نصحتك فالتمس يا ليث غيري..!
من يريد أن يقشعر له بدنه, فعليه بقراءة مارصدته صحيفة”الحقيقة الدولية” الأردنية على موقعها الالكتروني لمعاناة العالقين علىمعبر رفح..(ضابط مصري برتبة ملازم يصرخ في وجه الفلسطينيين”عايزين إيه يا شوية كلاب “وسائقو الباصات يبتزونهم لإجبارهم على دفع ” العيدية“). عندما قام العدوالصهيوني بشن هجومه الوحشي على قطاع غزة في اواخر العام المنصرم وأوائل العامالحالي وارتكب مجزرته البشعة بحق أبناء شعبنا في القطاع مستخدما كافة الوسائلالحربية بما فيها المحرمة دوليا, قام وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط باطلاقتصريحه المخزي:”سنكسر عظام كل من يحاول عبور المعابر”, مشيرا الى أبناء قطاع غزةالذين حاولوا الهروب من الة البطش الصهيونية الى الجانب المصري للمعابر, وتهديدههذا ذكرنا بالأمر الذي أصدره اسحق رابين عندما كان وزيرا لحرب الكيان الصهيونيلقائد أركان جيشه ايهود باراك ابان الانتفاضة الأولى بتكسير عظام الفلسطينيين بمنفيهم الأطفال. لقد قام ممثلوا السلطات المصرية على معبر رفح الذين لم يرحمواصرخات الصغار وأنات الكبار من العالقين الفلسطينيين العائدين إلى حضن الوطن بعيدرحلة قاسية قضوها في منافي البلاد المختلفة ليأتوا إلى هنا حيث معبر رفح املين فيالدخول إلى وطنهم الذين فارقوه طويلا ورغبة في قضاء أخر أيام شهر رمضان المبارك وسطالأهل والديار ولكن صدمتهم كانت مدوية وهم يلاقون شتى أنواع العذاب والهوان علىأيدي السلطات المصرية التي أوقفتهم لأيام خلف الحواجز وتحت الشمس الحارقة وهم صيام،كما على أيدي سائقي الباصات التي كانت تقوم بنقلهم من أمام الحواجز الأمنيةلتوصيلهم إلى صالة المغادرة بمعبر رفح البري. ووسط صراخ الاف العالقين المطالبينبتقديم التسهيلات لهم, كانت هنالك صرخة ولكن من نوع اخر, انها صرخة ضابط مصري حقيريطلقها مدوية في اذان الجميع(عايزين إيه يا شوية كلاب، مش عايز اسمع صوت كلب منكمواللي هاسمع صوته مش هضربه إلا بده”هو يشير إلى حذاءه”)..وفي نفس الوقت قام سائقوالباصات المصريون بابتزاز العالقين واجبارهم على دفع”العيدية“. مرارا قلنا بأنهيوجد فرق شاسع ما بين الموقف المصري الرسمي والشعبي, ولكن نعرف ونقر بأن الشعبالمصري الكادح المغلوب على أمره لهو شعب منتفع وله وجهان, وما يهمه هو مصلحتهالشخصية, ومن كان في مصر يعرف أنه بدون الواسطة والرشوة لا يمكن عمل أي شيء..كنانتوقع من الاخوان المصريين الشعور مع اخوانهم الفلسطينيين الذين يعيشون مرارةالاحتلال وقهر اللجوء وعذابه, فهم من لجوء الى لجوء, وما أصعبه من حال. دافعناعن الشعب المصري الغلبان ولا نزال ندافع, وهنا أستذكرأمرا حصل في شهر أيلول قبلعامين, فعلى خلفية قيام ضباط فى الشرطة الكويتية بتعذيب مواطنيين مصريين مقيمين فىالكويت، شن الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم هجوما عنيفا على مصر حكومة وشعبا..وقالالهاشم فى مقاله تحت عنوان “لا تعايرني..ولا أعايرك”, بصحيفة “الوطن الكويتية” فىاطار رده على انتقاد الصحافة المصرية لتعذيب المصريين(“الكتاب الصحافيون شنوا هجوماحادا ضد الكويت وكأنهم اكتشفوا ـ فجأة ـ ان “للمواطن المصري كرامة”, بعد ان عودتهمحكومتهم على ان تسعيرة “المصري الغلبان” حين يموت في حادث قطار هو تعويض اهله بـ “2000 جنيه” ـ أي ما يعادل مائة دينار كويتي أو ثلاثمائة دولار امريكي أي ما يساويسعر غسالة كورية في السوق الحرة بمطار القاهرة)..انها أقوال جارحة وقذرة, ومع أنموقفي من فؤاد الهاشم معروف ولا أريد النزول الى مستواه المخزي والمقرف في نفسالوقت, فهو انسان لم يترك مقاومة عربية الا وانتقدها وقلل من شأنها واستهزأ منقادتها, الا أن الصواب قد حالفه وان كان بشكل جزئي في ما جاء في مقاله المذكورأعلاه..لم أكن أن أتوقع في يوم من الأيام أن أقف مؤيدا لهذا الكاتب, ولكن ظروفالعالقين وتصرفات المسئولين المصريين, جعلتني أخرج عن المسار السليم لفكري ونهجيواللجوء الى النهج الماكيافيلي. وأما بالنسبة للضابط الذي نعت العالقين بالكلابفأقول:لن أنعتك بهذه الصفة, فالكلب حيوان وفي وذكي جدا وأنت تفتقر لهاتين الصفتين, ولا أريد أن أظلم الكلب وأحتقره..لسنا بالكلاب يا هذا, نحن من علم كل الشعوبالعربية أبجدية العلوم والثقافة وجعلناها شعوبا تسير في ركب التقدم, ورفعناها درجاتبعد أن كانت في ركب التخلف..نحن من علم هذه الشعوب الصحوة والمطالبة بالحريةوالاستقلال, وللأسف انقلب السحر على الساحر, فقام قادة هذه الشعوب وتاجروا بقضيةشعبنا وباعوها. أيها الوغد العبد, لسنا بالكلاب, وأهل مكة أدرى بشعابها, وقد نجحسيدك أبو الغيط في تعليمك كيف يكون انكار الجميل, ولكن عليكم جميعا أن تعلموا أنشعبا قاوم ولا يزال يقاوم الاحتلال البغيض والذي تمكن من هزيمة أربعة جيوش عربية, لهو قادرعلى أن يواجه بطشكم يا عبيد أمريكا و”اسرائيل”, ولن أقول”وظلم ذوي القربى“, فأمثالك وأمثال أسيادك لم ولا ولن يكونوا يوما قريبين من شعبنا المعطاء, ورحم اللهمصر عبد الناصر, ولك ولأسيادك الخزي والعار, وليخسأ الخاسئون. ومن هنا نقولونذكر الجميع بالمثل القائل, “ليس كل الطيور تؤكل لحومها”, ولحم شعب فلسطين لايؤكل, ورحم الله القائل:نصحتك فالتمس يا ليث غيريطعاما ان لحمي كان مرا. د. صلاحعودة الله-القدس المحتلة |