صدرت ردود فعل غاضبة من قبل أمريكيين مسلمين وغيرهم إزاء احتجاج جوني بايبر، عمدة مدينة كلاركسفيل بولاية تينيسى الأمريكية، على إعادة إصدار طابع بريد عن عيدي الفطر والأضحى يحمل عبارة “عيد مبارك” باللغة العربية، داعيا إلى مقاطعته. وبعث بايبر الأسبوع الماضي برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى عدد من المسئولين الأمريكيين، يدعو فيها من أسماهم “الأمريكيين الوطنيين” إلى الاحتجاج على إعلان هيئة البريد الأمريكية إعادة إصدار طابع بريد عن عيدي الفطر والأضحى يحمل عبارة “عيد مبارك” باللغة العربية ومقاطعة شرائه، وصدر الطابع للمرة الأولى في عام 2001، وتم إعادة إصداره في الأعوام 2002 و2006 و2007 و2008.
ويحمّل بايبر في الرسالة المسلمين المسئولية عن سلسلة من الهجمات التي تعرضت لها أهداف أمريكية، مثل طائرة بان أمريكان التي سقطت على أسكتلندا، واتهمت ليبيا بالتورط فيها، إضافة إلى عدد من الهجمات الأخرى، مثل تفجير مركز التجارة العالمي في 1993، وهجمات 11 سبتمبر 2001 وغيرها.
وقال بايبر في الرسالة التي بعث بها إلى أعضاء مجلس المدينة والعديد من موظفي المدينة وأصدقائه: “إن استخدام هذا الطابع سوف يكون صفعة على وجه جميع الأمريكيين الذين ماتوا على أيدي هؤلاء الذين يكرمهم هذا الطابع”.
وفي أول رد فعل على تلك الرسالة قال أحمد جودة، رئيس المركز الإسلامي بمدينة كلاركسفيل لصحيفة ليف كرونيكل السبت 5-9-2009: “إن هذه الرسالة تعبر عن جهل صريح بحقيقة الإسلام (..) ضحكت عندما قرأتها، لكني شعرت بالأسى في ذات الوقت عندما وجدت أن هناك أناسا لا يزالون يفكرون بهذه الطريقة.. من الظلم إلقاء اللوم على المسلمين جميعا عن تصرفات لبعض العناصر المتطرفة”.
تماسك المجتمع
في نفس السياق، حذر كثير من الأمريكيين من مخاطر رسالة العمدة في الإساءة إلى المجتمع الإسلامي بأسره.
بيرت راندال، أستاذ الفلسفة في جامعة أوستن، أعرب عن حيرته من رسالة العمدة، قائلا إن مقاطعة الطابع هو عمل يرتكز على النمطية، مضيفا: “بدلا من ذلك ينبغي أن نحتفل باستخدامه كجزء مما يجعل أمريكا عظيمة”.
وأضاف: “في العام الماضي في نفس هذا الوقت كنت أنا والعمدة بايبر وعضوان آخران من مجلس المدينة من بين العشرات الذين تمت دعوتهم للمشاركة في احتفالات عيد الفطر”.
الأستاذ الأمريكي دعا جميع السياسيين وقادة المجتمع لتجنب القيام بأعمال من شأنها أن تضر تماسك المجتمع، قائلا: “ينبغي تشجيع الجميع على احترام أبناء الله، والعمل على الوحدة بدلا من الانقسامات التي تجعل أمريكا تختلف عن الدول الأخرى”، مشددا على أن الجميع لديه مسئولية خاصة فيما يتعلق بدقة وبحكمة اختيار كلماته.
بدوره، اتخذ عضو مجلس المدينة ديفيد ألين وجهة نظر مماثلة قائلا: “أنا أكره ذلك، لأنه يضع مدينتنا في موقف سيئ (…) إنه أمر جيد أن تكون وطنيا، ولكنه أمر سيئ أن تكون نمطيا”.
الحوار والتثقيف
من جانبه، أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”، أحد أكبر المنظمات الإسلامية الأمريكية، عن عزمه تقديم نسخة مترجمة من القرآن الكريم للعمدة لتعريفه بالإسلام، وذلك ضمن حملته لتوزيع 100 ألف نسخة من القرآن على القيادات الأمريكية.
وقال إبراهيم هوبر، مدير الاتصالات في كير، في بيان عن المجلس: “من الواضح أن العمدة بايبر لديه مفاهيم خاطئة عن الإسلام من الأفضل أن يتم معالجتها من خلال الحوار والتثقيف”.
وأضاف هوبر: “نحن نأمل أن يقبل العمدة وأعضاء مجلس المدينة نسخ القرآن بالروح التي يتم بها تقديم هذه النسخ، والموافقة على الالتقاء بمسئولين من المجتمع المسلم المحلي”.
كما دعت كير إلى حملة اتصالات بالعمدة تستنكر قيامه بإرسال هذه الرسالة المسيئة، محذرة من إمكانية تسببه في نشر صور نمطية سلبية عن المسلمين بين الأمريكيين العاديين.