قمر يبحث عن وطن
* إبراهيم حسون
خُلقتَ …
ترى , وتسمع , وتحس ,
تعاقر الانتظار ,
لا الغيث هلّ ,
ولا الحرية ندّتْ ..
ولا الكروم نزّتْ دنانيها ..
ألا يبوظ – ذا زمنٌ – صمّام الأمان في مرجل الله ؟!
وتهبط ٌ على ….
وينكسر الحصار
وهذه الجبال الواقفة كيوم الجمل
إلى متى تحتمل لسع الشمس ؟
وهذه الأنهار الواقفة كيوم الحشر ,
إلى متى تحتمل صقيع الآلهة ؟
وهذه العصافير حوّلها الركض ,
إلى دخان يخنق الفضاء
وتعبك خلف رغيفك …
متى يصير رصاصة
تحرس نجمة.. أو غزالة …
أو خِنجراً يمزق قهرك – دمعك
أو فارساً يجتاز الخنادق والنبال
والزمن.. الرديء ,
هذي الشمس,
ألم تمل من التغريب ؟
هل تُغير روتينها التافه وتُشرّق ؟
أو تُشمّل أو تقتبل ؟
أنا مللت …
قهري .. قرفي .. تعبي .. دمعي .. خبزي …
وفرحي !!!
نحن متشابهون كنزف الجرح
وكذرات الملح ,
نختلف بصورة الهوية ,
ورقم الحظيرة ,
ووقت البكاء ,
ووقت العمر الذي يُدهس على امتداد الطريق
ووقت الفرح الذي نكاية به ننتظره ,
وهو نكاية بصبرنا المقيت لا يأتي..
هذه الشمس مثلنا غبية …
هي لا تمل التغريب
ونحن لا نمل الصبر والأمل
كالحرية ؛ دمها لم يحملها إلى التوبة
وكدمنا ؛ يحمل شموعه إلى التمرد
هذي أضلاعك واقية ؛ وسياج وطن ,
وهذا دمك .. حبر قصائد البلاد المضرجة بأحلامها ,
وهذي أخاديد كفاك أناشيد الجياع ,
وهذي الغيوم العاقرة …………..
أهو قدر الماشين في دروب الجلجلة ؟
أهو ورد الجرح إلى فرح الشقائق ؟
أهو حرقة الدمع إلى خمر الكروم ؟
يا بنفسج البراري العذراء …
هذا الوطن ؛؟ يستبيح كرامتي ,
ماء وجهي ,
و زهر دمي ,
يا بنة الظلم ….
يا أخت القهر …
يا أم الحزن …
أحنّ خبزك .. رائحة خبزك …
رائحة عر ق نهديك ..
دفء حضنك …
إلى وطن يتنفسني .. كما أتنفسه
فأنا يستبيحني الجوع والبرد ,
أود متابعة البكاء .. لم يبق دمع .