أرشيف - غير مصنف

ذهب أهل الدثور بالأجور

ما الذي كان يقلق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ماذا كانوا يحرصون وماذا كان شغلهم الشاغل وفي أي الأمور كانوا يتنافسون   ؟؟؟؟ مقارنة بما يقلقنا ونحرص عليه ويشغلنا جل ساعات يومنا ونتنافس فيه.

الحكيم الذي إذا ما كان سفره شاقاّ وطويلا يحمل معه مستلزمات سفره ويحضِّرها بدقة وربما يراجعها عدة مرات كي لا يتبين أنه غاب عن باله منها ولو الشيء البسيط وكل هذا يتعلق بالسفر ومدته والغاية منه .

عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؛ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. (رواه مسلم).

انظر كيف يهتم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحصيل الأجر والثواب والنجاة من السخط والعذاب وينظرون إلى ما يكسبه غيرهم من أجر للآخرة بكونهم أغنياء ولديهم ما يتصدقون به , وقارن مع ما يقلقنا في أيامنا في ما عند الأغنياء من حطام الدنيا الزائلة .

فنحن نبحث عن الغنى لنرقى في وسائل وطرق وأدوات وأنماط ومستويات معيشتنا لننعم في دنيانا وحياتنا الدنيا وقليل منا من يعمل ليكون غنياً ليتمكن من تحقيق الأجور ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

غريب أمرنا مع كل ما نحن فيه , نعرف حق المعرفة أننا لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعلينا ونسعى في طلب الرزق والأخذ بالأسباب للحياة الفانية ولا ندخر منه ليوم فيه ينقطع العمل ونجتهد كثيراً لما سنتركه خلفنا ونبذل القليل للسفر الذي نحتاج فيه إلى الكثير من الزاد حيث حساب ولا عمل .

 

وما الحياة بدون أمل وكيف يكون الأمل بدون العمل والجد والمثابرة والإخلاص والحرص على استغلال كل ما بوسعنا لاستثماره ليوم معلوم وبذل أنفسنا في طاعة الله ومرضاته ليوم لا يظلم فيه ربك أحدا .

 

   

زر الذهاب إلى الأعلى