كيف ستقلب الميغ – 31 السورية قواعد اللعبة مع إسرائيل؟

 
شهد عام 2007 توقيع اتفاقية بين روسيا وسوريا تتضمن قسمين، اولاهما خاصة بتزويد سوريا بدفعة من المقاتلات العملياتية «ميغ – 29 ام». اما الاتفاقية الثانية، فقضت بتوريد المقاتلات الاعتراضية «ميغ – 31 اي». وتم تنفيذ الأولى فيما تعرضت صفقة «الميغ – 31» العتيدة إلى تعقيدات أدت إلى تأخير تسليم تلك المقاتلات الاعتراضية إلى سوريا، لكن يبدو أن الصفقة بصدد التنفيذ في الوقت الحالي، حيث سيتم تزويد سوريا بـ 8 طائرات تقدر تكلفتها بـ 400 – 500 مليون دولار. وقد باشر مصنع «سوكول» للطائرات في صيف عام 2007 بانجاز الاعمال التمهيدية. ونظرا الى ان تصنيع مقاتلات «ميغ – 31» قد توقف في عام 1994 فان قرارا اتخذ بسحب تلك الطائرات من احتياطي القوات الجوية الروسية والقيام بتطويرها. فوجه الطلب الخاص بتطوير مقاتلات «ميغ – 31» الى مصنع «سوكول» للطائرات الذي يقوم حاليا بتنفيذه. ويتزامن هذا القرار مع شراء إسرائيل لمقاتلات متطورة من الجيل الخامس من طراز «إف – 35» التي تمتلك قدرات محدودة على التخفي عن الرادارات الحديثة، وحيث إن سوريا تعتبر الدولة العربية الوحيدة في المواجهة مع إسرائيل، فإن مسألة التزود بطائرات «الميغ – 31» المصنفة من الجيل الرابع تعد أمرا حيويا وضروريا لضمان مواكبة التسلح على الجانب الإسرائيلي.
 
الميغ – 31 في سطور
دخلت الميغ – 31 الخدمة الفعلية في صفوف القوات الجوية لروسيا إبان العهد السوفيتي عام 1982 في أوج الصراع الأميركي – السوفيتي إبان الحرب الباردة؛ وكانت أحد الأسرار المثيرة للسوفييت ومصدر رعب وقلق للغرب وقتها؛ وأنتج من «الميغ – 31» نحو 500 طائرة بقي منها 386 فقط في سلاح الجو الروسي بعد التفكك، والبقية إما في التخزين و33 منها لدى جمهورية كازخستان؛ وتنوي سوريا كما أشرنا الحصول على 8 طائرات منها. وقد طورت «الميغ – 31» في الأساس كنموذج محدث للمقاتلة الأشهر «ميغ – 25» لكن تم استخدام معدن التيتانيوم بكثافة، وزودت بمقعدين مترادفين بدلا من واحد كما في الميغ – 25 وبمحركين متطورين من طراز توربوفان جبارين وبرادار ذي مسح إلكتروني متطور هو الأول الذي يتم اعتماده على طائرة مقاتلة في العالم.
 
مصدر قوة الميغ – 31
يعتبر رادار زاسلن ذو المسح الراداري المتواصل من دون صحن (دش) متحرك مصدر قوة هذه الطائرة العتيدة، حيث يصل مداه إلى 300 كلم إن لم يكن أكثر من ذلك، ويغطي زوايا عريضة من الكشف لدرجة أنه قادر على تمييز صاروخ جوال، وهو يطير ملاصقا لسطح الأرض، وزودت الميغ – 31 بصواريخ من نوع جو – جو متطورة بعيدة المدى (120كلم) من نوع إطلق – وانس هي المكافئ الروسي لصواريخ فينكس الأميركية التي كانت تحملها مقاتلة «إف – 14 تومكات» الشهيرة؛ وعزز ذلك الرادار بمجس يعمل بالأشعة تحت الحمراء يصل مداه إلى 200 كلم يقال إنه قادر على كشف الطائرات المتلصصة كالشبح الأميركية. كل هذه التجهيزات جعلت من الميغ – 31 إحدى أقوى طائرات الاعتراض الجوي في العالم. ليس هذا وحسب؛ بل زودت الميغ – 31 بنظام كمبيوتري ووصلة بيانات تعمل بالتناسق مع منظومة الدفاع الجوي الأرض جوية كبطاريات صواريخ سام بحيث يمكنها تمرير معلومات حيوية إليها للتعامل مع هدف جوي معادي ما كصاروخ جوال على سبيل المثال وإسقاطه.
 
موازين القوى مع إسرائيل
إن تزويد سوريا بمقاتلات ميغ – 31 العتيدة حتما سيخل بتوازن القوى مع إسرائيل، رغم أن التفوق يميل ناحية إسرائيل بسبب التفوق العددي والنوعي الذي حققته الآن، فمقاتلة الميغ – 31 يمكنها أن تضرب أهدافا جوية داخل العمق الإسرائيلي وهي فوق الأجواء السورية، ويمكنها الكشف عن تلك الأهداف بدقة متناهية بحيث يمكن أن تعمل كطائرة للإنذار المبكر لسوريا التي تفتقر إلى هذا النوع الحيوي من الطائرات، والتي تمتلك إسرائيل عددا منها، أما في مجال القتال الجوي القريب، فرغم تزويد الميغ – 31 بمدفع رشاش سداسي السبطانات إلا أنها لم تصمم لهذا النوع من القتال، وبالتالي تتركه للمقاتلات الميغ – 29 التي تجيده أكثر منها؛ ويبقى لسوريا أن تقوم بتغيير في منظومتها الجوية الدفاعية كي تعمل بالتوافق مع هذه المقاتلة الجوية المتطورة، وللعلم فإن 3 طائرات من طراز ميغ – 31 تحلق جنبا إلى جنب يمكنها أن تغطي سماء بريطانيا كلها.
Exit mobile version