أرشيف - غير مصنف

لماذا يضيقون ما وسعه الله ؟! الوهابيون يحرمون الدعاء بالصلاة لنصرة المنتخب الكروي!

بقلم الشيخ/ عثمان الأزهري
من علماء الأزهر الشريف
مازال آل سعود وأشياعهم من الوهابيين التكفيريين، يصرون على أن يدفعوا المسلمين إلى أن يكرهوا دينهم وتعاليم إسلامهم، وذلك بما يقدمونه كل يوم من فتاوى تحرم ما حلله الله، ويضيقون ما وسعه سبحانه وتعالى، وكأنهم في ذلك يخدمون فقط أعداء الإسلام من أمريكان وصهاينة، وهذا طبعاً دأبهم منذ دولتهم الأولى (1745- 1818) والثانية (1824- 1891)، والثالثة الراهنة (1932- 2009) دائماً يدفعون الناس إلى التشدد والغلو، ولنتأمل أحدث فتاويهم التحريمية التي لا تخدم سوى أعداء هذا الدين الحنيف، والتي صدرت قبل أيام ـ يوم 8/9/2009 ـ وفيها أفتى رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية والمعهد العالي للقضاء، عضو لجنة المناصحة السعودية، الدكتور محمد بن يحيى النجيمي، بعدم جواز الدعاء لنصرة المنتخب الكروي في صلاة التراويح، إني لا أرى ذلك وأراه حراماً، وأضاف أن الدعاء لا يكون للأمور الترفيهية لأن السلف كانوا يدعون لتحقيق المباحات وفعلها دون كراهة، إنما يخصص الدعاء للأمور المهمة المتعلقة بمصالح الأمة، مشيراً إلى أن فتح مثل هذا الباب سيكون ذريعة للدعاء للرياضة والذين يركضون في الشارع والمصارعات وغيرها، وجاءت هذه الفتوى الغريبة قبل أن يلتقي على استاد الملك فهد الدولي في الرياض المنتخب السعودي مع نظيره البحريني في الملحق الأسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب أفريقيا في عام 2010.
* تلك إذن فتوى هذا الشيخ الوهابي كما نشرتها الصحافة والعديد من المواقع الإلكترونية، وهنا دعونا نسأل هذا (الشيخ) ومدرسته الوهابية التكفيرية عدة أسئلة نتمنى أن يجيبنا عليها هو وزمرة التابعين له من قوى الغلو في مملكة آل سعود وخارجها:
* لماذا تضيق على الناس في أمور حياتهم، خاصة أن ما يفتي (فضيلته) بشأنه هو أمر غير مؤدي إلى معصية، بل على العكس هو أمر يحول بين الناس وبخاصة شبابنا الضائع والتائه وبين (المعصية)، فالرياضة والاهتمام بها كما هو معلوم لدى العلماء والفقهاء، تصرف الاهتمام العقلي والجسدي إلى الاتجاه الصحيح أخلاقياً، وتدريجياً يتحول (الرياضي) أو من يهتم بالرياضة إلى الإيمان العميق بالله وإلى ترجمة روحانية وإسلامية صادقة للحكمة المأثورة (أن العقل السليم في الجسم السليم)، فلماذا لا يجعل هذا الشيخ الوهابي (د. محمد بن يحيى النجيمي) من الرياضة والاهتمام بها والدعاء للقائمين عليها، مدخلاً لخلق المسلم القوى الأمين المحب لدينه؟ لماذا يجعل (من الرياضيين) أعداءً له ولفتاويه ثم للدين كله ولتعاليم رسوله الكريم الداعية لفتوة المسلم وقوته؟ ثم السؤال الأهم: من المستفيد من مثل هذه الفتاوى الوهابية التكفيرية والتحريمية والتبديعية التي تهطل علينا من بلاد الحرمين (الأسيرين) كل يوم؟ أشك شكاً مطلقاً أن يكون المستفيد من فتاوى الوهابية بشأن (تحريم الدعاء للرياضيين، ولمهدي الزهور للمرضى، وللمشاركين في المظاهرات المؤيدة لأهلنا المسلمين المحاصرين المذبوحين في غزة، وتحريم الجهاد في أفغانستان والعراق من غير إذن خادم الحرمين الذي هو بالمناسبة خادم لسياسات واشنطن وتل أبيب)، أشك أن المستفيد هو الإسلام أو مصلحة المسلمين، إن المستفيد ـ في ظني ـ هو الراغبين في أن يكون هذا الدين وفتاوى شيوخه مثالاً للتطرف والغلو وكراهية الحياة، المستفيد هم الغزاة (واشنطن وتل أبيب) والطغاة من حكام هذه الأمة الذين يسعدون جداً عندما ينشغل علماء الإسلام وشيوخه في فتاوى الجهل والتكفير ويتركونهم يحكمون بالاستبداد والظلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل في رجال الوهابية وأفكارهم وفتاويهم المخالفة للإسلام وروحه السمحة العادلة والمقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى