التاريخ وعلي هذا الاساس فأن مسألة حقوق الانسان لاوجود لها في التاريخ الامريكي بحكم اكتشاف القارة ونهبها وقتل ابنائها وان هذا الارث الثقيل من العنف والاغتصاب فقد استقر اذن في قعر الذهنية الامريكية ليحتك بالتالي في سلوك عدوانه لايكترث بالنتائج اوالعواقب حتي وان كانت اسقاطاتها تترك فسيولوجية المجتمع الامريكي اثارا غائرة اوبالتضحية بالطرف الاخر علي حد سواء !! انها ثقافة الكاوبوي اللاحضارية المسكونة بالخوف والشك التي تفتح النار علي الاخر لمجرد الشك.. انها شريعة الغاب في دولة تدعي الحضارة!