أرشيف - غير مصنف
بيريس {تعب} من الحرب.. وليبرمان {يمحو} القضية الفلسطينية من قاموس وزارته
فيما قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس انه تعب من الحرب وان الوقت حان للسلام، اعترف وزير خارجيته المتطرف افيغدور ليبرمان إنه يريد محو القضية الفلسطينية من قاموس وزارته. وقال ليبرمان في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت إن جولته الحالية في خمس دول أفريقية وجولته السابقة في عدد من دول أميركا الجنوبية غايتها «وضعت اتجاهات جديدة لعمل وزارة الخارجية» بعدما أصبحت «وزارة الخارجية وزارة للشؤون الفلسطينية وهذا أمر غير معقول».
لن يسود السلام
وكرر تصريحات سابقة قائلا «يهمنا إزالة الموضوع الفلسطيني عن جدول الأعمال بقدر ما نستطيع، وهذه أجندة سياسية بالأساس، وخلافا للآخرين فقد جئت إلى وزارة الخارجية حاملا أجندة منظمة، وقد رأيت نفاق المحللين (الإسرائيليين) واقرأ ما يكتبونه ولا أعرف إذا كان علي أن أضحك أم أبكي».
وأضاف «مرّ 16عاما منذ أوسلو لكن لا يوجد احتمال للتوصل إلى أي اتفاق شامل بإمكانه حل المشاكل بعد 16 عاما أخرى أيضا».
واعتبر ليبرمان أنه «في غزة انسحبنا حتى المليمتر الأخير ولم يحقق ذلك سلاما، وأعدنا حبة التراب الأخيرة في لبنان ولم يحقق ذلك السلام، وأحضرنا عرفات وعصابته من تونس إلى الضفة وهذا ايضا لم يحقق السلام. كذلك فإن فرضيتنا بأن حل الدولتين سيؤدي إلى نهاية الصراع ليست صحيحة وحتى لو انسحبنا الى حدود عام 1967 فإنه لن يسود السلام».
ورأى ليبرمان أنه «يحب الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة وعلى العملية السياسية كعملية حية لكن ينبغي أن نتعلم أيضا العيش من دون حل.. ويوجد في العالم عدد كبير من الصراعات التي لم تنته والجميع يعيش مع ذلك، وتعلموا العيش مع ذلك من دون عنف وإرهاب وإنهاء الصراع».
بيريس متفائل
من جهته، اعرب الرئيس الإسرائيلي عن تفاؤله بما يكفي حيال عملية السلام، رافضًا في هذا الإطار إعطاء الأهمية لإعلان إسرائيل عن تسريع الاستيطان. وأوضح: «أنا متفائل بما يكفي حيال السلام بفضل المقاربة البراغماتية التي تسود لدى الطرفين».
وفي كلمة خلال منتدى أمبروزيتي الذي يجمع شخصيات سياسية واقتصادية على ضفاف بحيرة كومو في شمال ايطاليا، قال بيريس: «تعبنا من الحرب، ونعتقد أن الوقت حان من أجل السلام، فعاطفيًا نحن بعيدون عن السلام، ولكن براغماتيًا نحن قريبون جدًا».
وأكد بيريس ثقته في إمكان عقد اجتماع بين المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين، قبل آواخر الجاري لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ أواخر 2008»، مؤكدًا أن بلاده «مصممة على السلام على أساس دولتين».
انزعاج أميركي
في غضون ذلك، اعربت الولايات المتحدة عن انزعاجها لقرار اسرائيل زيادة اعمال الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، ورأت ان هذه النشاطات تتناقض مع التزامات اسرائيل وفق خارطة الطريق.
وكرر بيان للبيت الابيض ما كان قد قاله الرئيس باراك اوباما في السابق من ان الولايات المتحدة «لاتقبل شرعية استمرار توسيع الاستيطان، ونحن نحض اسرائيل على وقفها».
وفي اشارة ضمنية الى ان اسرائيل تعتزم وضع بعض القيود على اعمال الاستيطان، قال البيان «نحن نثمن عزم اسرائيل على وضع القيود على نشاطات الاستيطان، وسوف نواصل مناقشة هذه المسألة مع الاسرائيليين خلال تحديد هذه القيود». وبعد ان أكد البيان التزام واشنطن القوي بأمن اسرائيل، اضاف «ونحن نعتقد ان افضل طريقة لتحقيق ذلك هو من خلال تحقيق سلام شامل في المنطقة، بما في ذلك الحل المبني على الدولتين، أي دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب وبسلام مع اسرائيل».
وكان مسؤولون اسرائيليون قد قالوا ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يعتزم اقرار بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات في الضفة الغربية قبل ان اتخاذ أي قرار بتحديد اعمال الاستيطان.
أمر غير مقبول
من جهته، اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس ان نية اسرائيل تسريع وتيرة بناء الوحدات السكنية في مستوطناتها قبل اي تجميد هو امر «غير مقبول».
وصرح عباس للصحافيين إثر محادثات اجراها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: «هذا غير مقبول. نريد تجميدا للاستيطان وايضا البدء بمفاوضات المرحلة النهائية».
وخلال اللقاء، شدد الرئيس الفرنسي بدوره على ان «وقف انشطة الاستيطان هو امر حاسم لافساح المجال امام استئناف عملية السلام، الامر الذي يطلبه المجتمع الدولي باسره»، وفق بيان للاليزيه.
وردا على سؤال حول احتمال لقائه بنيامين نتانياهو، قال عباس ان «هذا رهن بالخطوات، والتدابير التي ستسبق اللقاء في ما يتعلق بتجميد الاستيطان».
واضاف: «هل نتانياهو شريك ام لا؟ نعمل معه بصفته رئيسا لوزراء اسرائيل ونعمل مع اسرائيل بصفتها بلدا يريد السلام».