أرشيف - غير مصنف

فوضى اليمن تقوّي القاعدة في السعودية

تبدو محاولة اغتيال الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية وهو عضو بارز في الأسرة الحاكمة بداية تبني تنظيم القاعدة اسلوبا جديدا يستغل تدهور الاوضاع الامنية في اليمن المجاور. وفشل مهاجم انتحاري تظاهر بانه متشدد تائب في قتل الامير في مكتبه في جدة في أول هجوم على عضو في الاسرة الحاكمة منذ ان بدأ تنظيم القاعدة حملته الدموية في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم في عام 2003.
 
 
 
وقال كريستوفر بوسيك من مركز كارنيجي للشرق الاوسط “إذا نجحت (المحاولة) كانت ستمثل نصرا دعائيا هائلا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية… ولكنها ليست بنفس مستوى التعقيد الذي شوهد في هجمات متعددة ومنسقة”.
 
 
 
واندمج الجناحان السعودي واليمني للقاعدة في اوائل العام الحالي ليشكلا تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ونظما صفوفهما في اليمن بعد حملة نشطة لمكافحة الارهاب قادها الامير محمد اثرت إلى حد كبير على المتشددين في السعودية.
 
 
 
وأمير التنظيم هو ناصر الوحيشي وهو يمني ولكن التنظيم اختار كقائدين له سعوديين افرج عنهما من سجن خليج جوانتانامو وشاركا في برنامج لإعادة تأهيل المتشددين يشرف عليه الامير محمد.
 
 
 
ورغم استسلام احدهما للسلطات في وقت لاحق إلا أن الامر كان بمثابة انتكاسة للبرنامج الذي صاحبته دعاية كبيرة بالرغم من أن السعوديين يقولون إن نجاحات البرنامج تفوق ما يحدث من اخفاقات من آن لآخر.
 
 
 
وقال بوسيك ان برنامج إعادة التأهيل كان مجرد خطوة لاحقة لجهود صارمة يرجع لها الفضل في وقف حملة القاعدة عام 2006.
 
 
 
وأعلن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم على الامير محمد نجل وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي يرجح أن يكون ولي العهد القادم للمملكة وربما يكون خطوة أولى لاستعراض العضلات تعزز الكلمات الرنانة التي يطلقها التنظيم.
 
 
 
وقال جريجوري جونسن المحلل بجامعة برينستون “يسعى التنظيم الآن لتحقيق هدف التواجد الاقليمي الذي وضعه لنفسها” مضيفا أن حالة الهدوء التي استمرت شهورا لا تشير إلى حالة خمول من جانب تنظيم القاعدة بل تدعيم وتخطيط.
 
 
 
وفي وقت سابق من هذا الشهر اعلنت السلطات السعودية القبض على 44 متشددا وضبط متفجرات واجهزة تفجير وأسلحة.
 
 
 
وفي ابريل/ نيسان قالت السعودية انها رصدت 11 متشددا ومخابيء للاسلحة قرب الحدود مع اليمن.
 
 
 
ويخشى المسؤولون السعوديون ان يجد المتشددون ملاذا في مناطق شاسعة لا يسودها حكم القانون في اليمن الذي تواجه قواته الامنية تمردا قبليا في الشمال واضطرابات من دعاة الانفصال في الجنوب.
 
 
 
وقال بوسيك “لا يمكن التأكيد بعد بوجود صلة مباشرة بين اليمن والهجوم على الامير محمد ولكن المشاكل الامنية في اليمن ستؤثر على المنطقة.”
 
 
 
وتشارك واشنطن السعودية قلقها بشان اليمن وتشك في قدرة صنعاء على التعامل مع السجناء العائدين من جوانتانامو.
 
 
 
وقالت شاري فيلاروزا مستشارة وزارة الخارجية لمكافحة الارهاب امام مشاركين في مؤتمر في مركز كارنيجي في يوليو تموز “يقلقنا ان يصبح اليمن ملاذا امنا لتنظيم القاعدة. يتعاون اليمن مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز قدرات تطبيق القانون ولكن لا يزال هناك مجال كبير لحدوث تحسن”.
 
 
 
وذكرت أن الولايات المتحدة سعت لضمان الا يتحول اليمن إلى “أفغانستان اخرى” وأضافت ان عدم الاستقرار في اليمن يؤجج الفوضي في الصومال.
 
 
 
وتابعت “بعد افغانستان وباكستان نتحدث مباشرة عن الصومال واليمن كمصدري قلق كبيرين في جهود مكافحة الارهاب”.
 
 
 
وانضم اليمن إلى “الحرب ضد الارهاب” التي شنتها الولايات المتحدة الاميركية عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ولكنه استشعر حرجا عندما سربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) انباء هجوم صاروخي بطائرة بلا طيار قتل زعيما محليا للقاعدة على اراضيه في عام 2002 .
 
 
 
وصرح وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي الشهر الحالي بان موارد مكافحة الارهاب في اليمن محدودة وحث الولايات المتحدة على تقديم المزيد من المعلومات المخابراتية.
 
 
 
وفي السابق تعامل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع متشددين إسلاميين وبصفة خاصة العائدين من افغانستان في التسعينات ولكنه يواجه الآن جيلا جديدا من المقاتلين الشبان الاكثر تشددا والتعامل معهم اصعب.
 
 
 
ويتيح الفقر والفساد في اليمن مسقط راس والد زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن فرصا للقاعدة لتجنيد اعضاء من بين السكان البالغ تعدادهم 23 مليون نسمة ويقل عمر ثلثي السكان عن 24 عاما.
 
 
 
وقال دبلوماسي في صنعاء “لا تجد الرسالة الايديولوجية للقاعدة صدى يذكر هنا ولكن يمكن دفع الناس للتشدد نتيجة الشعور بالظلم”.
 
 
 
وهاجم متشددون سائحين وسفارات اجنبية واهدافا حكومية في السنوات الاخيرة مما اضر بالسياحة وجهود جذب استثمارات في بلد يعتمد على موارد نفطية متراجعة.
 
 
 
وكثيرا ما يتهم مسؤولون حكوميون يمنيون السفارات ووسائل الاعلام الغربية بالمبالغة في تصوير التهديد الامني ولكن محللين من بينهم جونسن يقولون انهم في حالة انكار.
 
 
 
وقال “الامر المثير للدهشة انهم يرفضون الاعتراف بان القاعدة مشكلة محلية وليست واردة من العراق او افغانستان او شيئا اوجده الاميركيون.
 
 
 
“في اليمن لم تشعر الحكومة قط بالتهديد الذي استشعرته الحكومة السعودية في عامي 2003 و2004.”

زر الذهاب إلى الأعلى