أرشيف - غير مصنف

على أبواب السنة الدراسية الجديدة – عـدنا والعَــودُ ……….؟؟؟؟

 

 
على أبواب السنة الدراسية الجديدة – عـدنا والعَــودُ ……….؟؟؟؟
 
ما هي إلا أيام قليلة ويعود الأبناء فلذات الأكباد إلى المؤسسات التعليمية ويبدأ مشوار جديد من مشاوير العملية التعليمية – مرحلة جديدة ومحطة جديدة وانطلاقة جديدة – دخلت أفواج جديدة وودعت أفواج تخرجت وانتقلت إلى مراحل أعلى .
ينتظر الطالب لحظات دخوله للمدرسة (للمرحلة الجديدة ) بعدما قام بتحضير لوازمه الدراسية كل على طريقته وبحسب مقدرته ووضعه وما تبقى إلا انتظار المجهول وحزمة من التساؤلات في جعبته يريد أن يجد لها ردوداً وأجوبة تطفئ فضوله وتخفف من قلقه والغموض الذي يلف القادم الجديد!
وكذلك الآباء والأمهات يعيشون حالة من الحيرة والقلق على وضع الأبناء في مدارسهم ومواقعهم ومواضعهم لسنة أخرى قادمة جديدة مع ما يضاف إليه من تبعات وتكاليف ومصاريف لمتطلبات الأبناء .
والمعلم صاحب الرسالة الذي ينتظر دخول السنة من أوسع أبوابها ليبحث عن إجابات للعديد من التساؤلات التي تكتنفه ويريد إجابات شافية عليها لأنها تتمحور في نظم وظروف عمله وأداء دوره بشكل سليم ومقنع وعادل ومريح.
هذه هي أطراف المثلث الثلاثة التي تتجاذب وتتنافر في العملية التعليمية : الطالب , البيت والمدرسة , وليس عبثاً أن كان مثلثاً لأنه هو الشكل الوحيد الذي يتصل فيه جميع الأطراف بعضهم ببعض لأهمية العلاقة والتناغم والمشاركة وتحمل المسؤولية بين هذه الأطراف الثلاثة .
سنة قادمة جديدة على الأبواب ولكن في الحقيقة ما يميز كل سنة عن سابقتها هو الرقم التسلسلي وبعض التغييرات الطفيفة التي فرضت نفسها على أرض الروتين المعتاد , فمن معلم متقاعد إلى معلم جديد إلى تغييرات في توزيعات الحصص والوظائف والأدوار يحافظ فيها على المبنى والهيكل الأساسي والنظم المتكررة والتعليمات المعتادة !
لا ليس هناك ثورة ولا انقلاب أو نهضة ولا خطة خماسية أو عشارية , ربما تغيير في كتب أحد المواضيع الدراسية , وجدران الممرات والصفوف وثلاجة جديدة أو لوح جديد .
ومدارس تقليدية لا تتماشى وروح العصر والمستجدات والتطورات التكنولوجية بما يتضمنه من مناهج وأساليب وتحديث أو تغيير للمباني الإدارية والوظيفية وتصحيح وترشيد سبل التعيينات والأولويات ونبذ المحسوبيات وأفضليات للمتميزين وفتح مجالات التقاعد لتنشيط وتحديث الكوادر ومواد وطرق التدريس البديلة ومختبرات علمية وغرف تدريس تقنية واسعة ومريحة ومكيفة ومضاءة بشكل كاف وسليم وقاعات للحاسوب والفنون والإبداع والرياضة ومرافق صحية ومتطلبات الأمن والسلامة والمواد اللازمة من حبر وورق وأقلام وطباعة ومقاعد ومستلزمات أخرى في ظل الميزانيات الشحيحة التي تخصص للمؤسسات التعليمية وبالذات في الوسط العربي ونقبل بما يمنح لنا صاغرين ونتعامل مع هذا بمنطق الـ “على قد فراشك مد رجليك ” و” العب بالمقصقص تا يجيك الطيار” و ” عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة ” و ” ورائحة الجوز ولا عدمه “.
ومع كل هذا تدور الساقية كما في كل سنة , وتدور الساقية… وتدور وما بين كل دورة ودورة يزداد التعب والملل والإحباط والتذمر وحساب الأيام والمواد والصفحات والوظائف والمناسبات والفعاليات والجولات والرحلات والامتحانات والعلامات والشهادات والعطل المدرسية وهكذا دواليك حتى تقترب ساعة الصفر ويخرج الطلاب إلى العطلة تلو العطلة وما هي إلا أيام وتنتهي السنة الدراسية وفي حصيلة كل منا رقم تسلسلي جديد , هذا انتقل بعون الله إلى الرابع وذاك إلى السابع وتلك إلى التاسع وازداد رصيد التقاعد لجمهور أصحاب الرسالة سنة إضافية ودنو من خطوط النهاية وشعر قد خط فيه الشيب خطوطه بطباشير الزمن ومجموعة من الأمراض من الأنف والأذن والحنجرة إلى ضعف البصر والبصيرة والضغط والكولسترول والسكر والقلب والأعصاب .
وإنها لرسالة سوف لا يتوانى أحد عن حملها حتى آخر نفس ورمق وآخر دقة قلب أو حتى يحين التقاعد المبكر أو المتأخر والأولوية لمن يسبق ويحين أولاً .
والاختلاف لا يكون بين رسول وآخر إلا بماهية الرسالة ومفهومها ومضمونها وطريقة فهمها وحملها وأداءها وندعي أن الاختلاف لا يفسد للود قضية طالما أن الجميع في النهاية سواء ولا ميزة لأحد على أحد ولا رقيب ولا حساب !
وما بين سنة وسنة نطرب للنتائج والإحصائيات والتحصيلات ونتغاضى أو نتجاهل بل نتعامى عن الواقع المرير الذي وصلنا إليه في مجتمعاتنا من ازدياد في الجهل والتسيب والتسرب والعنف والانحلال والبطالة والضياع .
وما هي إلا سنة وأيام قليلة ويعود الأبناء فلذات الأكباد إلى مقاعد الدراسة من جديد وتعود الساقية لتلف وتدور .
 

 يوسف جمل

زر الذهاب إلى الأعلى