أطلقت مجموعة من الشباب السعودي عبر أحد المواقع الالكترونية حملة للشكوى من سيطرة الوافدين على الوظائف والتمتع بامتيازات لا يحظى بها أبناء الوطن، الذين أصبحوا غرباء في بلدهم” وللمطالبة بعودة ملايين الوافدين إلى أوطانهم، رافعين شعارات وصفت ب”العنصرية” و أشبه ما تكون بشعارات “النازيين الجدد”.
محاربة التمييز… ضد المواطن”
وقد اتخذ منظمو حملة “السعودية للسعوديين … فقط!” http://www.ksaforsaudi.com/showthread.php?p=31135 ، من “السعودية مكتفية … ارجعوا إلى بلادكم!” شعارا لهم.
الحملة تسعى إلى “إرجاع الحقوق لأصحابها ورفع الظلم الواقع على المواطنين ومنع هدر الطاقات الشابة السعودية حيث يشكل الشباب 70% من عدد السكان (24 مليون، من بينهم 8 ملايين أجنبي، حسب البنك الدولي) حيث يعاني اغلبهم من البطالة ويتعرض لحرب نفسيه من قبل اللوبي الأجنبي”.
ويضيف المنظمون: “يتم استقدام أجانب بتخصصات غير نادرة وعماله غير ماهرة للعمل بالسعودية وفي وظائف يستطيع أغلب المواطنين القيام بها ويتم منح هؤلاء الأجانب رواتب عاليه جدا مقارنة برواتب السعوديين ممن يحمل نفس المؤهل!! مع امتيازات متعددة تشمل السكن والسيارة والتأمين الصحي وبدل التعليم وتذاكر سفر ولكل عائلته بينما يحرم المواطن السعودي من هذه الامتيازات”.
مطالب بالجملة
و تشدد المجموعة على أن “الحملة ليست عنصريه وتعلن ولائها لولاة أمر هذا البلد وتتقيد بضوابط الشريعة الإسلامية (مذهب أهل السنة والجماعة) و تدعو للإصلاح ولا تدعو للإفساد أو زعزعة الأمن. فهي حملة وطنية تسعى لمحاربة نفوذ الأجانب و محاربة الظلم ضد المواطن الذي يعاني من التمييز”.
ومن أهم الأهداف التي تسعى المجموعة إلى تحقيقها، المطالبة بتنفيذ قانون العمل السعودي الذي ينص على أن “العمل حق لأي مواطن و أن لا يتم استقدم أي عمالة أجنبية إلا في التخصصات النادرة” و على أن الشركات والقطاعات الأهلية ملزمة بتدريب وتأهيل المواطنين للعمل”. كما تطالب المجموعة “بوضع حد أدنى لأجور السعوديين على أن لا يقل عن 1500 ريال”، و أن “يتم منح السعوديين الامتيازات التي يحصل عليها الأجانب من راتب عالي وسكن وسيارة وتأمين صحي” و أن “يتم إغلاق أي جهة تقل نسبة السعوده فيها عن 50%” و أن “تقوم جهة مستقلة بالإشراف على ضبط العدد الفعلي للعاطلين في السعودية”.
“إحصائيات كاذبة”
ويحتوي الموقع على عدة أقسام، من ضمنها قسم يحتوي على مجموعة من التقارير والمقالات التي تكتب في الصحف المحلية والعالمية عن البطالة في السعودية.
و من بين التقارير، الإحصاء السنوي الأخير للمؤسسة العامة للتقاعد (2008) الذي يقول أن “14 ألف سعودي يعملون في دول الخليج … أغلبهم في الكويت”.
و من بين المقالات، مقال يتحدث عن عدد من خريجي الجامعات والكليات والمعاهد،عاطلين عن العمل، يهاجمون وزير العمل، الدكتور غازي القصيبي، والتي أورد فيها بأن معدل نسبة البطالة في المملكة تقلص من %11.2إلى % 9.8 “، واصفين هذه الإحصائيات بأنها “كاذبة ومجرد ذر للرماد في العيون”، و متهمين الوزير “باستخدام الوسائل الإعلامية للتغلب على قصور أداء وزارته”.
البنغال:” جينات خبيثة”
ويحتوي الموقع كذلك على قسم خاص بجرائم العمالة الوافدة، نالت فيه الجالية البنغالية نصيب الأسد. و هناك سرد لعينات من الجرائم أبطالها أفراد من الجالية البنغالية، منقولة من الصحافة المحلية التي لا تكاد تخلو يوما من ” الحوادث البشعة” و التي ” تثير و تغضب المجتمع السعودي”.
فهذا “بنغالي يغتصب جثة امرأة بعد نبش قبرها ” وآخر” يمارس الجنس مع فتاة مقطوعة الرأس ويقوم بتصويرها بأوضاع تدعو للاشمئزاز والغثيان”.
وهؤلاء “خمسة آسيويين من الجالية البنغالية يقدمون على هتك عرض فتاة في منطقة غير مأهولة بالسكان (…) و يقومون بتصويرها بكاميرا جوال ووضع الصور على الانترنت”.
و”بنغالي يوزع المخدرات والمسكرات على المنازل حسب الطلب”، و آخر “يهرب الخادمات من المنازل ويفتح بيت الدعارة لأبناء جلدته”، و “ستة عشر بنغالياً يشاركون في قتل مصري، حارس مستودع للكابلات النحاسية أغرت الجناة بقتل ضحيتهم” … والقائمة تطول.
أحد المواقع ألإلكترونية نشر “ملفا خاصا عن جرائم البنغال”، قائلا أن “بعض أفراد الجالية البنغالية، الذين يسعون إلى الفساد من غير رادع، أصبحوا يهددون أمن المجتمع وقيمه”.
وذهب أحد المعلقين إلى القول بأن “المشكلة تكمن في أن البنغال يحملون جينات خبيثة”.
“النازيون الجدد”
غير أن الحملة أثارت ردود فعل عنيفة في عدة صحف ومواقع الكترونية.
و من أبرز الانتقادات ما جاء في مقال في “الحياة” لزياد بن عبد الله الدريس الذي بين أن “هذه الحملة تنطلق بأهداف نبيلة (…) ولكن بشعارات عنصرية أشبه ما تكون بشعارات النازيين الجدد”، متسائلا: “هل يُعقل أن تظهر شعارات نازية في بلاد الحرمين.. الرحم الحنون؟”.
وينتهي الكاتب إلى القول: “أزيلوا هذا الشعار العنصري (السعودية للسعوديين فقط) من حملتكم. واجعلوا شعارها: السعودية للأكفاء فقط .. الأكفاء من السعوديين وغير السعوديين”.
وتعقب القارئة “نوال” قائلة: “إذا كانت بعض الجنسيات مضرة للوطن وغير مفيدة، فهذا لا يعني أن نعامل بوزرها بقية الجنسيات، فما ذنبهم لو كان البنغالي مروج أفلام إباحية أو يسرق كابلات أو الحبشي لو كان مروج خمور ودعارة أو اليمني مهرباً للسلاح أو الباكستاني لو كان مزوراً أو الأفارقة لو كانوا قتلة ولصوصاً ؟”.
أما محمد المختار الفال، فيصرخ في “الوطن”: “لا.. السعودية ليست لأهلها فقط!”، مشددا على أن “ندرة الوظائف ووجود بعض العاطلين من أبناء وبنات الوطن لا تعالج بكراهية الوافدين ومطالبتهم بالعودة إلى أوطانهم (لأننا نكرههم) بحجة استيلائهم على الوظائف، لأن معنى ذلك أننا نعالج الخطأ بالخطيئة”.
و توافقه القارئة “عزيزة”، قائلة: “السعودية للسعوديين فقط أمر غير مقبول، فالعمال الأجانب مهمون للاقتصاد لأنهم يعملون في كل الوظائف الدنيا التي لا يرغب بها أو لا يقدر عليها السعوديون لأسباب عملية أو اجتماعية، كما أنهم يسدون العجز والنقص في بعض التخصصات النادرة لدينا”.
ويتصدى لها “أمير” غاضبا: ” هذه النظرية قديمة ! مع ازدياد البطالة، كل شي تغير. السعوديون لديهم الاستعداد للعمل حتى سباكين!”.
http://www.saudiwave.com/index.php?option=com_content&view=article&id=2405:q-q-&catid=50:2008-12-02-08-52-24&Itemid=115