أرشيف - غير مصنف

محللون سياسيون اميركيون: تحالف بيتي الحكيم والصدر قد ينتهي إلى نزاع على(وراثة) حزب الدعوة الأصلي

  تتوقع صحيفة الفايننشال تايمز الأميركية أن تحالف بيتي الحكيم والصدر، قد ينتهي إلى النزاع مع قيادة حزب الدعوة على (وراثة) هذا الحزب الذي أسسه محمد باقر الصدر، ومهدي الحكيم قبل 50 سنة. وتؤكد الصحيفة رأيها أن الشيعة فشلوا في التسامي على الفئوية، وأخفقوا في اعتناق المصالح الوطنية، منبهة إلى أن تحالفاتهم الجديدة، لن تحقق الغاية التي حققها تحالف سنة 2005 بين الشيعة والأكراد، والذي صممه عبد العزيز الحكيم.   
    وقالت الصحيفة إن موت السياسي الإسلامي الشيعي البارز الذي (صاغ) الأغلبية الحاكمة في العراق الآن، وتزامن ذلك مع (العملية الجراحية) لإعادة تشكيل القوى السياسية الشيعية في (تحالف جديد) يستثني رئيس الوزراء الحالي، قد أضاف طاقة جديدة الى القوى التي تحاول استعادة الحال الطبيعية في العراق، لكنّها طاقة ينقصها الكثير في رأي المحللين السياسيين.  
   وأوضحت الصحيفة في مقال افتتاحي تحت عنوان (الثورات الشيعية) قولها: إن (فراغاً خطراً) قد فُتح في قلب السياسة العراقية، فقط بمجرّد خروج القوات الأميركية من المدن، وبدء البلاد محاولة استعادة سيادتها. وعبد العزيز الحكيم، الزعيم السابق للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق، الذي توفي الأسبوع الماضي في طهران، احتل موقعاً فريداً. لقد كان (المعتمد الرئيس) في بغداد لكل من الولايات المتحدة وإيران، و(مستشاراً) في وقت واحد لكل من الرئيس الأميركي السابق بوش، والمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
    لقد تسلم قيادة المجلس من أخيه الأكبر الذي اغتالته القاعدة في سنة 2003–ويقال إيران بعد أن أعلن في آخر خطاب له تركيز اهتمامه على القضايا العراقية- في مذبحة أمام أحد أبواب ضريح الإمام علي ( ع ) في مدينة النجف، وهي العملية التي قادت ببطء الى الحرب الطائفية الأهلية التي شغلت بشكل كامل الميليشات التابعة للمجلس. وكان الحكيم (المصمم الرئيس) للتحالف الشيعي-الكردي الذي فاز في انتخابات سنة 2005، والذي بورك من قبل آية الله علي السيستاني، رجل الدين الشيعي الموقر في أوساط الأغلبية الشيعية. وكل ذلك أصبح الآن (متفككاً) بحسب تعبير الصحيفة.
    وشهد الأسبوع الماضي أيضا ظهور تحالف شيعي جديد (التحالف الوطني العراقي) المعارض لرئيس الوزراء نوري المالكي ولحزب الدعوة الذي يتزعمه. ويشكل محور هذا التحالف، المجلس الأعلى والتيار الصدري الذي يقوده (مقتدى الصدر) الذي يواصل دراساته اللاهوتية في إيران. وعلى مستوى واحد، فإن هناك نزاعاً على ميراث حزب الدعوة –الحزب الإسلامي الأصلي في العراق- الذي أسس قبل 50 سنة من قبل العائلتين الدينيتين البارزتين (الصدر) و(الحكيم).
   وتداعيات تشكيل التحالف الجديد، تؤكد مرة ثانية فشل السياسيين الشيعة في التسامي على الفئوية، وإخفاقهم في محاولة اعتناق المصالح الوطنية. ومع اقتراب الانتخابات العامة في كانون الثاني المقبل، فإن احتمالات اندلاع أعمال عنف يُفترض أن يشعلها التمرّد المسلح، والمواجهة المتوقعة بين إيران وبين الغرب، يمكن أن يشلا الحياة في العراق.
    وتقول الفايننشال تايمز إن الزعماء الشيعة لم ينجحوا في احتواء جميع العراقيين، بل ربطوا أفعالهم حيال ذلك بعملية سقوط صدام حسين. هناك ضعف بنائي في السياسة الشيعية. لقد مال الشيعة الى تعزيز الثروة وبناء المؤسسات وجعلها متمحورة حول الزعماء الدينيين، بدلاً من الهياكل السياسية، طبقاً لتعبير الصحيفة!.  
 

زر الذهاب إلى الأعلى