أرشيف - غير مصنف

أوباما….ما رأيك أن تُفصِلْ ونحنُ نلبِسْ…حتى لو ما يسُترُ عَورَتنا..!؟

بقلم : منذر ارشيد
استبشرنا خيراً بموقف الرئيس أبو مازن في مسألة ربما لا تكون ذات قيمة من الناحية الشكلية ,حيث لا تقدم ولا تؤخر بموضوع الحل النهائي للقضية الفلسطينية على اعتبار أننا نشهد كل فترة نوع من أنواع الحرد الذي أصبح آخر موضة والذي سرعان ما يبرد مع الايام
 
ولكن هذه المرة رأينا الرئيس أبو مازن وقد شرب حليب السباع وحزم أمره وتوكل على موقف عربي ربما يستند على الموقف الفلسطيني حتى يتوحد ولسان حالهم ( هل نكون فلسطينين أكثر من الفلسطينيين .!)
 
 
 
حسب ما كنا نعتقد   أن العرب لم يكن أمامهم إلا الدعم لا بل حتى التمترس خلف الموقف الفلسطيني الرافض للقاء نتنياهو…هذا على افتراض أنهم شربوا حليب السباع أيضاً ..أو أنهم ليعطوا التطبيع وقته وقيمته .!
 
أو لتبرير الخطوات المنوي اتخاذها فوراً بعد رضوخ الجانب الفلسطيني
 
إلا إذا صمدوا أمام الإصرار الفلسطيني بتنفيذ الشرط الذي يعتبره العرب أنه أقل ما يجب… ألا هو وقف الاستيطان
 
ولربما سيكون هذا الوقف أو المطلب إن صح التعبير ربما سيعادل عودة اللاجئين عند الطرف الصهيوني الذي رفع من سقوفه وجعل من الاستيطان مطلباً حيوياً (كالعودة والقدس )
 
ولهذا نرى التشدد الصهيوني حوله حتى إذا ما تم التنازل عنه سيصفق العالم كله وخاصة العرب لإسرائيل ومع ضجة التصفيق يتم العبور الصهيوني في أحشاء الوطن العربي ويهتف الجميع
 
( عاشت اسرائيل حرة يهودية )
 
وهل سجل الموقف الاسرائيلي الأخير نكسة لإدارة الأمريكية والتي بنت كل مخططاتها في مسالة الحل..!!
 
أي مراقب لا يحتاج للكثير من الذكاء ليكتشف أنها لعبة خداع مارستها أمريكا كالعادة على اعتبار أنها الشريك الأساسي لإسرائيل وأنها تأخذ مصالح إسرائيل في أولويات إعتباراتها وهو أمر ما عاد فيه أسرار لأنه بديهي ومنطقي
 
ورغم هذا ورغم الشعور الفلسطيني بالاجحاف الأمريكي إلا أن الجانب الصهيوني يوحي بشكل مسرحي أنه ما عاد مكترثاً بالشريك الأمريكي على الإطلاق حتى لو تسبب في ضرر كبير لمصالح أمريكا التي تلهث لإنهاء الصراع في المنطقة حتى تتفرغ لقضايا أكثر خطراً أو ضرراً على أمريكا بالتحديد …العراق أفغانستان إيران
 
الموقف الاسرائيلي المتصلب لا بل المبدأي والذي وقف نتنياهوا ليرسخه من جديد
 
يعطي دليلاً إضافياً على أن لا أمل لنا باسترجاع أي حق من حقوقنا عن طريق المفاوضات
 
أللهم إلا بما ستقدمه إسرائيل على اعتبار أنه تنازل , وما هو إلا عبء تريد التخلص منه كما حصل في غزة
 
أبو مازن قالها بكل وضوح ..قبل العيد ومع العيد( لن يكون هناك لقاء إلا بوقف الاستيطان )
 
موقف كرره أبو مازن وبأساليب مختلفة تصب في نوع من الكرامة والكبرياء وهذا شيء جميل “ولكن وقد ذهب أبو مازن مرغماً أخاك لا بطل وحسب ما تسرب من معلومات (ضغوط عربية هائلة ) .!
 
كسر أبو مازن هيبته التي كانت من الممكن ان تعطيه دفعاً قوياً على المستوى الشعبي رغم أنه ربما سيخسر الدعم الأمريكي ( مؤقتا ً)
 
ولا اعتقد أن أمريكا كانت ستقيم الدنيا وتقعدها على أبو مازن لو بقي مصراً على موقفه لأن موقفه مستنداً على مطلب أمريكي وعلى لسان أوباما نفسه
 
ولا ندري كيف يفكر ساستنا وهم المتمرسون في دهاليز السياسة كيف لا يستعملون الأوراق الرابحة ويستبدلونها في آخر لحظة بورقة خاسرة..!! والمسألة عض أصابع حتى ولو كان الاسرائيلييون متفوقون
 
لكان هذا سيفيده والمعني هنا أبو مازن ” سيفيده على المدى المنظور ولكنه اختار اختصار الوقت , ربما نتيجة فقدان الأمل بمعنى
 
 (ما في شيء يخسره ) طيب حتى في مسألة الخسارة
 
 ألم يكن افضل لو استمر بالحرد ..!!
 
ولكن هل باختصار الوقت وكسر هيبته بالتراجع جدوى..!
 
وحتى لو أن أمريكا تفهمت الموقف الفلسطيني الحردان
 
وربما يسأل سائل ”هل هذا سيجبرأمريكا أن تتعاطى معنا في إطار مصالحنا الوطنية ..!
 
طبعاً ..لا , وما دمنا نتحدث سياسة ..لا , ولكن تقام الحجة على أمريكا وبشكل سيشهده العالم
 
أمريكا تلعب لعبة المصالح الاسرائيلية بشكل واضح لا لبس فيه
 
وأبو مازن والقيادة الفلسطينية تدرك ذلك تماماً 
 
والمصالح أصبحت في حكم المؤكد ونحن نرى اللهاث العربي وراء أمريكا للضغط على الجانب الفلسطيني للتخلي عن أي موقف متصلب يؤخر التوصل إلى حل يمكنهم من تنفيذ رغبة أمريكا بفتح الاسواق والاجواء العربية للغول الصهيوني ( تطبيع )
 
هل كان لتنازل أبو مازن عن قراره أي تأثير عند أوباما على اعتبار أنه نزولاً عند رغبته قام أبو مازن بهذه الخطوة كرمال عيون أوباما الذي طلب منه أن لا يخذله ويعطيه هذه الفرصة ليستطيع أن يتصرف بأكثر قوة مع الجانب الإسرائيلي ..وهل سيعتبر هذا لأبو مازن بمثابة دين في رقبته ..أو جميل صنعه له ليرده إليه بأجمل منه ..!؟
 
ربما ..! رغم معرفتنا أن السياسة لا تعرف العواطف على الإطلاق “وكما أن الطائية العربية لم تنتقل عدواها لأصحاب القرار الامريكي .
 
 
 
وهل هناك ما يمنع أمريكا أو ما يُخجلها من أن تعلن موقفها بكل صراحة.!
 
كيف لا وقد قالها أوباما بكل صفاقة ( على الفلسطينيين وقف التحريض )
 
أي تحريض هذا يا روح ماما..! وكل أوراق المقاومة تم إسقاطها على خارطة الطريق وجئناك بخفي حنين يا أوباما..!!؟
 
أي تحريض يا زعيم الدولة الارهابية وقد غرقت بلادك بالتحريض على القتل والعنف في كل مناطق العالم ..!
 
أي تحريض يمارسه الفلسطينييون والاعلام الفلسطيني لا يبث سوى
 
( بوس الواوا) والحفلات الراقصة حتى في ليلة القدر ” وقد ألغى من برامجه حتى الاناشيد الوطنية ..!!
 
ورغم كل هذا فما تسرب من خلال تصريحات الاخ أبو مازن كانت جيدة جداً وتوحي بالتمسك بالثوابت التي تؤكد على إنهاء الاستيطان و الدولة على حدود حزيران والقدس واللاجئين وهذا ممتاز جداً ونتمنى أن يبقى صامداً عليها كما صمد الشهيد ياسر عرفات .
 
أعتقد أن أمريكا قبل إسرائيل تريدنا أن نزحف على بطوننا ونقدم ما تبقى لنا من كرامة على طبق من ذهب
 
بهذا نكون في نظر أمريكا شعب يستحق الحياة
 
 وتبدأ المفاوضات على قاعدة ..((الحياة مفاوضات)) ولكن هذه المرة حتماً بدون كرامة إلا في حالة واحدة فقط سناتي على ذكرها لاحقاً
 
فهل هذا هو نهاية الطموح الوطني لشعب يريد إسترجاع ما أغتصب من حقوقه ..!!
 
الشعب الفلسطيني بات ليس في حيرة فقط , لأن الحيرة بلغت نهايتها
 
الشعب الفلسطيني ما عاد يعبأ بمن يذهب من البيت الأبيض ومن يجيئ
 
وبات من المؤكد لديه   أن أمريكا سياسة مرسومة وليس إرتجالاً لزعيم نحلم به نحن الفلسطينييون ليحقق أهدافنا أوليغيرلنا وجه العالم” ولم يعد إلا أن يخرجنا من الظلمات إلى النور والعياذ بالله ..!!
 
حصل اللقاء وانتهى الأمر وسجل أبو ما زن موقفاً واضحاً وفي داخل العرين الصهيوأمريكي وقال كلمته التي أكد فيها من جديد تمسكه بالحل المشرف ضمن دولة مستقلة وعاصمتها القدس وانتهى
 
هل ستستجيب أمريكا لنداء الضمير والعدل وتفرض حلاً مقبولاً لنا ..!
 
وكيف .. ومتى ولماذا ..!!
 
وما هي مصلحة امريكا بأن تكسر شوكة إسرائيل وتعيدها إلى نصف حقيقتها وتعيد لنا نصف حقوقنا..!!
 
ونحن نعلم أن خطة أوباما سترضي اسرائيل فقط “وسمعنا بالأمس ميتشل يقول (العودة للمفاوضات بلا شروط مسبقة)
 
وكلنا يعلم أن أصحاب الشروط نحن” ومن حقنا أن نضع الشروط لأن الشروط هي جزء من الحقوق التي لا يريد الاسرائيلييون التنازل عنها
 
وهل سيتمسك أبو مازن بما قاله مؤخراً بان القدس والحدود بما فيها البحر الميت حتى الأغوار بالسنتميتر لن نتنازل عنها ….هل هذا صحيح..!
 
 
 
 على العموم وفي نهاية المطاف لن يرضخ الشعب الفلسطيني وقد دفع أغلى ما يملك من أبنائه وأرضه .!
 
 
 
ولن يرضى بأقل من دولة كاملة على حدود ال67 بلا عاصمة كاملة السيادة على القدس والغاء حق اللاجئين الذي هو لب الصراع “
 
 هل سنرضى بدولة مقطعة ومستوطنات تأكل خيراتنا وأرضنا وتمتص رمقنا من مياهنا ” هل نرضى بأن نصبح أقلية في وطننا مع هجرات متتالية … لنفرغ الأرض لمملكة إسرائيل الكبرى ..!
 
 
 
 
 
أم أننا كالعادة….. سنشهد الغضب الفسطيني العارم من جديد ..!!

زر الذهاب إلى الأعلى