أرشيف - غير مصنف
هبوط صاعد
موسى أبو كرش
في الزاوية، قرب الطريق العام
بجوار المخبز القديم.
.
ثمة إمرأة تترصدني
تتفحصني بعينيها الخائنتين
تسرق ذاكرتي
تدون في محضرها الشفهي
حركاتي…همساتي
دون جواب
تطرق خطواتي!!
عند المعطف الحجري،
في الشارع العام أيضا
تنبش حقيبتها
توشوش جوالها الأنثوي
تتنهد.. تضحك
تتلاشى
تذوب في معطفها الشبقي!
حين نلتقي،
يتبدد الوقت
ينسل خفيفا كفراشة
أوشوشها:
الفرق بين رجل تثيرينه
ورجل تعشقينه:
أن الأول عابر سرير،
فيما الآخر عاثر سرير.
لأنك غامضة كزمردة
وطيبة كنخلة
وعادية جدا كموجة
أطير بك
أحلق فيك
في فضاء من حبق!
أحتسي القهموة معي..
من الصدى المثقوب للقلب
أسمعني
خلف الجدار الرهيف
أهاتف أصدقاء مضوا
يطلبني الهاتف بإلحاح
يصلني الصوت
صادما..صارخا
من معي؟!
أتخاصم معي
أهجرني عن قصد
أصوم عن الكلام
أتناوم
أحلق فيّ
أسافر
حيث لا معابر وجوازات سفر
أدفع الضرائب لي
أدخرها حقائب وأقنعة
لسفر جديد
أتبحرين معي؟!
إنها الهاوية
مثقوبة العينين
في فضاء من الريغودون
لا بأس بجرو صغير
يشاطر الليل لهاثه
يبول رافعا ساقه
على جوانب المشهد!.