أرشيف - غير مصنف

شاعر الكينونة الفلسطينية وذكرى الرحيل الأوّل

 د. صـالـح الشقباوي / الجزائر
 
الزنبقات السود في قلبي وفي شفتي اللهب
من أي غاب جئتني يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
وصافحت التشرد والصخب ..
هذه الكلمات لشاعرنا الراحل محمود درويش الذي حمل الوطن فوق اجنحة الكلمات وسار بها الى السماء والى مشارق الارض ومغاربها ، دار فيها وصنع من لحن اوتارها نغما ادخله الى عالم الخلود والبقاء والديمومة .
رحل محمود ولم ترحل اشعاره ..
ترجل فارس الكلام عن الكلام المنطوق ولكن كلام الروح لم يترجل بل ذهب فيه الى عالم البرزخين ..
فها نحن نحيي ذكرى رحيلك الاول عنا جسدا ، وندخل في عالم اللاشعور عالم الروح الابدية لنتعانق واياك غيمة سماوية كانت البارحة سوداوية .
إن الشاعر محمود درويش قدم للقضية الفلسطينية ما لم يقدمه أي منا صناع الكيانية والهوية ، وقد تجاوزهم جميعا فهم كانوا أسيادا للذوات الفانية لكن محمود كان سيدا للكلمة الخالدة ، فأي السيدين افضل ؟ وأي العالمين أنفع؟ الكلام عن الكلام أم صنع الكلام من الكلام ، إنها مفارقة يصوغها أصحاب الفخامة والريادة .

زر الذهاب إلى الأعلى