سُطوعٌ باهِتٌ

عائشة الحطَّاب
 
ضَوءُ مَرجانٍ يُوقِدُ البحرَ
جَلستْ حذْوَنا الأَقمارُ
زُرقةُ الأَطلسيِّ غَيمةٌ للمنابرِ
 قَميصُ الخريفِ بحرٌ
لمدينةٍ تشربُ كأسَ الدُّخانِ
عنانُ السَّاعةِ هاربٌ في المدَى
مٌهاجرٌ في غوايةِ اللَّيلِ،
ورسمٌ يَسكبُ الياقوتَ
أَنفاسُ النَّوافذِ مُتعبةٌ في العُبورِ
خرائطُ في شَجنِ الصَّفصافِ
فَمَنْ يَغرقُ في الأَبديَّةِ،
ويَرسُمُ جفنَ الموتِ؟
 
 حدودُ الجسدِ مُندغمةٌ بإيماءَاتِها
لوحةُ اللَّيلِ أُنثى يكتنِفُها الغموضُ
هياكلُ الرَّاقِدينَ ظلالٌ كأَنَّها الشَّواهدُ
جدرانٌ ترسمُ خدرَ الماءِ،
والسُّبلُ موصدةٌ تلوِّحُ لغبارِ الورقِ.
 
أَهازيجُ تَرِقُّ لتقاويمِ اللَّيلِ
غازُ الوقتِ مَصابيحُ أقحوانٍ
رحيقُ الملائكةِ مطرٌ أبيضُ
مُوسيقى مَنطوقةُ الشَّهوةِ
وِصالٌ يُدغدغُ أَصابعَ الذِّكرى
قرنفلٌ ناعسٌ مترعٌ بماءِ نَبعٍ
غبشُ المساءِ ظلالُ أَشجارٍ
مَقاعدُ بِلا زمنٍتتلمَّسُ عطرَ أَصابِعها
أَقانيمُ مسافرةٌ في المسَاءاتِ
حقيبةُ هروبٍ مطرَّزةٍ بأَكاليلِ الحنينِ
نَدى الفجرِ بالرُّؤى المشتهاةِ
يكتملُ النَّغمُ في إِيقاع الرَّقص
تأويلُ المتاعِ في مَعبدِ الخُصوبةِ
زيتُ الكلامِ قدحٌ مباركٌ
غبارُ الطَّلع ذائبٌ عابرٌ بسَوسنةٍ
تَحتسي الضَّحكةَ من شفاهِ الخجلِ
أَزهارُ الجلُّنارِ تتموَّجُ بسيقانِ الرَّقصِ
لنْ أَنسَى كلماتِكَ عندَ الأَطلالِ
تُلوِّحُ بالأَسفِ.
Exit mobile version