أحمد فوزي أبوبكر
أخافُ مِنَ التّلاشي في الحَواشي وما خَوْفي عَلى نَفْسي ولَكنْ
أرى أنّ الهَوامِشَ تَعْتَـريني على مَضَضٍ أعيشُ الْحَذْفَ ساكِنْ
صَمِتُّ لأنَّ صَخْبي ليسَ منّي وفي الغوغاءِ تُذْهَبُ بالمحاسنْ
على قلقٍ أرى السفهاءَ سادوا وسادَت لهجة الطَّرِبِ الْمُداهنْ
إذا نطقوا يصفّق في غباءٍ وَهُمْ كالصّدْأِ في أغلى المعادنْ
ألستَ ترى المعادنَ كيف تؤتى هوامشُها ويبقى اللبُّ صائنْ
ولو أنَّ الحِداءَ بحفلِ عرسٍ صدوقٌ قد تصيحُ به المآذنْ
فلا بفلانِ تزدانُ السّجايا وإنّ فلانَ نصّابٌ مُراءٍ
وإنّ فلانَ ليسَ لهُ صديقٌ ولولا المال والخيل الصوافنْ
ولولا مركبات النّارِ ,لولا خزائن ملكه ,لولا المفاتنْ
لما سالَ اللعابُ على رداءِِهْ ولا خضعت لسطوتهِ المدائنْ
إذا ما رُمْتَ معرفة البرايا تفكّر في قَراياهم وقارِنْ
رعاعٌ فوقَ أرصفةٍ تمادوا خيارُ القومِ في عتمِ المساكنْ
موائــدهم مزابـلهم مرايــا لفكر الجهلِ في وحلٍ وآسنْ
وإنّا لَنْ يُراوِدنا لِوانا وفينا الجاهلُ الجشعُ المهادِنْ
فإنْ حُيِّرتَ فاستفتِ الحشايا فقلبكَ خيرُ مشيخةٍ وكاهنْ
وَإنْ خُيِّرت فاذهب للحواشي هناك على الفقيرِ اعقد وراهنْ
وإن حُيِِّدْتَ لا تحزن عليها جناح بعوضةٍ هيَ في الموازِنْ
وإنْ هُمّشتَ أنتَ الأصلُ فيها ولو خَلُصَتْ لجبّارٍ وخائنْ
سالم