أرشيف - غير مصنف

جفرا يا عزيز وسط البلد …

بقلم : علي دراغمة
تطل جفرا من شرفة قديمة في شارع الامير “محمد” وسط عمان البلد ،عمر المكان من عمر الرحيل عن الديار واكثر، قال فيه الشاعر الامير سميح القاسم “ما زالت جفرا وستظل اجمل الصبايا في اجمل الاوطان وها حياتي وفي سبيلها يطيب الموت والحب “.
 
 تظهر على زاوية المكتبة داخل مقهى جفرا مخطوطة لنجم الوطن غسان كنفاني كتب عليها ” لرفاق لي في السجن اغني لرفاق لي في القبر اغني ولجفرا سأغني سأغني لجفرا سأغني” ويبدو ان اسم جفرا اخذ من هذا الينبوع الصافي .
 
 الحضور دائما لحنظلة الذي يضع معطف على جثة امراة قتلت بالرصاص في حروب او معارك اما في بيروت او عمان او القدس او بغداد ولا فرق لأنه الموت الفلسطيني الذي لا يخلو من تعليقات الحانق على الظلم حنظلة .
 
يتوسط المكان صورة الشاعر اللبناني ادونيس اخذت بجنون رسام مبدع يشاهدها الناظر من كل الزوايا كأنه يجري حديث مع حبيب الخبز والقهوة محمود درويش الذي يبدو بدوره يخاطب المطر او يجادل ادونيس او يقهر الموت بالبقاء بعد الرحيل كضوء القمر العائد في كل مساء من اطراف السماء ليضيئ سراج الوطن .
 
وهناك في الزاويه اليمنى صورة للاجئ فلسطيني مسن اخذت له بعد النكبة بأيام يضع يده على لحيتة المتعبة التي غزاها شيب الوقار والانتظار ويبدو عليه الندم والخذلان يخاطبة الشاعر تميم البرغوثي الحاضر بالصوت في كل الامسيات ومرددا “فالقدس من فالقدس الا انت “.
 
المشهد العام فوضى تعج بها الجداريات بين الشعراء والادباء وبين الفنانيين والادوات الفلكلورية التي  تضيف الى المكان جمال الزمن القديم الذي  يزخر بالتراث والاقوال  والكتب و دندنة عازف العود القادم من احد الارصفة يسمعه كل الناس ولا يعرفه احد .
 
عزيز ابن مخيم النصر ذو الحية السمراء يفخر بأن المكان عائلي ملتزم وان للزائرين ذوق متطابق لا احد يضايق الاخر رغم تنوع الناس والازدحام فالجميع منشغل في اخذ صورة للمكان الذي اعاد جفرا من ذاكرة الوطن .
 
عندما يشرد الذهن قليلا يعود مرغما لأنك يمكن ان تحرق بنار النرجيلة ويمكن ان تتعثر   نتيجة اصطدام بالنادل او يمكن ان لا تجلس ابدا لعدم وجود كرسي فارغ ولكن الاهم ان عينيك تكحلت بجفرا وهى ترتدي الثوب المطرز بألوان العلم ، وحادثت عزيز صاحب المكان وجلست مع قناص الصور صلاح ابو وهدان رفيق المكان والسهر.

زر الذهاب إلى الأعلى