القدس رمز العروبة تقاومهم

القدس رمز العروبة تقاومهم

بقلم: زياد ابوشاويش

المواجهات الدامية مع قطعان المستوطنين المدعومين من قوات الإحتلال الصهيوني في باحة الحرم القدسي الشريف والتي بدأت صباح الأحد السابع والعشرين من الشهر الجاري ستؤرخ على الأرجح لانتفاضة ثالثة ظهرت تباشيرها مع إصرار العدد القليل من المصلين العرب في المسجد الأقصى على التصدي لجحافل الغزاة الهمجيين والاشتباك معهم ودفع الثمن من دمائهم وأرواحهم لحماية مسجدهم ومقدساتهم.

التركيز الصهيوني على المسجد الأقصى بزعم وجود الهيكل تحت أساساته يستهدف تحقيق أكثر من هدف منذ الاحتلال العسكري الاسرائيلي له عام 1967 والإعلان عن ضم القدس كلها للكيان الصهيوني وتطبيق القوانين الاسرائيلية عليها. إن الهدف الرئيس للهجوم المستمر على القدس والأقصى يتلخص في إنهاء رمزية المكان عند الفلسطينيين والعرب والمسلمين وتحويله إلى مجرد مدينة محتلة ينطبق عليها ذات الإجراءات التعسفية بما في ذلك مصادرة الأرض وطرد السكان، وقد لاحظنا حدة الحصار والعرقلة لبرنامج القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009.

القدس بكل ما تحمله من رمزية ومعاني في نظر الأمة العربية والمسلمين تتعرض للعسف والجور تحت سمعنا وبصرنا وتقاوم. الفهم العميق لهذه المعاني والدلالات يدفع أهل القدس وغيرها من المدن الفلسطينية للقتال من أجل بقائها عاصمة لفلسطين لأن ذلك يعني بالضبط القتال من أجل كل فلسطين وشعب فلسطين.

لا فائدة من الصراخ والعويل لاستجداء من لا يسمعون شرقاً وغرباً لانقاذ القدس والمسجد الأقصى لأن لا حياة لمن تنادي والمجتمع الدولي تحكمه اليد الأمريكية والمعركة فرضت علينا ولا مفر من خوضها رغم اختلال موازين القوى. ليس أمام الشعب الفلسطيني والمقاومة ودول الممانعة إلا التصدي للتغول الصهيوني والعمل على بدء انتفاضة وطنية فلسطينية جديدة بمساندة كل القوى الحية في الأمة…وستنتصر.

Zead51@hotmail.com

Exit mobile version