أرشيف - غير مصنف

اسرائيل تنجح في اسقاط المرشح العربي لرئاسة اليونسكو فاروق حسني بدعوى معاداة السامية

اسرائيل تنجح في اسقاط المرشح العربي لرئاسة اليونسكو فاروق حسني بدعوى معاداة السامية

 

نجحت اسرائيل في اسقاط  وزير الثقافة المصري فاروق حسني في مسعاه أن يتبوأ منصب مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بدعوى معاداة السامية وفازت بدلا منه المرشحة البلغارية وزيرة الخارجية البلغارية السابقة إيرينا جيورجييفا بوكوفا  بعد حصولها على 31 صوتا مقابل 27 صوتا لحسني في عملية التصويت التي كشفت عن انقسامات عميقة داخل المنظمة التي يوجد مقرها في باريس.وستصبح بوكوفا التي لم يكن لديها فرصة تذكر للفوز قبل التصويت اول امرأة ترأس المنظمة اذا ايدت الدول الاعضاء بالمنظمة وعددها 193 دولة النتيجة كما هو متوقع

وقالت الدبلوماسية التي تبلغ من العمر 57 عاما بعد الاقتراع “سأستخدم جميع الافكار الجيدة وسنعمل معا”. وأضافت قولها “لم أنظر قط إلى هذه المنافسة على انها حرب .. معركة بين خصمين”.غير ان مصادر داخل اليونسكو قالت ان المنافسة الطاحنة على المنصب قد تترك بصمتها مع إثارة اتهامات بممارسة ضغوط شديدة وحدوث مخالفات.وقال هوميرو اريدجيس وهو مندوب من المكسيك “اصبح الامر مثار صراع بدرجة كبيرة. بالنسبة لنا كمندوبين كنا قلقين للغاية بشأن سمعة اليونسكو.”وقال ناصر حسام الذي قاد حملة حسني الانتخابية ان ما يراه مخيبا للامال هو ليس كفاءة الفائز بل حقيقة ان الطريق كان مسدودا امام صوت ثقافي مختلف واضاف انه لا احد من العالمين العربي والاسلامي رأس اليونسكو من قبل بينما نالت اوروبا المنصب عدة مرات

وابدى عدد من المثقفين المصريين خيبة املهم بعد انتخاب المرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا لرئاسة منظمة اليونسكو معتبرين ان هزيمة المرشح المصري فاروق حسني سببها “اللوبي اليهودي” و”الحركة الصهيونية”.وقال رئيس اتحاد الكتاب المصريين ورئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي ان “هذه النتيجة هي مثل نتيجة اية مباراة يمكن لانسان ان يفوز بها او يخسرها ولكن المقلق في هذا الموضع تسييس هذه الانتخابات لهذه المنظمة الدولية للمرة الاولى في تاريخها”.واعتبر ان ذلك راجع الى “المعركة التي خاضها اللوبي اليهودي في الغرب وانتزاع اقوال للوزير واخراجها من سياقها وفتح معركة سياسية من خلالها

من جانبه قال خطار ابو دياب الباحث في العلوم السياسية في جامعة باريس 3 في تصريح للتلفزيون المصري “من المؤسف ان تحدث انقسامات بهذا الحجم في مثل هذه المنظمة الدولية” معتبرا ان على الدول العربية والافريقية ودول العالم الثالث ان ترى في ذلك تحديا مباشرا لها

من جانبه اعتبر جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة ان هذه النتيجة “امر طبيعي لان اسرائيل لن تسمح بذلك وهي على ابواب العمل الجاد لتهويد القدس العربية لذلك لن تسمح لاي مرشح عربي ان يتولى موقع المدير العام لهذه المنظمة الدولية”.واضاف انها ايضا “المرة الاولى التي يحصل فيها استقطاب بين دول الشمال ودول الجنوب اذ يبدو ان الحركة الصهيونية استطاعت ان تجند دول الشمال في مواجهة شرسة ولاول مرة تقف اوروبا بمثل هذا الموقف الشرس في مواجهة المنطقة العربية”.فقد اعتبرت العديد من المنظمات اليهودية ومثقفون يهود ان الوزير المصري لا ينبغي ان يصبح رئيسا لليونسكو لادلائه عام 2008 تصريحات اعتبرت معادية لليهود، خصوصا عندما اعلن امام مجلس الشعب انه مستعد لان “يحرق بنفسه” اي كتب يهودية قد توجد في المكتبات المصرية

كما اعلنت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر الاحد انسحابها من السباق غداة دورة ثالثة حصلت فيها على احد عشر صوتا وحلت ثالثة بعد فاروق حسني “25 صوتا” والبلغارية ايرينا بوكوفا “13 صوتا”.وبعدما اكدت ان “القيم الاخلاقية” لليونسكو و”مثالياتها” كانت “الرهان الحقيقي لهذا الانتخاب”، دعت فيريرو فالدنر في شكل واضح الى قطع الطريق على المرشح المصري

وكان هناك رد ملطف في القاهرة لكن بعض المعلقين قالوا ان التصويت ليس موجها ضد مصر.وقال وزير الخارجية المصري السابق احمد ماهر انه لا يعتقد انه يجب تفسير ذلك على انه موجه ضد مصر بل ان القضية تتعلق بالمرشح.وقال “اني متأكد ان العلاقات بين مصر والدول مهما كان تصويتها ستبقى كما كانت ولا أظن أنها ستتأثر بما حدث.”لكن في نظر آخرين عكس فشل حسني فرصة ضائعة لتحسين الحوار مع العالم الاسلامي

واعرب المحلل المصري ضياء رشوان عن اعتقاده بان فوز حسني بالمنصب كان فرصة حقيقية لتأكيد الحوار بين الشرق والغرب وانه قد حان الوقت ليرأس مسلم حتى وان كان شديد العلمانية مثل حسني اليونسكو.وليست هذه هي المرة الاولى التي يثور فيها الجدل بشان اليونسكو. ففي عام 1999 شاب انتخاب المدير العام الحالي الياباني كويتشيرو ماتسورا مزاعم بالفساد وتزوير الاصوات

على صعيد اخر وصفت الصحافة المصرية الاربعاء هزيمة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في انتخابات منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” بأنها تأكيد ل”صراع الحضارات”وقالت صحيفة “المصري اليوم” المستقلة ان “صراع الحضارات حسم معركة اليونسكو” معتبرة ان “تحالف اللوبي اليهودي مع الولايات المتحدة واوروبا نجح في اسقاط مرشح الجنوب فاروق حسني بعد معركة شرسة خاضها الوفد المصري بشرف في مواجهة دول الشمال


 

زر الذهاب إلى الأعلى