خطيئة فلسطينية لتغطية جرائم العدو الصهيوني
خطيئة فلسطينية لتغطية جرائم العدو الصهيوني
بقلم: زياد ابوشاويش
بقدر الوحشية والقسوة التي اتسمت بها جرائم العدو الصهيوني أثناء العدوان على قطاع غزة كانت دهشتنا وغضبنا جراء الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية بطلب تأجيل البت في تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية برئاسة السيد ريتشارد غولدشتين حول العدوان على غزة المقدم لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي أدان فيه تلك الجرائم واقترح استمرار التحقيق في تلك الجرائم وتقديم أدلته عليها لمحكمة جرائم الحرب الدولية في نهاية المطاف لملاحقة القتلة والمجرمين من قادة إسرائيل الذين أصدروا أوامر ارتكاب تلك الجرائم أو أمام محكمة خاصة كالتي شكلت لمعالجة الوضع في يوغسلافيا.
لا أعرف ولم أعرف نموذجاً لقيادة تنبري لتدافع عن قتلة شعبها سوى القيادة الحالية للشعب الفلسطيني فيطالب مندوبها في الأمم المتحدة بتأجيل البت في التقرير بعد أن أوشكت اللجنة على إصدار قرار الإدانة للسلطات الإسرائيلية.
يبدو أن سلطة رام الله نزلت عند رغبة الإرهابي ليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني حين قال على هامش الاجتماع الثلاثي في واشنطن بين أوباما ونتنياهو وعباس بأنه يتوقع أن تسحب السلطة الفلسطينية طلب تحويل الأمر للمحكمة الدولية.
إن أية مبررات تساق هنا من أجل التخفيف من حجم الخطيئة المسيئة لتاريخنا وشهدائنا لن تكون مقبولة أو مفهومة لسبب بسيط وواضح وهو أن ما جرى في غزة من قتل ودمار يفوق أي مجزرة ارتكبها العدو بحق شعبنا، وهي أكبر من أي ترضية أو تكتيك يمكن القبول به لإعفاء إسرائيل من المحاسبة والعقاب، وأن موقف السلطة الفلسطينية يقدم التغطية اللازمة لجرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي والتي سيرتكبها بحق أبنائنا وأهلنا في غزة.
إننا أمام جريمة خطيرة ارتكبت بحق شعبنا وشهداءنا وجرحانا وعلى من فعل ذلك أن يدفع الثمن كائناً من كان وشعبنا الفلسطيني ليس قطيعاً من الغنم.