أرشيف - غير مصنف
نكد الحياة
بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
إلى أحبابي ليزدادوا فخرا وافتخارا وإلى الصغار ليزدادوا غيظا وموتا وحقدا موتورا:
مقدمة :
إني لأشعـركم وأشعـر مـن مشـى
فـيكـــم علـى قدمــين يـا أوبـاش
فعلام لا ترضون مـن أقــداركــم
مُــرّاً بـه نكــد الحــيـــاة يُـعــاش
ما قلــت من شـعــر يظل مرتـلا
أنســت بســحـر بيانــه أحــراش
الناس حولي يسمعــون قصائدي
ويصفقون برغمهــم ما عـاشـوا
حسـدوا لمـــيزاني وحُرّ مقـالتي
وتسمروا والشـعــر هـاشٌ بـاش
دع من تخاريفٍ محنطة الرؤى
وأبِنْ لهــم أن العـــيون عُـشاش
من كان أعمى لا يرى لمحاسني
فـهـجـاؤنا شــرف لــه إنـعـــاش
القصيدة :
مـن كان مـثلك في الأعمـــاق سودانا
يا موطن الأهـــل والأصحاب خلانا
كــم قلـت فــيك وما أبقــيت قــــافـــية
وما تركـــت مـن الأشــعـــار ألــوانا
أنطقتني بجمـــــيــــل مـــن خـــرائدنا
حـتى بهـــرت بها مــن ظل يجــفانا
الناس مـن مـشـــرق الدنيا ومغـــربها
تردد الشـعــــر أو ترويـــه ألـــحــانا
كــــم كـــنت أفخــــر أن النيــل أنبتني
وســــرت أحكيه دون الكون عــنوانا
ما اخـــــترت إلا جمــــيلا مـن مآثـره
لكـــنـه جادنـي التهـمــيش نـكــــرانا
أتيت ربعـــك والأحـــلام ســــابقــتي
فخـاب ما خاب مـــني الظن خـــذلانا
فلـــم أجد فـــيك من يصغي لقافــيتي
وقـــد أعــــيش مع الأحلام أشـــجانا
كأنني لســــت مــن ســـودانـهــم أبـدا
ولا رفـــعــــت بشعـــري ذكـره شانا
وكان كــل همــــومي لا تـفارقــــــني
حتى وإن عشــت في النعـماء أزمـانا
وظل لحـــني وموســـيـــقا بحنجرتي
نورا أضاء جــــبــين الحــرِّ فــازدانا
قـــــلادة كـنت مـن فــخـــر ألازمـها
والصــدر يحضنها بالشــوق ولهـانا
كــواكب مــن ضفاف النيل تعرفــني
ويجهـل القــدر من قـــد كان عمــيانا
يحاولــــون ومــا تجـــــدي محاولـــة
لــــو يكســــرون من الأقـلام أســنانا
ويرفعــــون مــــن الدهمـــاء رجرجة
يمجـــدون ضروب الهـــزل أعـــوانا
من كل من يحسب الأشعار في صلف
تمــــرا فــيأكلـــه مضــــغـا ولعــقــانا
يكــــفي بأني ألاقـــي مدح من عـرفوا
مــن روعــة الشــعر أقـــوالا وأوزانا
يا شـــاعـر النيـــل لا تبخـــل بقافـــية
ولا تؤمـــل بمـــن بالجـور يـرعـــانا
العــــدل أصــــبح فــي واد بمقـــــبرة
والحـــق آزر للأجــــلاف بهـــــتـانا
قــاوم فلســـت بمكســــور ومنهــــزم
وما رأيت لكـــم فــى العـــزم أقــرانا
وهـــل تخـــاف أخا بأس ومــــنفـعــة
وهـــــل نســــيت نهاياتٍ وأكــــفـانا
وهل بخوفك عشــــت العـمــــر ثانيـة
وهل درأت به في العمــــــر نقصانا
قاوم فـما ســبقت ناس وقـد خلـدت
إلا بذكـــر أضـــاء الكـــون فـــــتانا
وسيرة الخلق في إقدام من عـرفــوا
أن الخـلـــود مع الإذعــــان مـا كانا
ـــــــــــ
http://hassanibrahimhassanelaffandi.maktoobblog.com/